إسرائيل تعتزم هدم جسر باب المغاربة بالقدس والفلسطينيون يحذرون من تداعيات القرار وخطورته كونه يهدم جزء من الأقصى حذرت مصادر فلسطينية متعددة مؤخرا من تنفيذ إسرائيل مخططها القاضي بهدم جسر باب المغاربة التاريخي بالقدس واستبداله بجسر حديدي خلال شهر. وكان مهندس بلدية الاحتلال بالقدس شلومو اشكول قال للإذاعة الإسرائيلية أن جسر باب المغاربة في القدس القديمة هو مبنى آيل للسقوط أو الاحتراق ويجب هدمه خلال 30 يوما. وأشار مهندس البلدية الإسرائيلي المسؤول عن حائط البراق - حائط المبكى المقدس بالنسبة لليهود- إلى أن جسر باب المغاربة يشكل خطرا على حياة المستوطنين والجنود الإسرائيليين الذين يستخدمونه للوصول للحرم القدسي، الأمر الذي يقتضي هدمه وفي حال عدم الهدم طالب بالتوجه للقضاء لأخذ قرار بهدمه واستبداله بجسر حديدي في أسرع وقت ممكن. وكانت الحكومة الإسرائيلية أصدرت قبل خمسة شهور ترخيصا بهدم الجسر وبناء جسر آخر حسب الخرائط الإسرائيلية والتي تهدف إلى تهويد المنطقة، لكن الشرطة أجلت الهدم تخوفا من اندلاع مظاهرات احتجاجية من قبل الفلسطينيين، لكن المخابرات العامة (الشاباك) أوصت بهدم الجسر بعد شهر شتنبر الذي قدم فيه الفلسطينيون طلب العضوية الكاملة للأمم المتحدة. ومن جهته حذر المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية محمد حسين من التعرض لجسر باب المغاربة والمس به وهدمه. وأضاف المفتي، في تصريح صحفي، تعقيبا على ما نشر عن نية بلدية الاحتلال في القدس هدم جسر باب المغاربة الذي يربط حائط البراق بالمسجد الأقصى المبارك، واستبداله بجسر حديدي خلال شهر، أن «هذا العدوان يهدف إلى السيطرة على مداخل المسجد الأقصى المبارك، وبالتالي السماح لقوات الاحتلال وقطعان مستوطنيها باقتحام المسجد الأقصى المبارك في الوقت الذي يشاؤون دون حسيب ولا رقيب، مما يؤدي إلى مضاعفات خطيرة تمس أمن المسجد الأقصى والمصلين المسلمين». وبين حسين أن طريق باب المغاربة التي عبثت بها سلطات الاحتلال قبل عدة أعوام «ما كانت لتنهار أو تضعف لولا الحفريات المستمرة التي تتم أسفلها، وأن ما يجري في طريق باب المغاربة استمرار لعمليات التزوير والتهويد التي تشنها سلطات الاحتلال لعبرنة المدينة المقدسة، وطمس كل ما هو عربي وإسلامي»، مشيرا إلى أن هذه التلة تحوي الكثير من الآثار الإسلامية التاريخية. وشدد حسين على أن قرار إسرائيل هدم جسر باب المغاربة هو « جزء لا يتجزأ من مسلسل الاعتداءات على المساجد، الذي يأتي ضمن سياسة مبرمجة ومتواصلة»، مناشدا كل من يستطيع الوصول إلى المسجد الأقصى المبارك ضرورة الرباط فيه، وإعماره بالصلاة «لتفويت الفرصة على المحتلين». وطالب حسين المجتمع الدولي دولا وحكومات وهيئات ومنظمات مختصة بضرورة التدخل لوقف هذه الاعتداءات على المسجد الأقصى المبارك ومنع السلطات الإسرائيلية من التدخل في شؤونه «لأنه ملك للمسلمين في شتى بقاع الأرض، وليس لأحد سواهم الحق في إدارته والإشراف عليه ورعاية كافة شؤونه». ومن جهتها حذّرت «مؤسسة الأقصى