واصلت محكمة الاستئناف في مدينة الدارالبيضاء، مساء الثلاثاء، أول أيام شهر رمضان، الاستماع إلى باقي المتهمين في ملف "جريمة قتل بدر". وقررت تأخير الملف إلى الأسبوع المقبل. وبعد أن صرح المتهم الملقب ب"ديدي" في الجلسة السابقة بأنه هو من كان يقود سيارة المتهم الرئيسي الملقب ب"ولد الفشوش" أثناء دهسه للضحية بدر؛ شدد المتهم الثالث ويدعى "ع.ز" في جلسة اليوم على أن "ولد الفشوش" هو الشخص الذي كان يقود السيارة أثناء جريمة القتل. وبهذا التصريح أمام المحكمة أكد المتهم "ع.ز" ما قاله المتهم "س.س" أو "سمرة" الذي سبق وأن أكد للمحكمة "بأنه عرض عليه أموالا باهظة للتراجع عن أقواله والقول إن ولد الفشوش لم يكن يقود السيارة". بل وأن المتهم الثالث الذي استمعت له المحكمة اليوم في جلسة مثيرة كشف "أنه أيضا عرض عليه المال قصد تغيير أقواله لفائدة المتهم الرئيسي". وأثناء مواجهته ب"ولد الفشوش" بالمحكمة، وجه القاضي سؤالا للمتهم الثالث بشأن عرض المال عليه من طرف المتهم الرئيسي، فقال "نعم تم عرض علي الأموال"، لكن "ولد الفشوش" نفى وقال "هادشي مكاينش". وقبل ذلك، سألته النيابة العامة إن كان سمع أن المتهم "س.س" تلقى عروضا مالية لتغيير أقواله؛ أجاب المتهم، "أنه بالفعل سمع أن "سمرة" عرضت عليه مبالغ قصد التصريح بأن "ولد الفشوش" لم يكن يقود السيارة خلال حادث الدهس". وتدخل القاضي علي الطرشي ليسأله، "من عرض على المتهم "س.س" المال"، ليرد المتهم، " عائلة المتهم الرئيسي لكني لا أعلم من بالضبط". لم يتمالك دفاع المتهم الرئيسي المحامي مبارك مسكيني نفسه محاولا الاعتراض على السؤال؛ غير أن القاضي رفض ذلك. وخاطب القاضي المحامي في هذا السياق، بالقول إنه" لا يحق له الاحتجاج على المحكمة بطريقة غير لائقة". بعد ذلك، دخل دفاع "ولد الفشوش" في مشادة كلامية مع القاضي الذي أخبره أنه سيعطيه الكلمة في وقتها. وعاد المتهم "ع.ز" ليشدد أثناء الاستماع إليه على أن "ولد الفشوش" طلب منه عدم القول بأنه هو من كان يقود السيارة. وذكر أنه حين قام بضرب الضحية في بداية العراك "شعر بالخوف وحاول البقاء بجواره". وتدخل دفاع المطالب بالحق المدني وسأله "هل شاهدت المتهم الرئيسي كان مصمما على توجهه بالسيارة من المسار الذي كان ممددا عليه الضحية". ليجيبه المتهم بأن "المتهم الرئيسي كان في حالة طبيعية، وكان يقود بتهور حين قيادته السيارة نحو مراكش". وأوضح المتهم الثالث "ع. ز"، أنه لم يكن بين المتهمين اتفاق مسبق للهروب إلى العيون بعد قتل بدر، وأردف في هذا الصدد، "وصلنا إلى بيت المتهم الرئيسي بمراكش، وصل بعد ذلك صهره، الذي أخذه معه ولم يعودا، كما أنه لم يتحدث إليهم". "أي ما يشبه وصوله في مهمة خاصة"، بحسب تعبير القاضي. وسأل دفاع "ولد الفشوش" المتهم "ع.ز" هل كان محتسيا الخمر ليلة لقائه مع المتهم الرئيسي؛ هنا تدخل الوكيل العام وقال إنه لا وجود لمتابعة على السكر في هذا الملف، بينما قال المتهم "مكنتش سكران". وتابع دفاع المتهم الرئيسي بتوجيهه عددا من الأسئلة إلى المتهم الثالث "هل فعلا زرتم بوسكورة، ثم قمتم بتناول المخدرات واحتسيتم الخمر بحي الألفة، وبعد كل هذا انتقلتم إلى منطقة عين الذئاب، حيث وقعت حادثة قتل بدر"، لكن المحكمة قررت رفض السؤال، وطلبت من المحامي الانتقال إلى سؤال آخر. بعد ذلك، سأل المحامي نفسه "هل المتهمين دخلوا المنزل عند وصولهم مراكش أم لا"، فرد المتهم الثالث "ع، ز" "أنهم تناولوا وجبة الفطور ثم دخلوا إلى البيت بمراكش وناموا قبل أن ينطلقوا في اتجاه العيون".