حذر حقوقيون في غفساي إقليم تاونات من حدوث كارثة بيئية في المنطقة بسبب ما تتعرض له المجاري المائية من تلوث بمادة المرجان من قبل مجموعة من أرباب مطاحن الزيتون، وخاصة العصرية منها، مع كل موسم جني الزيتون، إذ سجل الجمعويون استفحال ظاهرة تلويث المياه عبر إقدام هذه المعاصر على إفراغ نفاياتها مباشرة في المجاري المائية، وهو ما تسبب في تغير لون وديان وسدود وأنهار اقيلم تاونات، مما سيشكل - حسب المصادر ذاتها - خطرا على الكائنات الحيوانية والنباتية، في حال لم تتحرك الجهات الوصية لإيقاف ما أسموه "الجريمة البيئية الايكولوجية الخطيرة". و أكد محمد السطي، عضو الجمعية المغربية لحقوق الإنسان في إقليم تاونات، أن هذه النفايات "السامة"، التي ترمى أمام أعين السلطات الإقليمية، قد أثرت على المزروعات الفلاحية وأنه رغم نداءات الفعاليات الحقوقية التي تندد بخطورة الظاهرة، فإن السلطات الإقليمية اقتصرت، يضيف المتحدث، على إرسال مجموعة من الإنذارات إلى تلك المطاحن، التي يتجاوز عددها 30 معصرة عصرية، دون أن تقوم بالمراقبة اللازمة. ووجّه المتحدث نداءه لهذه السلطات ولوزارة البيئة بالتدخل العاجل لإنقاذ المنطقة من كارثة بيئية، ستأتي، حسب وجهة نظره، على الأخضر واليابس، مؤكدا أن معظم أرباب المطاحن العصرية هُم من الأعيان والمسؤولين اوممن يمثلون الساكنة في البرلمان. وأوضح المتحدث أنهم راسلوا، في السنة المنصرمة، الجهات الإقليمية والوطنية، إذ تحركت لجنة من عمالة تاونات وقامت بعدة زيارات لمطاحن الزيتون في مختلف المناطق التابعة للإقليم، غير أنها اكتفت حسب ما توصل به مكتب فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان من معلومات بموافاة النيابة العامة بمَحاضرَ عن المخالفات التي تم ضبطها، ومع ذلك، يضيف المصدر ذاته، استمر إلقاء نفايات الزيتون في المجاري المائية من قبل العديد من المطاحن بشكل يثير للانتباه، في صراع مع الطبيعة من جهة، وفي تحدٍّ للقوانين المنظمة للقطاعات الصناعية الملوثة، من جهة أخرى.