عرفها الجمهور المغربي كمطربة ملحون، ماجدة اليحياوي، هي فنانة تعشق الملحون، وتنشط برنامجا فنيا هو 'شذى الألحان' على القناة الثانية المغربية، يعنى بتقديم مختلف ألوان التراث المغربي الاصيل ويعرف بفنانيه ورواده. تأثرت ماجدة بالتراث المغربي عموما، لكن يظل فن الملحون هو ما يستهويها أكثر، الملحون بالنسبة إليها لا يقتصر فقط على الغناء، في فترة معينة أحست أنها في حاجة للتعريف به على مستوى الكتابة والمحاضرات. عشقها للملحون حفزها لخوض الغمار في هذا الفن الأصيل، والتحاقها بالتلفزيون جاء من منطلق التعريف بهذا الحقل الفني والأدبي وتقاسم هذه المعرفة مع جمهور على مستوى أوسع، قبل التحاق ماجدة بالتلفزيون كانت تدرك مدى اهتمام وحب الناس لهذا الفن، ودخولها هذه التجربة مكنها من التواصل مع الجمهور على المستوى المعرفي، بالإضافة إلى الغناء. على مدى سنوات من تقديمها لبرنامج 'شذى الألحان' تمكنت من الوصول إلى المبتغى، إذ استطاعت أن توصل هذا الفن إلى قلوب المتتبعين من خلال استضافة العديد من رواده والمهتمين بهذا الفن الأصيل. في هذا الحوار، تتحدث ماجدة اليحياوي مطربة الملحون ومنشطة 'شذى الألحان'، عن التحول الذي عرفه البرنامج من خلال الحلقات الموضوعاتية، وعن سبب غيابها على الساحة الفنية. * ماذا يمثل لك برنامج 'شذى الألحان'؟ - 'شذى الألحان' أصبح صلة وصل ما بين الجمهور وما بين الفنانين الممارسين في مجال الفنون التراثية، هي نافذة اليوم يطل عبرها الفنان المغربي بجديده الفني وبإبداعاته التراثية، أصبح أيضا حافزا لاشتغال الفنان ليقدم جديد ما عنده من أعمال، لقد استضفنا بعض الوجوه التي تكررت في الظهور ولكن ليس بنفس العمل، فهم يفكرون ويبدعون عملا ومنتوجا فنيا جديدا نطعم به مواد وفقرات البرنامج. * هل نستطيع أن نقول اليوم أن لبرنامج 'شذى الألحان' رسالة وهدف من وجوده في خريطة البرامج الفنية للقناة الثانية؟ - برنامج 'شذى الألحان' له هدف معين، الهدف هو أولا، الحفاظ على تراثنا المغربي وثانيا، محاولة التجديد فيه، فقد عشنا فعلا مجموعة من التجارب مع فرق أتتنا من مختلف المدن المغربية والتي حاولت أن تطور التراث المغربي وتقدمه لنا بتوزيع موسيقي جديد وبأصوات شابة نسائية ورجالية، بالإضافة إلى حضور أساتذة باحثين يسلطون الضوء على مختلف الألوان التراثية وعلى روادها نظريا وفكريا. 'شذى الألحان' أصبح موعدا فنيا وثقافيا متجددا كل شهر، أو كتابا يقرأ، إن صح التعبير، من خلال الحديث عن مجموعة من الأسماء الكبار والرواد في الفن المغربي والعربي، وفنانين أجانب بدورهم يشاركون معنا في برنامج 'شذى الألحان' على القناة الثانية. على عاتقنا مسؤولية كبيرة في تدقيق المعلومة المقدمة، حتى لا نسقط المهتم والمشاهد معنا في الخطأ، واعتقد أن هذا هو الجو العام الذي نشتغل فيه، وإن كانت هناك بعض الصعوبات في التهييئ والإعداد، ولكن الحمد لله، البرنامج أعطى ثماره والدليل هو التجاوب الكبير والواسع مع الفاعلين في الشأن الفني والثقافي. * الحلقات الأخيرة من 'شذى الألحان' أخذت منحا آخر وأصبحت حلقات موضوعاتية، لماذا ماجدة اليحياوي هذا التحول في توجه البرنامج ؟ - منذ انطلاق 'شذى الألحان' كانت فكرته الأولى مبنية على الملحون والطرب الغرناطي والأندلسي، ومع مرور الوقت وجدنا أنفسنا ملزمين بالانفتاح على ثقافات أخرى، وفعلا انفتحنا في أول الأمر على جيراننا الجزائر، تونس وليبيا، وبعد ذلك، انفتحنا على مصر وإسبانيا وفرنسا ومجموعة من الشعوب التي نتقاسم معها هذا الإرث الفني والثقافي. وفي مرحلة لاحقة، أحسسنا بأننا في حاجة إلى 'خاص' أخذا بعين الاعتبار الحيز الزمني لبرنامج 'شذى الألحان' لا يسمح لنا بأن نسلط الضوء على كل الضيوف، والأسماء التي تذكر في السهرة. ففكرنا مع مرور الوقت أن نقدم حلقات خاصة 'موضوعاتية' حتى نستطيع في فترة ساعة ونصف أن نعطي صورة متكاملة على ضيف الحلقة، فكنت الحلقات الموضوعاتية التي تم تصويرها مؤخرا، كحلقة عن سيدة الطرب العربي 'أم كلثوم'، وحلقة عن ' رياض السنباطي'، وحلقة عن الملحن الكبير 'عبد السلام عامر' ... حاولنا في حيز ساعة ونصف أن نقدم نبذة عن حياة ضيف الحلقة وعن أعماله بحضور شاهد عن عصره، وهذا هو التطور الذي ذهب في اتجاهه 'شذى الألحان'. * هل أخذك التنشيط التلفزيوني عن المجال الفني، بحيث يلاحظ غياب ماجدة اليحياوي عن المشاركات التلفزيونية والسهرات الفنية ؟ - لا، لم يأخذني برنامج 'شذى الألحان' لأنني أولا، التزامي مع القناة الثانية هو التزام منظم، وثانيا القناة الأولى لم تعد تستدعيني ولا أعرف لماذا؟ لا أتوصل بدعوات، مع العلم أنني لا أرى نفسي منافسة في التنشيط التلفزيوني، فأنا فنانة في المجال الغنائي ولا زلت أعتبر نفسي مغنية قبل أن أكون منشطة. * (أقاطعها) ولكن يلاحظ اليوم غيابك عن الساحة الفنية؟ علامة استفهام تطرح عن سبب هذا الغياب؟ - هو ليس غيابا، أنا دائما متواجدة، وعلاقتي بالبرنامج كانت دائما منظمة ومنتظمة، نصور في فترة أسبوع متواصل خمس حلقات، وتكون لدينا خمسة أشهر من التوقف، بمعنى حلقة في كل شهر.'شذى الألحان' ليس عائقا لي في الغناء، وبصدق، أنا شخصيا أتساءل ولا افهم سبب غيابي، لأنني إذا طلبت كمغنية فأنا حاضرة ولدي الوقت الكافي لأشارك. * هل لديك إبداعات تنتظر فقط الضوء الأخضر للمناداة عليك لتغنيها؟ - هناك مجموعة من الإبداعات وفن الملحون كله إبداع وكله قصائد، الملحون بحر معينه لا ينضب، اشتغل كذلك في مجال التراث العيساوي والتراث الكناوي، لي مجموعة من الأعمال، للأسف لم تسجل، لغياب الإنتاج في هذا اللون الغنائي، المنتجون لا ينتجون في مجال التراث لأنهم يعتبرونه غير مربح، والإنتاج عقبة كبيرة تعترض كل الفنانين. ربما الآن بعد إنجابي، أنتظر أن أستقر بعض الشيء، وسأعود إلى الظهور من جديد وأتكلف بالإنتاج، أفكر في الإنتاج الشخصي.. * يعني أن تنشئي شركة إنتاج خاصة؟ - لا، ليست شركة إنتاج، ليست لدي إمكانيات شركة للإنتاج، ولكن على الأقل أن أنتج أغنية بأغنية من مالي الخاص، عوض البوم الذي يتطلب إنتاجه إمكانات كبيرة. * بدون دعم الجهات الوصية، مثلا وزارة الثقافة التي أطلقت مؤخرا مشروع دعم الأغنية المغربية؟ - نهائيا، لم يسبق لي أن طلبت الدعم، وتحركاتي قليلة إن لم تكن منعدمة في هذا المجال 'ما كنطلبش وما عمرني طلبت'، لأنه من المفروض أن الآخر هو الذي يجب أن يبادر ويطلبني، لأننا نحن الفنانين في مجال الملحون فئة قليلة، وأنا لست من النوع الذي يذهب ليطلب الآخر 'باش أنا نشتغل'، وأفضل أن أكون أنا التي اصرف عن أعمالي. * هل تطلب ماجدة اليحياوي أكثر حتى تشارك في مهرجانات فنية أو في سهرات تلفزيونية؟ - أطلب المقابل الذي من المفروض أن أتقاضاه، ونعرف الحد الأقصى لأجور الفنانين، وأحيانا قد يكون هناك أناس لهم تقدير معنوي ومادي للفن والفنانين. * وبالنسبة لحضورك الفني في لقاءات وسهرات تكريمية ؟ - احضرها أكيد، ولكن حسب ظروفي إذا كانت تسمح، أن احضر في تكريم فنان معين شيء يشرفني، وأغني ليس مقطوعة واحدة ولكن مقطوعات ومقطوعات.