مع انطلاق الحدث الكروي العالمي تزداد المنافسة بين مؤيدي هذا المنتخب أو ذاك، وتتباين التكهنات من سيفوز بلقب البطولة. وتشجيع المنتخبات ومتابعة المباريات لا يقتصر على ثقافة أو جنس معين، بل يربط بين ثقافات العالم المختلفة. لم تقتصر حمى أهم الأحداث الكروية عالمياً، والذي تحتضنه جنوب إفريقيا، على داخل القارة السمراء فحسب، بل انتقلت إلى جميع أنحاء العالم. إذ أصبحت المباريات ونتائجها المفاجئة في بعض الأحيان حديث الشارع و أماكن العمل والمقاهي. وبات كل متابع لهذا الحدث يختبر حدسه بفوز منتخبه المفضل، ما يدفعه إلى المشاركة في رهانات تنتهي بدعوة عشاء إلى أصدقائه أو دفع غرامة مالية -حسب الاتفاق- إذ ما خسر الرهان. وتشهد ألمانيا مع افتتاح هذا الحدث أجواءً احتفالية تذكر بصيف عام 2006 حين استضافت هذا الحدث العالمي، إذ تعتلي أعلام جميع الدول المشاركة والملونة بألوان زاهية شرفات وواجهات المنازل والمحلات التجارية. ليست فقط المنازل وواجهات المحلات هي التي تم تزيننها، بل قام مشجعو المنتخبات المشاركة بتزين سيارتهم بتلك الأعلام ليجوبوا بها الشوارع في مواكب تسبق أو تلحق أوقات المباريات، وذلك تعبيراً عن فرحهم بفوز منتخبهم. وتم نصب شاشات كبيرة في أغلب المقاهي لإتاحة إمكانية مشاهدة المباريات بصحبة الأصدقاء. وبمناسبة المونديال قام موقعنا باستطلاع آراء بعض عشاق المونديال في ألمانيا والعالم العربي، وسألهم عن انطباعهم بهذا الحدث وتأثرهم به، وعن الفرق التي يشجعونها في هذا العرس الرياضي. «اعرف منتخبي المفضل عبر صفحتي في الفيس بوك» فيرناندو هو شاب برازيلي انتقل للعيش في ألمانيا منذ عام تقريباً، وهو يتعلم اللغة الألمانية. يهوى فيرناندو كرة القدم ويعشق متابعة المونديال، وبعده عن بلده زاد من محبته لمنتخبه، أما أكثر ما لفت انتباهه في أجواء المونديال في ألمانيا «عدم تعصب الشعب الألماني لمنتخبهم، فهناك تنوع في الأعلام المعلقة على واجهات البيوت والسيارات، وفوجئت بالشعبية التي يتمتع بها المنتخب البرازيلي لدى الألمان». ورغم أن فيرناندو يعشق منتخب بلاده البرازيل إلا أنه يتمنى للمنتخب الألماني الحصول على الكأس «لابد لي من التعاطف مع المنتخب الألماني وخاصة أن والدي ألماني الأصل، على أن تنال البرازيل الكأس المرة المقبلة حين ستستضيف هذا الحدث عام 2014». : رغم محبة الألمان لوطنهم إلا أن هناك تنوع في الأعلام التي زينت واجهات البيوت في ألمانيا أما كريستا، وهي شابة ألمانية تعشق كرة القدم وتتابع أحداث المونديال بكل شغف، فترى أن أجواء كأس العالم هذا العام تختلف كثيراً عما كانت عليه عام 2006 وتشرح هذا الاختلاف قائلة «كانت الأجواء في عام 2006 أكثر متعة، إذ كان الناس يتجمعون مع بعض بشكل أكبر لمتابعة المباريات بشكل جماعي»، ولدى سؤالنا لها عن المنتخب الذي تشجعه فأجابت مبتسمة: «بإمكانكم معرفة الفريق الذي أشجعه من خلال صفحتي الخاصة على الفيس بوك». فحتى شبكة التواصل الاجتماعي «الفيس بوك» لم تخلو من تأثير أجواء المونديال عليها، إذ قامت كريستا بتغير صورة «البروفيل» من صورتها الشخصية إلى علم اسبانيا دولة المنتخب الذي تشجعه «هو فريق قوي يضم عدداً كبيراً من نجوم