تواصل البحرية الملكية في إطار عملها الروتيني اليومي، تصديها للهجرة السرية من خلال اعتراضها لقوارب الموت بالأطلسي والمتوسط. وفي هذا السياق، أوقفت قاربا على بعد حوالي 33 كلم غرب مدينة الداخلة، كان متوجها نحو أرخبيل جزر الكناري، وعلى متنه 43 مرشحا للهجرة غير النظامية ينحدرون من إفريقيا جنوب الصحراء، من بينهم أربعة نساء وثلاثة قاصرين، وقد تم تسليمهم لمصالح الدرك الملكي قصد القيام بالإجراءات الإدارية الجاري بها العمل. ويخوض المهاجرون هذه الرحلة الممتدة مئات الكيلومترات والتي تستغرق أياما عدة لا بل أسابيع، على متن قوارب متداعية مزدحمة. وفي حال انحرف مسار القارب أو أخطأ في مساره إلى جزر الكناري، أو في حال لم يرصده عناصر الإغاثة، يواجه ركابه الغرق أو الموت من الجوع أو العطش أو يعانون انخفاضا في درجة حرارة أجسامهم. وقد قضى ما لا يقل عن 6618 مهاجرا كانوا يحاولون الوصول إلى اسبانيا عام 2023، و شهد هذا الخط تدفقا غير مسبوق للمهاجرين في أرخبيل جزر الكناري، على ما أفاد تقرير نشرته أول أمس الثلاثاء منظمة " كاميناندو فرونتيراس " الإسبانية غير الحكومية. ورصدت المنظمة غير الحكومية 611 حالة وفاة أو فقدان خلال العام الفائت على طريق الهجرة الذي يربط المغرب والجزائر بسواحل جنوب إسبانيا. وأحصت 363 امرأة و384 طفلا من بين مختلف الضحايا خلال العام الفائت. ونددت "كاميناندو فرونتيراس" بهذه "الأرقام المخزية"، منتقدة فكرة أن السلطات الإسبانية أو سلطات الدول التي يتحدر منها هؤلاء المهاجرون، تفضل "الرقابة على الهجرة" بدل "الحق في الحياة" لهؤلاء الأشخاص الذين يبحثون عن حياة أفضل في أوروبا، ولا توفر موارد كافية لعناصر الإغاثة.