أحيت جمعية مسرح العائلة أمسية أدبية وفنية، احتفالا منها باليوم العالمي للشعر، بالمركب الثقافي سيدي بليوط بالدارالبيضاء، استهلت بكلمة تقديمية وترحيبية، تلاها رئيس الجمعية المنظمة، الفنان المسرحي والتلفزيوني محمد لوقمان، أشار خلالها إلى الأدوار الجليلة، التي لا يزال الشعر يلعبها ويفرض ذاته بها في حياة الأفراد والمجتمعات، ناهيك عن قدرته الدائمة على تحقيق التواصل، بين الثقافات، وإن تنوعت وتباينت مرجعياتها. أنيطت مهمة تقديم مواد وفقرات هذا السمر الأدبي، للقاص والروائي الألمعي محمد صوف، الذي منح للمبدعين المرافقين له فرصة إلقاء قصائدهم على الحاضرين. الشاعرة والإعلامية حفيظة الفارسي، اختارت نصوصا من ديوانها الصادر حديثا "خوذة بنصف رأس"، وامتعت الحاضرين بإلقائها الشجي وسافرت بهم عبر عوالمها الأخاذة والساحرة. على خطاها سار كذلك زميلها الشاعر والإعلامي عبد العالي دمياني، الذي اختار مجموعة قصائد، من ديوانه "سدرة الهباء"، الخارج إلى النور في الآونة الأخيرة فقط، جلب هو أيضا انتباه الحاضرين بفنية إلقائه. الشاعر والناقد محمد عرش، آثر أن يرحل بأسماع الحاضرين، عبر قصائد من مشروع ديوان قادم، عنوانه المؤقت الحالي "ظل الأشياء". أفلح الشعراء المبدعون الثلاثة، في خلق تواصل أدبي، بينهم وبين جمهور قليل ونوعي، استدرجه واستقطبه للحضور عشقه للفن والأدب والجمال. لم تخل الأمسية من لمسة فنية بصمتها الموهبة الشابة أسية بنلعطار التي رافقت القراءات الشعرية بمعزوفات كلاسيكية، على آلة البيانو، وعبرها أمتعت الحاضرين بمعزوفتين موسيقيتين، لأغنتي "نسم علينا الهوى" لفيروز، ثم "ألف ليلة وليلة" لأم كلثوم. ورغم حداثة سن هذه الفنانة الواعدة فهي طالبة بالسنة الخامسة صولفيج، والسنة الخامسة كذلك بيانو، بالمعهد الفني التابع للمركب الثقافي مولاي رشيد. في الواقع هناك لمسة فنية أخرى، أضفاها مايسترو هذا السمر الدافئ، كاتب الدارالبيضاء الكبير محمد صوف، صاحب "أولاد الكاريان"، روايته الصادرة حديثا، فقد ربط بين مواد الأمسية، بحسه التلقائي الجميل، المرح في جده والجاد في مرحه كذلك.