حنات: تم تكوين خلية مشتركة مع الجامعة لمتابعة هذا الملف فوجئت إدارة الرجاء مؤخرا باختفاء سبعة لاعبين من مركز التكوين مباشرة بعد عطلة العيد، واتضح لمسؤولي الفريق أنهم غادروا وفي الطريق الى فريق في دولة قطر، ويأتي اختفاء السبعة بعد مغادرة لاعبين إثنين في بداية الموسم. وتتم العملية بعيدا عن إدارة الفريق وبدون إذن أو ترخيص من مسؤوليها مما يبين أن الأسلوب الممنهج وراءه أسلوب يعتمد انتقاء المواهب ورصد خطواتهم، ثم الوقوف على نقلها الى الخارج؟ واللاعبون الذين تم تهجيرهم هم من مواهب الرجاء يخضعون للتكوين بمركز الفريق، وبعضهم ضمن المنتخب الوطني، وسبق أن تألقوا في لقاءات دولية ودية. ويؤكد الحدث أن أندية في الخارج تسعى لجلب المواهب والطاقات من الرياضة المغربية، والنزيف لم يتوقف، وقد تم تهجير وتجنيس مواهب من ألعاب القوى المغربية من قبل، كما يتم إغراء الرياضيين باستمرار. والأخطر أن الأساليب لا تتم في الوضوح احتراما للقوانين المنظمة لانتقالات الرياضيين بل يعمل منفذوها على تحريكها دون علم مسؤولي الأندية المغربية. رئيس فريق الرجاء عبد السلام حنات، صرح بخصوص هذه القضية قائلا: «...عند بداية الموسم اختفى لاعبان متميزان دوليان في فئتهما، ودفاعا عن حقوق فريقنا رسلنا الجامعة في الموضوع لأن ليس من حقنا إشعار الاتحاد الدولي فيفا بطريقة مباشرة، وهدفنا من إشعار الجامعة حماية مصالح الفريق ووضع حد لهذا النزيف...». وأضاف «في عطلة العيد، مؤخرا فوجئنا بغياب سبعة عناصر من نزلاء مركز التكوين واتصلنا بالمؤسسات التعليمية حيث يدرسون، ولاحظنا أنهم غائبون، مما يؤكد أنهم احتجبوا، فكان علينا إخبار الجهات المعنية والمسؤولة». وأشار حنات «اتصلت برئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم ووزير الشباب والرياضة، لأن المشكل لا يعني فريق الرجاء وحده، بل يعني البلد، ونخاف أن تستفحل ظاهرة تهجير وتهريب اللاعبين الموهوبين بأسلوب جماعي. وأوضح حنات أن هذه العملية تضرب الجهود الرامية إلى اكتشاف المواهب وتكوين اللاعبين في مراكز الأندية وفق برامج محددة لمحطات ومواعيد أولها سنة 2015، والظاهرة تستهدف ألمع اللاعبين وتنقلهم الى الخارج وتفرغ بذلك كرة القدم الوطنية من هذه القيم. وقال رئيس الرجاء «طلبنا من وزير الشباب والرياضة، ورئيس الجامعة، اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتكونت في هذا الصدد خلية مشتركة بين الجامعة وفريق الرجاء لمتابعة هذا الملف، وأوعدني رئيس الجامعة بالاتصال بالاتحاد الدولي فيفا، وكذا مسؤولي اتحاد آسيا لكرة القدم، والاتحاد القطري لإشعارهم بخطورة الظاهرة، وقوانين الفيفا تحرم وتمنع تهجير اللاعبين القاصرين، والذين تم تهجيرهم لن يتسلموا بطاقة الخروج من الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم. وأعتقد، يضيف حنات، أن محركي هذه المؤامرة يختارون اللاعبين الموهوبين ويعملون على إغراء ذويهم ماديا ثم ينقلونهم خارج أرض الوطن، حيث يحتفظون بهم إلى حين بلوغ سن الثامنة عشر». الآن يبدو أن ما يجري أصبح ممنهجا ومنظما ومرتبا فلابد من اتخاذ الإجراءات اللازمة والتدابير والقرارات الصارمة لوضع حد لهذا النزيف. اللاعبون الذين تم تهجيرهم، يقول حنات، «تم اختيارهم من أجود المواهب وبدقة، والأمر يتعلق بما يشبه شبكة منظمة تعتمد على من يعرفون هؤلاء اللاعبين جيدا، وهم في تواصل مع الراغبين في ضمهم، لأن الأمر يتطلب التعرف على اللاعب وقيمته ثم إقناع ذويه بالانتقال والهجرة اضافة الى الاتفاق حول المقابل المعروض والقيان بإجراءات السفر بطريقة سرية، ولذلك فهذا عمل محبوك ومنظم يرمي الى نسف جهود الأندية وكرة القدم الوطنية عامة». ومن بين الإجراءات المتخذة، يشير حنات، هو تقديم شكاية في الموضوع لدى الوكيل العام وتتحول لدى الشرطة القضائية بهدف التحري والوصول الى المتورطين في هذه الهجرة، لأن الأمر خطير جدا والأندية مطالبة بحماية مواهبها من «السماسرة» والمتربصين بالرياضيين المتميزين، يبحثون عن الكسب والربح بنقلهم الى فرق في الخارج بطرق ملتوية غير شرعية، ولن نسمح بذلك...».