اليوم الجمعة، سيتوجه الناخبات والناخبون المغاربة إلى صناديق الاقتراع في مختلف جهات المملكة قصد اختيار أعضاء أول برلمان في ظل الدستور الجديد الذي منح صلاحيات واسعة للمؤسسة التشريعية وللحكومة ورئيسها الذي سيتم تعيينه من الحزب المحتل للمرتبة الأولى، وهذا يجعل تشريعيات اليوم أكبر من دلالتها الانتخابية الصرفة، ويضعها في مرتبة الاستحقاق التأسيسي لعهد جديد. وبالإضافة إلى كون اقتراع يومه الجمعة جاء ضمن دينامية إصلاحية شهدتها البلاد، ويعتبر دستور فاتح يوليوز واحدا من عناوينها الكبرى، فإنه أيضا يجري ضمن سياق مغاربي وعربي ساخن وطافح بالتحولات وبالمآسي، ما يجعل عيون العالم كلها مفتوحة على المملكة وعلى مدى قدرتها في إنجاح تميزها وكسب رهانها الديمقراطي، ومن ثم فإن محطة اليوم ستؤطر مستقبل بلدنا وشعبنا للسنوات المقبلة، ما يحملنا كلنا مسؤولية جسيمة، ويفرض على كافة المواطنات والمواطنين ألا يستهينوا بدورهم وبصوتهم، وأن يقبلوا على صناديق الاقتراع بكثافة، وأن يحكموا ضمائرهم في اختيار الأكثر نزاهة ومصداقية وكفاءة لعضوية المؤسسات الجديدة. إن كثافة المشاركة الشعبية في التصويت اليوم هي المدخل الرئيسي للتصدي للمفسدين، وللشروع في تخليق حقلنا البرلماني والحزبي والسياسي والانتخابي، وبالتالي قطع الطريق أمام سماسرة الانتخابات، وكل المتربصين بمستقبلنا الديمقراطي، وجعل المؤسسة البرلمانية القادمة ذات مصداقية وتمثيلية كبيرتين، ويكون بمقدورها القيام بما وفره لها الدستور الجديد من اختصاصات ومهام. وإن التصويت بحرية ومن دون إغراء أو رشاوى، واختيار القوى الجادة والبرامج الطموحة لتدبير شؤون بلدنا، وفضح المفسدين، هو الذي سيقدم للعالم كله اليوم إشارة نضج المغاربة، ووعيهم بتحديات المرحلة، وغيرتهم على وطنهم وعلى مستقبله الديمقراطي والتنموي. نحن اليوم كلنا في موعد تاريخي، وعلينا مسؤولية تاريخية تجاه بلادنا وشعبنا، ومن واجبنا القيام بها أحسن قيام، أي بكثافة المشاركة في التصويت وعدم ترك المكان فارغا لسماسرة وتجار الانتخابات يعيثون فسادا. في منتصف ليلة أمس انتهت الحملة الانتخابية، وطيلة يومه الجمعة سيكون على الناخبات والناخبين أن يختاروا من ضمن كل البرامج التي استمعوا إليها، وكل واحدة، وكل واحد سيكون في المعزل وحده أمام ضميره يقرر، بصوته، مصيره ومصير أبنائه ومصير شعبه ووطنه، ولهذا يجب أن يكون الاختيار نابعا من الإحساس بالمسؤولية، ومن الجدية والمعقول، والتفكير أولا وقبل كل شيء في مستقبل البلاد. إن المغرب يتطلع اليوم إلى تقوية شروط بناء الدولة الديمقراطية الحقيقية، وانتخابات 25 نونبر مدخل جوهري في هذا المسار السياسي التاريخي، ولهذا، فإن المشاركة الشعبية في التصويت تعتبر واجبا من أجل إنجاج الدينامية المجتمعية الكبيرة. لنذهب جميعا وبكثافة إلى مكاتب التصويت... هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته