أكد الخبير في مجال الماء والتطهير بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بالبنك الدولي كزافيي شوفو دو بوشين أنه سيتم، خلال المنتدى المتوسطي حول الماء المقرر عقده يومي 19 و20 دجنبر الجاري بمراكش، تقديم التجربة الرائدة للمغرب في مجال توسيع خدمات الماء والتطهير لفائدة السكان المحرومين بالمناطق الحضرية، وذلك باعتبارها نموذجا يحتذى. وقال هذا الخبير، في حديث خص به وكالة المغرب العربي للأنباء، «نعتقد أن المغرب راكم تجربة جيدة يتعين إبرازها على مستوى المنطقة وخارجها أيضا، معتبرا أن المنتدى المتوسطي حول الماء في مراكش يعد واحدا من الأرضيات المناسبة لإبراز هذه التجربة». وأضاف أن المغرب شرع منذ عام 2007 في نهج مقاربة مبتكرة للمساعدة تستند إلى النتائج، والمعروفة اختصارا باللغة الإنجليزية ب»أوت بوت بازيد إد» أو «أوبا»، والتي مكنت من تزويد ما يقرب من 10 آلاف و500 أسرة بالماء الصالح للشرب وحوالي 9600 أسرة بخدمات التطهير في الأحياء الفقيرة بالمناطق الحضرية في الدارالبيضاء ومكناس وطنجة، مما أتاح لحوالي 50 ألف شخص إضافي الاستفادة من الولوج إلى هذه الخدمات. وقد تم تنفيذ هذه المقاربة الرائدة بفضل منحة بقيمة سبعة ملايين دولار للشراكة العالمية للمساعدة القائمة على النتائج، وهي عبارة عن صندوق يتكون من العديد من الجهات المانحة والمنظمات الدولية، بما في ذلك البنك الدولي. وأضاف دو بوشين أن «التجربة المغربية سيتم عرضها أيضا من خلال التجارب الرائدة المندرجة في إطار «أوبا» (الدارالبيضاء ومكناس وطنجة)، ولكن أيضا من خلال التجربة الرائدة التي ينفذها المكتب الوطني للماء الصالح للشرب في منطقة جرف الملحة، في إقليمسيدي قاسم»، مبرزة في هذا الصدد أن منتدى مراكش يعتزم جمع عدة جهات مانحة وشركاء حكوميين ووكالات من منطقة البحر الأبيض المتوسط. كما أبرز عزم المؤسسة لتسليط الضوء على التجربة المغربية في لقاءات أخرى، مثل منتدى الفاعلين الأفارقة في مجال المياه الذي سينظم في فبراير المقبل والمنتدى العالمي للمياه المقرر عقده في مارس القادم في مرسيليا». كما أبرز دو بوشين أن التجربة المغربية في مجال تفعيل مقاربة المساعدة القائمة على النتائج التي تعد أول تجربة يدعمها البنك الدولي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، تعتبر أيضا الأولى من نوعها التي تنجز من قبل فاعل عمومي، يتمثل في الشركة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء لمكناس، مضيفا أن الأمر يتعلق أيضا بتجربة نموذجية بالنسبة للبنك الدولي في مجال قطاع التطهير. يذكر أنه تم مؤخرا عرض فيلم وثائقي حول نجاح التجربة المغربية لمشاريع المساعدة القائمة على النتائج الحضرية ووقعها الإيجابي على الحياة اليومية للساكنة المستهدفة، وكذا على التنمية البشرية، وذلك بمناسبة مؤتمر احتضنه مقر البنك الدولي بواشنطن مؤخرا. وكان فرانسيس أتو براون مدير قسم الماء والتنمية المستدامة لجهة شمال إفريقيا والشرق الأوسط بالبنك الدولي أكد خلال هذا المؤتمر أن «التجربة المغربية جد مهمة في هذا المجال، حيث أن المملكة تعد من البلدان الرائدة في مجال توسيع خدمات الماء والتطهير للسكان المعوزين». وحسب البنك الدولي، فإن المغرب جعل، منذ سنة 2005، من توسيع شبكة الولوج للماء الصالح للشرب وخدمات التطهير أمام الساكنة في وضعية هشاشة بالأحياء الهامشية، أولوية، وشجع الفاعلين والجماعات المحلية على تقليص تكاليف ربط المنازل بالشبكة. وكانت تكاليف الربط هذه محددة على أساس التكلفة الحدية (الهامشية)، الأمر الذي شكل عائقا كبيرا أمام الساكنة الفقيرة. ولتجاوز ذلك، تمت تعبئة منحة بقيمة 7 ملايين دولار للشراكة العالمية للمساعدة القائمة على النتائج، سنة 2007 بناء على طلب من الحكومة وفاعلين خواص في مجال خدمات الماء في الدارالبيضاء ومكناس وطنجة من أجل تنفيذ المشاريع النموذجية للمساعدة المبنية على النتائج. وتهدف هذه المشاريع إلى النهوض بتوسيع هذه الخدمات على الأسر التي تقطن بالأحياء الهامشية لهذه المدن الثلاث، المستهدفة في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية. وقد تم تنفيذ مشاريع المساعدة القائمة على النتائج من طرف الشركات الفاعلة، (ليدك) بالدارالبيضاء، و(لاراديم) الشركة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء بمكناس، و(أمانديس) بطنجة، فيما تكفلت الحكومة بمتابعة العملية من خلال إدارة الشركات والقطاعات المفوضة لوزارة الداخلية، ومديرية الميزانية بوزارة المالية.