في إطار تحقيق الأهداف المسطرة في البرنامج الاستعجالي لمنظومة التربية والتكوين 2012-2009، احتضن مقر الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة تادلة-أزيلال، يوم الأربعاء الماضي، اجتماع لجنة القيادة الجهوية لمشروع إرساء بيداغوجيا الإدماج. وفي كلمة افتتح بها أشغال هذا الاجتماع، ذكر مدير الأكاديمية، أحمد بن الزي، أن وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي تسعى من وراء عقد هذا اللقاء التربوي الثقافي إلى توفير تكوين ملائم للأطر العاملة في الحقل التعليمي، وإلى تبادل التجارب وتلاقح الخبرات، مشيرا إلى أن جهة تادلة-أزيلال تتوفر على خبرات وطنية ودولية هامة يمكنها تقديم إضافات نوعية في هذا المجال. من جهته، ذكر مدير المركز الوطني للتجديد التربوي والتجريب، مولاي يوسف الأزهري، أن مشروع استكمال إرساء المقاربة بالكفايات عبر الإطار المنهجي الذي توفره بيداغوجيا الإدماج يعتبر من بين المشاريع الهامة التي راهن عليها البرنامج الاستعجالي 2012-2009 لتجديد النموذج البيداغوجي، وزرع دينامية متجددة داخل منظومة التربية والتكوين بغية تحسين الممارسات والرفع من جودة التعليم. وأوضح أن تقارير التتبع الميداني الواردة من مختلف الاكاديميات الجهوية تؤكد تحقيق إنجازات هامة على صعيد عمليات بناء وتعديل وتوزيع العدة البيداغوجية على المستهدفين، وتكوين مختلف الفاعلين التربويين، وعلى قدرة الخبرات الجهوية والإقليمية والمحلية على رفع تحدي التغيير والانخراط في مسلسل الإصلاح. وأشار إلى أنه على الرغم من هذه الحصيلة الايجابية، فإن هامش التطوير لا يزال قائما للتغلب على الصعوبات وسد الثغرات التي تم رصدها في تقارير التتبع الميداني إن على مستوى العدة البيداغوجية أو التكوينات أو الممارسات أو آليات التدبير والتتبع والتواصل. وقد تم, خلال هذا الاجتماع، إلقاء ثلاثة عروض الأول حول تشخيص وضعية تقدم مشروع إرساء بيداغوجيا الادماج على الصعيد الوطني لنور الدين المازوني المنسق الوطني للمشروع، والثاني حول تشخيص الحالة الراهنة لإرساء بيداغوجيا الادماج على الصعيد الجهوي للمنسق الجهوي للمشروع محمد بلدي، والثالث حول «قيادة التغيير داخل المنظومة التربوية» للمستشار العلمي للمشروع كزافيي روجرس. وتطرقت مختلف العروض إلى نقاط القوة في المشروع التكويني الذي دخل حيز التطبيق السنة الماضية بالنسبة للتعليم الابتدائي، وسيطبق خلال هذا الموسم بالنسبة للتعليم الثانوي الإعدادي بما فيها المكتسبات والنتائج الأولية والآفاق، دون أن تغفل الصعوبات والإكراهات التي تواجه المشروع على المستوى الجهوي. وتم خلال الاجتماع عقد ثلاث ورشات دارت محاورها تباعا حول تطوير أداء لجنة القيادة الجهوية، وتنمية الخبرة الجهوية في إطار بيداغوجيا الادماج، ودعم البحث والتجديد المرتبطين ببيداغوجيا الادماج. وحاولت هذه الورشات الإجابة على عدد من التساؤولات المطروحة ستقدمها في تقريرها الختامي، من قبيل أي خطة لدعم قيادة المشروع على المستوى الجهوي، وما هي السبل والآليات التي يمكن اعتمادها لتحقيق هذا الهدف، وكيف يمكن تعزيز وتقوية الخبرة الجهوية، وما هو السبيل لتيسير تلاقحها وإغنائها من خلال تفاعلها مع الخبرة الوطنية والدولية، وذلك بهدف الوصول إلى خطة متكاملة وبرمجة واضحة تمكن من الارتقاء بالمشروع عبر قيادة جهوية فعالة.