وجّه محمد فتال عامل إقليم تاونات، رسالة إنذارية شديدة اللهجة إلى عدد من أصحاب معاصر الزيتون في الإقليم سبق للجنة تقنية أن زارتها ووقفت على حجم التلويث الذي تسببه لإطلاقها كميات كبيرة من مادة «المرجان» في الهواء الطلق، قبل أن تسلك هذه المادة طريقها نحو وديان المنطقة و»تصب» في سد الوحدة، أكبر السدود التاريخية في المغرب. وهدد الإنذار، حسب مصدر مطّلع، بإغلاق هذه المعاصر التي توجد في ملكية «لوبيات» نافذة في المنطقة، بعضها يمسك بزمام الاقتصاد والسياسة، إذا لم تتخذ إجراءات فورية للحد من عدم احترام التزام سبق لأصحاب معاصر الزيتون أن وقعوا عليه. وقد أرسلت نسخ من هذه الإنذارات إلى كل من وكيل الملك في المحكمة الابتدائية في تاونات وإلى مختلف المصالح الأمنية. وجاءت هذه الإنذارات بالتزامن مع صدور بيانات لجمعيات حقوقية تدق ناقوس خطر تلويث البيئة بسبب مادة المرجان التي تلفظ بها هذه المعاصر دون التقيد بأدنى شروط حماية البيئة. فقد قال فرع المركز المغربي لحقوق الإنسان إن كل الأودية والسدود في إقليم تاونات تتعرض هذه الأيام لكارثة بيئية حقيقية سببها صرف العديد من معاصر الزيتون المنتشرة في العديد من الدواوير والمراكز الحضرية لمادة المرجان، ما ينتج عنه تلوث في المياه السطحية والجوفية. وأشار المركز إلى أن حقينة سد الوحدة تحولت إلى بركة سوداء داكنة بفعل ما يُنفَث فيها من مادة «المرجان»، المنقول عبْر روافدها الخمسة (وادي أسرى، نهر ورغ، وادي أولاي، وادي أودور ووادي أوديار). ويشكل هذا السد أكبر خزان للمياه السطحية في المغرب، والثاني في إفريقيا بعد سد العالية على وادي النيل في مصر، لكنه تحول، في نظر المركز، إلى مطرح للنفايات السائلة التي تأتي من حوالي 3600 معصرة تقليدية وعشرات المعاصر العصرية المنتشرة فوق تراب الاقليم. وتهدد هذه الأوضاع البيئية حياة ساكنة المنطقة وحيواناتها ونباتاتها. فالتلوث يؤثر بشكل مباشر على جودة المياه الصالحة للشرب وعلى الفرشة المائية ويضع النظام البيئي في المنطقة فوق لغم قد ينفجر في أي لحظة، خصوصا أن مشاريع كبيرة لتزويد السكان بالماء الشروب تم تركيزها على حقينة السد لتزويد منطقة القرية وغفساي بملايين الدراهم أعطى انطلاقتَها الملك خلال الزيارة الأخيرة للإقليم، يقول رئيس فرع المركز المغربي لحقوق الإنسان، في بيان له حول الموضوع. وكانت السلطة الإقليمية في تاونات قد اتخذت، في السنة الماضية، عدة إجراءات اعتبرتها زجرية في حق أرباب المعاصر، بإصدار قرارات إغلاق شملت 8 وحدات لعصر الزيتون في إقليم تاونات، نظرا إلى عدم احترامها بنودا واردة في دفتر التحملات ولتلويثها المجال الطبيعي بإرسال إنذار إلى 17 معصرة في الإقليم تقذف بشكل عشوائي مادة «المرجان» في السواقي والوديان. ومن جهته، أورد بيان لفرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان استفحال ظاهرة تلويث المياه من طرف أرباب مطاحن الزيتون، عبر إفراغ نفاياتها مباشرة في المجاري المائية، وقال إن السواد عمّ جميع الوديان والأنهار في الإقليم لارتفاع نسبة التلوث، «مما يُشكّل خطرا على الكائنات الأخرى الحيوانية والنباتية في حين لم تتحرك أي جهة لإيقاف هذه الجريمة البيئية الإيكولوجية الخطيرة». وقد طالبت الجمعية في بيان لها بفتح تحقيق في موضوع «الإفراغ المُتعمَّد لأرباب لمطاحن الزيتون نفايات معاملهم مباشرة في المجاري المائية، وبمسائلة المتورطين قضائيا» وموافاة الرأي العام بنتائج ومآل الملفات المتعلقة بتجاوزات أرباب مطاحن الزيتون في إقليم تاونات، التي أنجزتها اللجنة الإقليمية المكلفة بمراقبة مطاحن الزيتون خلال السنة المنصرمة.