شهدت مدينة الجديدة مؤخرا حادث اعتداء على رجل أمن من طرف أحد المنحرفين. في البداية، تلقت دوريات أمنية مكالمة من قاعة المواصلات المركزية بأمن الجديدة، تفيد بضرورة الانتقال الفوري، والتدخل بشكل استعجالي، إثر نازلة اعتداء بسوق بئر إبراهيم بحي للازهرة. وانتقلت دورية راكبة تابعة للفرقة السياحية، كانت تتواجد بشارع الشهداء، إلى مسرح التدخل بزنقة سوس، ووقفت على فوضى عارمة، كان يتسبب فيها شخص كان تحت تأثير الخمر والأقراص المهلوسة، وكان عاري الجذع، وفي حالة هستيريا، وبحوزته سكينين من الحجم الكبير، أحدهما طوله 40 سنتمترا، والآخر 30 سنتمترا، كان يشهرهما ويلوح بهما في وجه المارة، والمتبضعين، والباعة المتجولين، وأصحاب المحلات التجارية، وكان يتهددهم ويبتزهم، بغية تمكينه من مبالغ مالية، كحق للحماية. وحاصر أفراد الفرقة السياحية الهدف، وحاولوا عزله في الشارع العام، لإبعاد الخطر المحدق بالمواطنين، إلا أنه أخذ يلوح بسكينيه في وجه المتدخلين الأمنيين، لتخويفهم وثنيهم عن اعتقاله. وحاول رجل أمن بالزي المدني (ع.س)، من رتبة مفتش الشرطة، ضبطه وشل حركته، إلا أن الأخير باغتته بطعنة بالسلاح الأبيض، كادت تصيبه في الرأس، وتفاداها بأعجوبة، وأصابته بجرح غائر في يده اليسرى، بعد أن تصدى لها، ولاذ المتهم بالفرار، واعتدى على نفسه بطعنات إلى أنحاء مختلفة من جسده. وهرعت إلى مسرح النازلة تعزيزات أمنية وتعقب أفراد الفرقة السياحية المتهم جريا على الأقدام، بعد اقتحامه منزلا كائنا بزنقة الحاج الطاهر، المتفرعة عن زنقة سوس، غير بعيد عن منزل أسرته. وصعد إلى سطح البيت الذي اقتحمه دون إذن قاطنيه، الذين خرجوا، تحت هول الصدمة والرعب، لطلب النجدة. وبإذن منهم، اقتحم المتدخلون الأمنيون المنزل السكني، وتعقبوا آثار دم المتهم عبر الأدراج، إلى أن وقفوا على بعد بضعة أمتار منه، وأبدى مقاومة شرسة في حقهم، وأشهر السكينين في وجههم، إلا أنهم تمكنوا من شل حركته واعتقاله، واقتادوه إلى مصلحة المداومة، التي أحالته، بعد إنجاز إجراء مسطري جزئي، على المصلحة الإقليمية للشرطة القضائية. وقد نقلت سيارة للإسعاف الضحية، مفتش الشرطة، على وجه السرعة إلى عيادة طبية خاصة بالجديدة، حيث خضع لعملية جراحية معقدة، بحضور رئيس الأمن الإقليمي بالنيابة، وزملائه في الفرقة، وفي مختلف المصالح الأمنية، الذين ظلوا يلازمون العيادة إلى ساعة متأخرة من ليلة الجمعة-السبت الماضية. وبتنقيطه على الناظمة الإلكترونية والرجوع إلى المحفوظات الإقليمية، تبين أن الأمر يتعلق بالملقب «ولد ميلودة»، من مواليد 1985، من ذوي السوابق القضائية. ووضعه المحققون تحت تدبير الحراسة النظرية، وفور استكمال إجراءات البحث والتحريات، أحالوه، في إطار مسطرة تلبسية، على وكيل الملك بمحكمة الدرجة الأولى، من أجل «الضرب والجرح البليغ، في حق موظف عمومي أثناء مزاولة مهامه، والسكر العلني البين والتخدير، وحيازة السلاح الأبيض، دون سند قانوني، والهجوم على مسكن الغير».