خلال حفل شهده قصر المؤتمرات بمراكش مساء يوم الأحد الماضي كرم المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، الفنان الفرنسي من أصل مغربي رشدي زم. ورشدي زم ممثل وكاتب سيناريو ومخرج شريط «عمر قتلني»، عرف كيف يبني لنفسه مكانة في السينما العالمية عموما والفرنسية خصوصا، وقد لامست أعماله مختلف أجناس الفن السابع كسينما المؤلف والكوميديا الشعبية، ومثل إلى جانب العديد من كبار الفنانين كرشيد بوشارب وباتريك بوشارو وجمال الدين الدبوز. وتوج زم بالعديد من الجوائز منها جائزة أحسن دور رجالي في مهرجان كان سنة 2006 عن فيلم «السكان الأصليون» مناصفة مع أبطال الفيلم، وأخرج في السنة نفسها فيلمه الأول بعنوان «سوء النية»، وجاء فيلمه الثاني الذي أبدعه كمخرج هذه السنة بعنوان «عمر قتلني»، واستلهمه من قصة عمر الرداد البستاني المغربي الذي اتهم بقتل مشغلته الفرنسية. ووصفت الفنانة الفرنسية من أصل جزائري ليلى بختي المحتفى به الذي تسلم نجمة المهرجان من يديها، ب»الفنان الأصيل» ، مشددة على أنه، وانطلاقا من «القوة الهادئة» التي يتمتع بها وبمسؤولية، مهد لها، وللكثير من فناني جيلها، الطريق إلى عالم الشهرة والنجومية. ولد رشدي زم أو بالأحرى رشدي زمزم سنة 1965، من أبوين مغربيين، وترعرع في إحدى الأحياء الواقعة في منطقة «جونفييي» في الشمال الغربي لعاصمة الأنوار باريس. اكتشف موهبته أحد مساعدي المخرج أندري تشيني، الذي سيتعامل معه في أدوار صغيرة، ك»لا أريد التقبيل» ( 1991 )، و»موسمي المفضل». غير أن الدفعة القوية لمسار زم، ستكون مع فيلم «تذكر أنك ستموت» ل»كزافيي بوفوا»، وبعدها في فيلم «أن تحصل عليه أولا»، لليتيسيا ماسون، ويحاول زم من خلال فيلمه « عمر قتلني » إعادة استعراض قصة عمر الرداد، إماطة اللثام عن جوانب أساسية من قضية البستاني المغربي، الذي حكم بثماني عشرة سنة سجنا نافذا، قضى منها سبع سنوات قبل الإفراج عنه بعفو رئاسي، وذلك بتهمة قتله لمشغلته الفرنسية غيسلان مارشان سنة 1991 ، بعدما عثرت الشرطة الفرنسية على عبارة مكتوبة بدم الضحية وهي ،« عمر قتلني » بقبو منزلها، فحواها العبارة نفسها التي اتخذ منها رشدي عنوانا للفيلم.