قد يكون التحدي الأكبر الذي يحمله فيلم «المرأة الحديدية» والذي ستبدأ عروضه مطلع دسمبر المقبل ان يكون الخيار قد وقع على ممثلة اميركية لتجسد شخصية المرأة البريطانية «الحديدية» مارغريت تاتشر، غير ان اسم ستريب يحمل المفاجأة الايجابية دوماً لناحية تأديتها الرائعة لكل الشخصيات التي قدمتها في السينما. وثمة ترقب كبير للفيلم وهو من إخراج البريطانية فيليدا لويد مخرجة الفيلم الشهير «ماماميَّا» المقتبس عن سيناريو الكاتبة المسرحية آبي مورغان. وحتى الآن، شاهد العرض النقاد فقط وذلك قبل الجمهور كالعادة، وقد صرح على اثر ذلك الناقد زان بروكس من صحيفة «غارديان» بأن العمل يركز على الجانب الشخصي في سيرة رئيسة الوزراء السابقة وليس على الأحداث السياسية التي تميزت بدورها فيها، ويركز على الحدث التظاهرات وحملات الشغب التي شهدتها بريطانيا في عهدها الحديث عندما فرضت تاتشر ما عرف باسم «ضريبة الرؤوس». كما علق بالقول بأنه ثمة جانباً كوميدياً في الفيلم يربط الأحداث السياسية بالمواقف الكوميدية الطريفة. ويبدأ «المرأة الحديدية» من مراحل الصبا في حياة تاتشر حين كانت تعمل على بيع الحلوى في متجر خاص لأبيها، ومن ثم الى مراحل دراستها وبعدها الى حين اصبحت مرشحة للحزب في بداية حياتها السياسية وصولاً الى دورها السياسي. ويتوقع المنتجون ان يحصد هذا الفيلم عدداً كبيراً من جوائز الأوسكار على غرار ما يجري مع كل أفلام ميريل ستريب وأخيراً مع أفلام المخرجة فيليدا لويد، لكن النقد قد يطال النظرة الأميركية في رؤية الأحداث البريطانية مع ان لويد تحاشت ان تغوص في تفاصيلها تاركة الأولوية لأداء ستريب التي استعدت للدور على طريقتها وتعلمت اللكنة البريطانية المصحوبة بنبرة صوت تاتشر المعروفة أساساً ببطء لفظها ورزانتها. وثمة جملة شهيرة لتاتشر تنهي المخرجة الفيلم بها، حين سألها طبيبها وكانت تاتشر في مرحلة مرضية دقيقة، إذا كانت متأثرة بسبب صعود نجم حزب العمال الجديد على حساب مجدها القديم وإذا كانت تشعر بأنها على ما يرام فأجابت: «ليس مهماً» ما أشعر به، المهم هو ما اعتقد به، لأننا اخيراً نصبح ما نعتقده، وأنا أعتقد أنني على ما يرام».