المنظمة المغربية لحقوق الإنسان تتوجه إلى بان كيمون لإنهاء الوضعية المقلقة لمعتقلين لدى البوليساريو وحماية حياتهم بعد رسالتها إلى السلطات الجزائرية في مناسبتين اثنتين للسماح لها بزيارة مخيمات البوليساريو، وبعد رسالتها إلى كل من المفوضية السامية للاجئين واللجنة الدولية للصليب الأحمر.. لوضعهم أمام مسؤولياتهم في حماية حياة وأرواح معتقلين في سجون البوليساريو، سجلت المنظمة المغربية لحقوق الإنسان مبادرة هي الأولى من نوعها من طرف منظمة حقوقية وطنية لإثارة انتباه المنتظم الدولي إلى وضعية حقوق الإنسان في مخيمات تندوف. وناشدت المنظمة المغربية لحقوق الإنسان، في رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، بان كيمون، بالنظر إلى الوضعية المقلقة جدا في مخيمات تندوف جنوب غرب الجزائر، والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي يتعرض لها المعتقلون، التدخل في أقرب الآجال لوضع حد للوضعية المقلقة لثلاثة معتقلين في سجون البوليساريو، والعمل على أن تسهر اللجنة الدولية للصليب الأحمر والمفوضية السامية للاجئين، في إطار مهامها، على حماية حياة وأرواح المعتقلين الثلاثة، أحمد بلوح وأحمد سالم الشيباني ومحمد سالك ولد كية، المحتجزين في سجون البوليساريو بتندوف جنوب غرب الجزائر. وعبرت المنظمة المغربيةلحقوق الإنسان في رسالتها إلى الأمين العام للأمم المتحدة عن قلقها إزاء حياة المعتقلين الثلاثة الذين يقبعون في سجن سري بتندوف، بسبب مواقفهم ومعارضتهم العلنية لما أسمته «أوليغارشية البوليساريو»، وإدانتهم واحتجاجهم على تحويل المساعدات الإنسانية من طرف البوليساريو لصالح أفراد محسوبين على قيادتها. وأهابت المنظمة الحقوقية المغربية ببان كيمون للتدخل بسرعة لوضع حد للوضعية المقلقة للمعتقلين، مطالبة إياه أن يحث اللجنة الدولية للصليب الأحمر والمفوضية السامية للاجئين على ضمان تمتع المعتقلين الثلاثة في سجون البوليساريو بحقوقهم الأساسية في الحياة والسلامة الجسدية والنفسية. وأعربت المنظمة الحقوقية المغربية على لسان عائلة المعتقل أحمد بلوح حمو في شكايتها إليها، أن المعتقلين الثلاثة الذين تم اعتقالهم في وقت متزامن، يتعرضون لتعذيب ومختلف أشكال المعاملة اللإنسانية والمهينة من طرف رئيس ما يسمى «المنطقة 4» المدعو مصطفى ولد مولاي البشير. كما أنهم يعانون من اضطرابات في المعدة وآلام معوية حادة ناتجة عن الإضراب عن الطعام الذي قاموا به، وقدموا لمحاكمة عسكرية بأمر من المدعو السويلكي ولد النتان، الذي يشغل مدير مركز الاعتقال. وأشارت المنظمة المغربية لحقوق الإنسان إلى أنها راسلت في 13 ماي الماضي كلا من اللجنة الدولية للصليب الأحمر والمفوضية السامية للاجئين من أجل لفت انتباههما إلى الحالة الحرجة للمعتقلين الثلاثة، إلا أن رسالتها لم تلق أي جواب من لدنهما، بالرغم من أن مهامهما تتمثل في في ضمان الحماية وواجبات المساعدة للضحايا بما في ذلك الحماية الصحية والسلامة الجسدية والنفسية. وتجسيدا لمهمتها المتمثلة بالخصوص في حماية حقوق الإنسان وإعمال مقتضيات القانون الدولي الإنساني، قالت المنظمة المغربية لحقوق الإنسان إنها وجهت في 28 أبريل من هذه السنة رسالة إلى الوزير الأول في الحكومة الجزائرية، وأعادت التأكيد في رسالة مماثلة بتاريخ 24 ماي الماضي، تلتمس فيهما السماح لها بزيارة المعتقلين بتندوف للاطمئنان على حالتهم الصحية والاطلاع على ظروف اعتقالهم. معبرة عن أسفها من عدم استجابة السلطات الجزائرية لكلا الطلبين، ولم تتلق إلى حد الآن أي جواب على رسالتيها سواء بالقبول أو بالرفض. وكانت المنظمة المغربية لحقوق الإنسان قدمت في متم أبريل الماضي ثم في منتصف ماي طلبا إلى الوزير الأول الجزائري للسماح لها بزيارة المعتقلين في تندوف، كأول منظمة حقوقية مغربية تقدم على هذه المبادرة. وأجرت جميع الاتصالات على مستوى الوزارة الأولى الجزائرية أو على مستوى السفارة الجزائرية بالرباط، مدعومة بمنظمة «هيومان رايتش ووتش»، التي تنتظر بدورها السماح لها بالتوجه إلى تندوف. إلا أن تلك المبادرة لم تجد لها آذانا صاغية من طرف السلطات الجزائرية التي يتواجد المعتقلون فوق ترابها، وإلزام الجزائر، كبلد طرف في اتفاقيات جنيف، بإعمال مقتضياتها.