المغرب يتسلم مقعده بمجلس الأمن في فاتح يناير 2012 ممثلا للمجموعة الإفريقية إلى جانب الطوغو يدخل المغرب اعتبارا من يوم الأحد المقبل، فاتح يناير 2012، نادي الدول الأعضاء بمجلس الأمن الدولي، بعد انتخابه في أكتوبر الماضي ممثلا للمجموعة الإفريقية منذ الدور الأول من انتخابات الجمعية العامة للأمم المتحدة لانتخاب الأعضاء الجدد بالمجلس. واعتبر انتخاب المغرب عضوا غير دائم انتصارا دبلوماسيا للمملكة، بعد غياب دام زهاء عقدين من الزمن، مسجلا بذلك حضوره بقوة على المستوى الدولي، رغم المحاولات اليائسة لمناوئيه لقطع الطريق أمامه. وتشاء الصدف الماكرة أن تكون موريتانيا، الجارة الجنوبية للمملكة، منافسها إلى هذا المقعد، ضدا على كل الأعراف الدبلوماسية المتعارف عليها وضد علاقات الأخوة وحسن الجوار. ورأى العديد من المراقبين في حينه أن إعلان ترشيح موريتانيا كان بضغط من الجزائر، التي حاربت بضراوة ترشيح المغرب. وقامت بحملة مضادة في أروقة الأممالمتحدة، سواء من لدن دول المجموعة الإفريقية، أو أيضا لدى مجموعة دول آسيا التي يوجد من بينها عدد كبير من الدول العربية. وكانت الجزائر تبرر حملتها الشعواء، المعهودة لديها، ضد المغرب ومصالحه، وضد حصوله على منصب عضو غير دائم في مجلس الأمن بالادعاء أن انتخاب المغرب في هذا المقعد سيخل بالتوازن بسبب حضور أحد طرفي النزاع في الصحراء في مجلس الأمن، والذي سيكون له حتما تأثير على جهود الأممالمتحدة في إيجاد التسوية السلمية والنهائية لهذا النزاع. وبمسايرتها للضغط الجزائري، الذي يجهل المقابل الذي تلقته موريتانيا عن ذلك، دخلت العلاقات بين نواكشوط والرباط في أزمة خفية سرعان ما ظهرت إلى الوجود، نتيجة التقارب الكبير مع الجزائر. ورغم المحاولات اليائسة التي قامت بها الآلة الدبلوماسية الجزائرية، التي لا تشتغل قط إلا عندما يتعلق الأمر بمصالح المغرب، إلا أن ترشيح المغرب حصل على شبه إجماع من طرف المنتظم الأممي، ولقي دعما ومساندة من طرف معظم الدول الأعضاء في الأممالمتحدة. وكان المغرب قد انتخب، في 21 أكتوبر الماضي، في الدور الأول بأغلبية ساحقة، عضوا غير دائم في مجلس الأمن، ممثلا للمجموعة الإفريقية لولاية تمتد سنتين. وحصل المغرب على 151 صوتا من مجموع أصوات الدول الأعضاء في الأممالمتحدة البالغ عددها 193 دولة عضو. واستطاع المغرب أن يحسم انتخابه بعد حصوله على أكثر من ثلثي الأصوات المطلوبة، خلال الاقتراع السري لانتخاب أعضاء المجلس الجدد. ويخلف المغرب، الذي انتخب إلى جانب الطوغو عن مجموعة إفريقيا، كلا من الغابون ونيجريا اللتين تنتهي ولايتهما بالمجلس في متم الشهر الحالي. ويعد انتخاب المغرب عضوا بمجلس الأمن الثالث من نوعه منذ انضمام المغرب إلى الأممالمتحدة، بعد أن سبق له أن شغل ذات المقعد في ولايتين سابقتين، الأولى ما بين 1963 و1964، والثانية ما بين 1992 و1993، عندما شارك المغفور له الحسن الثاني في أحد اجتماعات المجلس. يشار إلى أن مجلس الأمن يتشكل من 15 عضوا، منهم 5 أعضاء دائمين هم: الولاياتالمتحدةالأمريكية وروسيا وفرنسا وبريطانيا والصين، و10 أعضاء غير دائمين، تنتخبهم الجمعية العامة لولاية تمتد سنتين، عملا بمقتضيات الفقرة الثانية من المادة 23 من ميثاق الأممالمتحدة. ويختص مجلس الأمن أساسا، بالمحافظة على السلم والأمن الدوليين، وفقا لأسس الأممالمتحدة ومقاصدها، وبحث أي نزاع أو موقف قد يؤدي إلى خلاف دولي، أو عدوان يمثل تهديدا للسلم، والتوصية بما يجب اتخاذه اتجاه هذا الخلاف أو العدوان، والدعوة إلى فرض عقوبات اقتصادية أو استخدام القوة العسكرية ويمارس مهام الوصاية في المناطق الإستراتيجية. كما يختص المجلس بالتوصية بقبول أعضاء جدد بالأممالمتحدة، والتوصية بتعيين «الأمين العام»، وانتخاب قضاة محكمة العدل الدولية، بالاشتراك مع الجمعية العامة.