خرج مئات الآلاف من المتظاهرين في 18 محافظة يمنية في جمعة «المحاكمة مطلبنا» داعين لمحاكمة الرئيس اليمني علي عبد الله صالح وأفراد أسرته وأركان نظامه المتهمين بقتل المتظاهرين السلميين. ويأتي ذلك قبل يوم واحد من بدء تنفيذ قرار اللجنة العسكرية -التي أسستها حكومة الوحدة الوطنية- بإنهاء المظاهر المسلحة في البلاد وعودة الوحدات العسكرية والأمنية والمسلحين إلى أماكنهم خلال أسبوع. وردد المتظاهرون في العاصمة صنعاء ومدينة تعز جنوب البلاد ومدن أخرى شعارات تطالب بمحاكمة صالح ورموز نظامه، منتقدين اتفاق انتقال السلطة الذي جرى بوساطة خليجية الشهر الماضي ومنح صالح حصانة تعفيه من مثوله أمام القضاء مقابل تخليه عن الرئاسة. وتجمّع آلاف الأشخاص في شارع الستين بالعاصمة مطالبين بدولة مدنية وبإقامة الحق في البلاد. وقال مراسل الجزيرة في صنعاء أحمد الشلفي إن متظاهري جمعة «المحاكمة مطلبنا» أكدوا عزمهم المضي قدما للاقتصاص من الرئيس وأركان نظامه على «الجرائم المرتكبة في حق الشعب»، لافتا إلى المشاركة الكبيرة في مظاهرات اليوم. أما في مدينة تعز التي عانت في الشهور الماضية من قصف مدفعي لقوات صالح على أحياء المدينة توقف فقط الأسبوع الماضي، قال مراسل الجزيرة حمدي بكاري إن المتظاهرين خرجوا إلى الشوارع «بكثافة» للتأكيد على استمرار ثورتهم رغم اتفاق انتقال السلطة. وأضاف المراسل أن خروج سكان تعز ذات الكثافة السكانية الكبيرة إلى الشوارع اليوم جاء على عكس توقعات بقايا النظام، الذين كانوا يعتقدون أن توقيع المبادرة الخليجية سيؤدي إلى اختفاء المظاهر الثورية. ضمن هذا الإطار، أكد الناطق الوطني للأحرار في تعز طه سعيد العاقل أن «الثورة مستمرة» لافتا إلى أن الهدف من جمعة اليوم هو «إعادة الاعتبار للشهداء والجرحى، ضحايا نظام صالح». وأضاف أن النهج الثوري سيتواصل إلى حين تحقيق أهداف الثورة وعلى رأسها «إسقاط النظام ومحاكمة رموزه». وخلال يوم أمس خرج متظاهرون يمنيون بصنعاء في مسيرة حاشدة دعوا فيها مجلس الأمن الدولي لاتخاذ إجراءات فورية من أجل محاكمة صالح وأعوانه من المتورطين في قتل متظاهرين. وطالب المتظاهرون بتجميد أرصدة صالح ومقربيه، وإعادتها إلى خزينة الدولة، وتعهدوا بمواصلة ما وصفوه بالكفاح السلمي حتى تحقيق كامل أهداف الثورة. كما فرقت قوات موالية للرئيس اليمني في تعز مظاهرة حاشدة بإطلاق النار في الهواء، وذلك عند اقترابها من مقر المحافظة. وجابت المظاهرة بعض شوارع المدينة للمطالبة بمحاكمة الرئيس صالح وأعوانه.