الكرة بدون شك وهو بطل أوروبا عام 2008 ويجب عليه أن يأخذ كأس العالم هذا العام». لأجل المونديال تسقط جميع المواعيد وتشارك أمينة وهي صحفية مغربية تتابع أحداث كأس العالم لأول مرة في ألمانيا، إعجاب كريستا بالمنتخب الاسباني، وتفتقد أمينة الجو الحماسي الذي اعتادته أثناء المونديال في المقاهي المغربية. «أجلس وحيدة أمام التلفاز هنا في ألمانيا لمشاهدة المباريات، وافتقد مواساة أصدقائي لي في حال خسر المنتخب الذي أشجعه، أو تهنئتهم إذ ما فاز». وينتظر باسل، وهو شاب سوري يملك معرضاً لبيع الأحذية في مدينة اللاذقية، هذا العرس الكروي كل أربع سنوات بفارغ الصبر. وهوسه بكأس العالم دفعه إلى تأجيل حفل خطوبته إلى ما بعد المونديال. وعن ذلك يضيف قائلاً: «تتفهم خطيبتي عشقي لكرة القدم وخاصة نهائيات كأس العالم». وتعلق باسل بأبناء عمه الذين يعيشون في ألمانيا، جعله يعشق المنتخب الألماني ويتمنى لهم نيل لقب البطولة لهذا العام «أنا أشجع المنتخب الألماني وأتمنى لهم الفوز عوضاً عن 2006» «الأرجنتين من سيحمل اللقب» أما في مصر فترى سارة وهي شابة مصرية تعمل في المجال السياحي وتهتم بالرياضة بشكل كبير، أنه رغم عدم تأهل المنتخب المصري للمشاركة في المونديال هذا العام، إلا أن أجواء المونديال في مصر تشهد الكثير من الحماس والمراهنات «تتمتع كرة القدم في مصر بشعبية كبيرة تجعلنا ننتظر المونديال بشغف كبير»، وتساهم الشاشات المنصوبة في المقاهي في خلق جو حماسي لا مثيل له على حد قول سارة. وتفضل سارة في كثير من الأحيان متابعة المباريات بشكل مفرد «أنا كروية جداً وأخشى أن يدفعني حماسي في بعض الأحيان من التصرف بطريقة غير لائقة». ولدى سؤالنا لسارة عن توقعاتها لحامل اللقب بطل العالم لعام 2010 فأجابت بكل ثقة: «الأرجنتين وبس»، إذ ترى سارة أن المنتخب الأرجنتيني يمتلك عناصر قوية جدا «كليونيل ميسي أحسن لاعب في العالم في الوقت الحالي»، أما عن رأيها بالمنتخب الألماني فتتوقع سارة أن سيكتفي بالترشح إلى «المربع الذهبي». «محاربو الصحراء نواة منتخب عربي متميز» «وان تو ثري فيفا لاجيري» هكذا يشجع الجزائريون منتخب بلادهم، وتشهد الجزائر، ممثل العرب الوحيد في بطولة كأس العالم، أجواءً مونديالية شيقة لم تشهدها منذ مشاركتها الأخيرة عام 1986. ويصف أمين، وهو شاب جزائري يعمل في مجال العلاقات العامة، مشاركة منتخبه في هذا الحدث الكروي العالمي في حديث مع إذاعة دويشته فيله قائلاً «إن الجزائر فخورة جداً بمشاركة محاربي الصحراء في المونديال، وهم يسعون لبذل أفضل ما لديهم لرفع اسم العرب عالياً». ويساند أمين منتخب بلاده واصفاً إياه بامتلاكه مهارات فردية جيدة تألقت في بطولات أجنبية وأوروبية بشكل خاص. ومن جانب أخر يرى أمين أن المهارات الفردية للاعبين المتألقين لا تكفي لتحقيق اللقب، مشيراً إلى غياب الانسجام بين خط الوسط والهجوم. ويضيف متفائلاً بتحسن المنتخب في السنوات المقبلة قائلاً: «بالعمل والمثابرة سيصبح المنتخب الجزائري أفضل منتخب في إفريقيا». وهذا ما تراه أمينة أيضاً: «أرى أن المنتخب الجزائري هو نواة منتخب عربي متميز وستكون له حظوظ كبيرة في الأعوام المقبلة إذا ما استمر بهذا الأداء». عن موقع DW