شكل انتخاب المغرب، يوم الجمعة الماضي بأغلبية ساحقة، عضوا غير دائم بمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، انتكاسة بالنسبة للاتحاد الإفريقي، الذي لم تفلح مساعيه في التصويت، ومناسبة للوقوف على مكانة المغرب داخل أسرته الإفريقية. وكان الاتحاد الإفريقي أبدى تأييده للطوغو وموريتانيا، لشغل المقعدين المخصصين للمجموعة الإفريقية بمجلس الأمن، خلال القمتين اللتين انعقدتا في يناير بأديس أبابا ويوليوز بمالابو. وستمثل الطوغو، التي تعد هذه أول ولاية لها بمجلس الأمن، إلى جانب المغرب، المجموعة الإفريقية بمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لولاية تمتد لسنتين، ابتداء من فاتح يناير 2012. وبانتخاب المغرب، منذ الدور الأول وبأغلبية ساحقة، انتقلت المنافسة بين الطوغو وموريتانيا المدعومتين من قبل الاتحاد الإفريقي، إذ كانت الجولة الثالثة حاسمة، التي تحدد فيها مصير موريتانيا، التي حصلت على 61 صوتا مقابل 131 للطوغو. وكان المغرب، الذي ينتخب لولاية ثالثة بمجلس الأمن للأمم المتحدة، بعدما كان عضوا به من 1963 إلى 1964 ومن 1992 إلى 1993، انتخب في الدور الأول وبأغلبية ساحقة، حيث حصل على 151 صوتا، متجاوزا 129 صوتا المطلوبة. لقد تبين أنه "من الواضح أن التعليمات بالتصويت ضد ترشيح المغرب لم يجر اتباعها" يقول ملاحظ أممي، الذي بالنسبة له أن إفريقيا قامت بدعم مرشحها المغرب، رغم أن بعض الأطراف لم تدخر جهدا في استغلال مؤسسات إقليمية لتحقيق أهداف غير معلنة. وأكد في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أن العديد من المحللين، وقبل عملية التصويت، توقعوا انتخاب المغرب عضوا غير دائم بمجلس الأمن، رغم مناورات الاتحاد الإفريقي الذي يمثل 52 دولة، لكنها لن تعبر بصوت واحد. وبالفعل، فإن التصويت جرى في سرية تامة، وللفوز بمقعد يتعين على المرشحين الحصول على ثلثي الأصوات، أي 129 صوتا من أصل 193. وبالنسبة للعديد من المراقبين كان من "البديهي تماما" أن المقعد سيعود إلى المغرب، خاصة بالرجوع إلى العلاقات القوية التي تربط المملكة مع العديد من الدول والتجمعات الإقليمية والموقع الذي يحتله على الساحة الدولية. ورحب العديد من الدبلوماسيين دخول المغرب الهيئة التنفيذية. وأشادت البرتغال بانتخاب المغرب، الدولة الصديقة، كما أكدت كولومبيا تصويتها لصالح المملكة، معبرة عن سعادتها في رؤية دولة بمثل هذه الأهمية بمجلس الأمن. وأشادت البنين بدورها بانتصار المغرب، الذي يمثل شمال إفريقيا، والطوغو التي تمثل دول غرب إفريقيا. من جهته، أبرز الممثل الدائم لساوتومي وبرانسيبي أن "المملكة حظيت بدعم كافة دول إفريقيا الوسطى، لأننا نعلم جيدا أهمية مكانة المغرب وكل ما قام به على الصعيد الإفريقي". وأشار هذا الديبلوماسي الافريقي إلى أن "المغرب أضحى شريكا كبيرا بالنسبة لنا، وأن هذا انتصار لإفريقيا". وسيسعى المغرب، خلال ولايته هاته، إلى خدمة السلام والتضامن ونشر القيم الكونية.(و م ع)