كل قادم لمدينة وزان هذه الأيام ستلتقط عيناه وهو على مشارف المدينة كيف أن الأودية القريبة من دار الضمانة صارت بلون أسود لمخلفات الزيتون، يؤشر على كارثة بيئية تحيط بالمدينة. نعم كلما حل موسم الزيتون الذي يحرك عجلة الاقتصاد المحلي، ويشغل المئات من سواعد الشبيبة الوزانية التي تقتلها العطالة، إلا وانقلبت هذه النعمة إلى نقمة، حيث تستفحل ظاهرة تلويث المياه من طرف مطاحن الزيتون عبر تحويل «قنوات» نفاياتها السامة مباشرة إلى المجاري المائية مع ما ينتج عن ذلك من ارتفاع لنسبة التلوث بالأنهار والوديان، وهو ما يشكل خطرا على كل أنواع الكائنات. في موسم الزيتون للسنة الماضية الذي صادف أول موسم لتعيين أول عامل على رأس إقليموزان الفتي، استبشرت الساكنة ومعها كل المنشغلين بمجال حماية البيئة التي تشكل الجيل الثالث لحقوق الإنسان، استبشرت اللجنة الإقليمية المشرفة على احترام أرباب مطاحن الزيتون لدفتر المتحملات والقوانين المنظمة لذلك، حين قامت بزيارة للمطاحن باعتبارها مصدرا للتلويث، وشخصت الوضعية القاتمة، وخلصت إلى دعوة أرباب هذه المطاحن اعتماد المعايير الوطنية والدولية للتخلص من نفاياتهم درءا لأي جريمة بيئية وإيكولوجية. لكن التقرير حسب معطيات استقيناها من هنا وهناك، ظل حبيس الجدران لأن السند الذي يعتمد عليه بعض أرباب المطاحن فوق القانون.