للوقف والتراث» في القدس الأربعاء الماضي من التداعيات الخطيرة لهدم طريق باب المغاربة المؤدية للمسجد الأقصى المبارك، واعتبرته - في حال تنفيذه - هدما لجزء من أجزاء المسجد. ودعت المؤسسة العالمين الإسلامي والعربي إلى التحرك العاجل لإنقاذ المسجد الأقصى من مخططات الاحتلال الإسرائيلي. وقالت مؤسسة الأقصى إن الإخطار الصادر عن أذرع الاحتلال بهدم طريق باب المغاربة، معناه بكل وضوح الإصرار على هدم طريق باب المغاربة، أي هدم جزء من المسجد الأقصى، ومن الوقف الإسلامي التابع للمسجد، وليس كما يمكن أن يفهم أن المعنى هدم جسر خشبي مؤقت فحسب. وأضافت مؤسسة الأقصى في بيان صحفي الأربعاء الماضي : كشفنا مرارا وتكرارا بالخرائط والوثائق والصور، حجم وأبعاد المخطط الاحتلالي وأهدافه من هدم طريق باب المغاربة وبناء جسر بديل، وقلنا إن الهدف هو بناء جسر عسكري يمهّد إلى اقتحامات كبيرة من قوات ومعدات الاحتلال الإسرائيلي للمسجد الأقصى من جهة، ويمهّد إلى اقتحامات مكثفة من قبل الجماعات اليهودية والمستوطنين. وتابعت: تنفيذ هذا الهدم هو حلقة من حلقات استهداف المسجد الأقصى ومحاولة السيطرة على أسفل المسجد بفتح الأنفاق والكنس اليهودية، كما هو جزء من تنفيذ مخطط شامل لتهويد منطقة حائط البراق، بالإضافة إلى أن مثل هذا الهدم والحفر قد يؤدي إلى أضرار وتشققات وتصدعات في بناء المسجد الأقصى، خاصة في الجدار الغربي، كما حدث في سنين سابقة. ومن ناحيتها رفضت دائرة الأوقاف الإسلامية في مدينة القدسالمحتلة إعلان مهندس بلدية الاحتلال بالقدس أن جسر باب المغاربة في القدس القديمة هو مبنى آيل للسقوط أو الاحتراق ويجب هدمه خلال 30 يوما. وقالت الدائرة إن الأوقاف الإسلامية هي صاحبة القرار في عملية ترميم تلة باب المغاربة، مؤكدة أن هذه التلة هي وقف إسلامي ولا يجوز لغير الأوقاف التدخل في عملها ورعاية شؤونها. ومن جهته قال حاتم عبد القادر مسؤول ملف القدس في حركة فتح إن قرار إسرائيل بهدم جسر باب المغاربة وإزالة تلة تاريخية في المكان «عنصري ويهدف لتهويد المدينة وتغيير معالمها الإسلامية». ونفى عبد القادر التصريحات الإسرائيلية بأن هدم الجسر وإزالة هذه التلة يأتي لإجراء ترميمات في المنطقة، محذرا من أن الجسر العسكري الذي سيتم إقامته في المكان سيتيح للإسرائيليين الوصول إلى المسجد الأقصى بتعزيزات عسكرية هائلة وتوسيع المنطقة المحاذية لحائط «البراق». وقال عبد القادر «نحن أمام مخطط كبير لا يتعلق فقط بهدم هذا الجسر وإنما هي محاولة متقدمة للاستيلاء على المسجد الأقصى بما يمثل تصعيدا إسرائيليا ومسا مباشرا بالمسجد الأقصى». وأشار إلى أن اتصالات أردنية - فلسطينية مكثفة تجري حول هذه المسألة باعتبار الأردن صاحب «الولاية الإدارية على منطقة الحرم القدسي». ولا بد من الذكر أن تلة باب المغاربة هي احد أبواب المسجد الأقصى الرئيسة، وجسر باب المغاربة الحالي هو جسر مؤقت من الخشب وقد بني بهذا الشكل على خلفية انهيار الجسر القديم الدائم الذي كان في المكان قبل نحو سبعة أعوام.