تكشف محاكمة المتهمين في جريمة قتل الشباب" بدر" بعين الدياب بالدار البيضاء، في كل جلسة، أمام غرفة الجنايات الابتدائية بالدار البيضاء، أن هناك محاولات لتبرئة المتهم الرئيسي " أشرف" الملقب ب " ولد لفشوش"، من هذه الجريمة، بدءا من القول، أنه لم يكن يقود السيارة التي دهست الضحية، وادعاء أحد المتهمين، أنه هو من كان يتولى سياقة السيارة، رغم عدم توفره على رخصة السياقة، لكن في مقابل هذه الادعاءات، هناك متهمون آخرون، ينفون هذه الادعاءات ويكشفون الحقيقة الكاملة حول هذه الجريمة التي تم تصويرها وعرضت المحكمة في جلسة سابقة شريط فيديو حولها. وفي هذا الإطار، أكد أحد المتهمين في ملف "ولد الفشوش" ، أول أمس الثلاثاء، أنه تلقى عرضا ماليا من أجل تغيير تصريحاته وأقواله، من أجل تبرئة المتهم الرئيسي من جريمته، حيث أفاد هذا المتهم "ع.ز" خلال جلسة الاستماع إليه، أن المتهم "ولد لفشوش" لم يكن يتخلى عن قيادة سيارته لفائدة أحد أصدقائه، ما يعني أنه كان يتولى السياقة، مشيرا في الوقت نفسه، أن متهما آخرا يدعى "س.س" تلقى بدوره عرضا ماليا في نفس الموضوع الرامي إلى تبرئة المتهم الرئيسي، بالقول أنه لم يكن يقود السيارة التي دهست الضحية. وفي رده على أسئلة المحكمة، قال المتهم"ع.ز" ، إن عائلة المتهم الرئيسي، أشرف هي من عرضت المال على المتهم "س.س". وأمام تناقضات المتهمين، قامت المحكمة بإجراء مواجهة بين المتهم "ع.ز" والمتهم الرئيسي أشرف، غير أن هذا الأخير نفى مطلقا أن يكون قد قام بإغراء بعض المتهمين من أجل تغيير أقوالهم أمام المحكمة، رغم أنهم أدلوا بعكسها أمام الشرطة القضائية اثناء الاستماع إليهم في إطار البحث التمهيدي. ومن جهته، أكد المتهم "ع.ز" أثناء الاستماع إليه من طرف المحكمة أن المتهم الرئيسي" أشرف" هو من كان يقود السيارة لحظة دهس الضحية، في تناقض تام مع تصريحات متهم آخر. كما أجرت المحكمة مواجهة ثانية بين المتهم "ع.ز"، الذي تشبث بكون المتهم الرئيسي من كان يتولى القيادة، والمتهم "أ.ر"، الذي أكد أنه من كان يقود السيارة، رغم عدم توفره على رخصة السياقة. بعد ذلك، قررت غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء تأجيل النظر في الملف إلى يوم الثلاثاء المقبل، للشروع في المرافعات. ويواجه المتهمون الخمسة بينهم المتابع الرئيسي الملقب ب "ولد لفشوش" وقريبه، تهما ثقيلة تصل عقوبتها إلى الإعدام، تتمثل في "جناية القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، تكوين عصابة إجرامية، والسرقة الموصوفة والاستعانة بأشخاص وقيامهم باستعمال أساليب العصابات بتحريض كلب شرس وإزالة لوحات ترقيم السيارة، وسرقة هواتف المعتدى عليهم رفاق الهالك بدر ..". وكان قد جرى توقيف المتهمين الخمسة في مدينة العيون، التي حلوا بها في محاولة للفرار عبرها إلى الخارج، بعد مرور حوالي 35 ساعة على ارتكاب الجريمة. يذكر أن قضية مقتل الشاب بدر دهسا بسيارة أثارت ضجة واسعة واهتز لها الرأي العام المغربي ووصفت بالجريمة البشعة بعدما صورت أطوارها كاميرا موقف سيارات لمطعم وجبات سريعة بمنطقة عين الدياب، وتناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي بشكل واسع، وتكشف كيف اعتدى المتهم رفقة باقي المتابعين على الضحية بالضرب بشكل مبرح قبل أن تدهسه عجلات سيارته. وكانت فرقة الشرطة القضائية بمنطقة أنفا بمدينة الدارالبيضاء قد أحالت، في غشت المنصرم، المتهم الرئيسي رفقة أربعة أشخاص، على النيابة العامة لدى محكمة الاستئناف بالدار البيضاء، التي تابعتهم في حالة اعتقال.