المغرب الفاسي في مباراة التحدي و الثأر أمام النادي الإفريقي التونسي يدخل فريق المغربي الفاسي غدا السبت محكا حقيقيا عندما يحل ضيفا على فريق النادي الإفريقي التونسي في ذهاب نهائي كاس الاتحاد الإفريقي، حيث سيحمل ممثل الفريق الفاسي مهمة الدفاع عن سمعة الكرة المغربية في رحلة البحث عن أول ألقابه على الصعيد القاري وخلافة حامل اللقب (الفتح الرباطي) على عرش ثاني أهم المسابقات الإفريقية. ويعلم الفريق المغربي الذي وصل أول أمس الأربعاء إلى مطار قرطاج الدولي بتونس العاصمة، أن رحلته ستكون محفوفة بالمخاطر رغم الأفضلية الممنوحة له جراء خوض لقاء العودة بفاس، لكن نتيجة مباراة الغد ستكون مهمة بالنسبة لكلا الفريقين، وبالتالي سيسعى أشبال رشيد الطاوسي للخروج بأقل الأضرار من ملعب رادس، خاصة بعد أن طأطأت الكرة المغربية رأسها أمام نظيرتها التونسية خلال نهائي عصبة أبطال إفريقيا بين فريقي الوداد البيضاوي والترجي التونسي، والذي آل لفريق الدم والذهب بهدف نظيف في مجموع اللقاءين بذات الملعب. وسيرفع الماص شعار «الثأر» للكرة المغربية بعد خسارة الوداد البيضاوي للقب القاري ضد الترجي السبت الماضي، إذ ستكون كتيبة «النمور الصفر» على موعد لتصفية حسابات عالقة أمام أبناء البنزرتي، وعدم السماح للأندية التونسية بتكريس تفوقها على نظيرتها المغربية في المسابقات الإفريقية، والكل يتذكر أن آخر تتويج مغربي كان للفتح الرباطي على حساب الصفاقسي التونسي في نسخة 2010. وكان الفريق المغربي قد تأهل إلى الدور النهائي بصعوبة رغم المستوى الجيد الذي قدمه في كأس (الكاف)، وبسبب قلة الخبرة وضغط المباريات الكثيرة والمتتالية كان الماص ليودع المسابقة لولا هدف متوسط ميدانه شمس الدين الشطيبي في الأنفاس الأخيرة من لقاء الإياب بفاس أمام أنتر كلوب الأنغولي، وهو ما أسفر عن مواجهة أخرى بين الكرة المغربية والتونسية من بين المواجهات الثلاثة التي انتهت إحداها للتونسيين. إلى ذلك، يمر المغرب الفاسي بمرحلة جيدة بعدما أزاح من طريقه إلى نهائي كأس العرش فريق الوداد الجريح، وسيحاول مدربه رشيد الطاوسي التركيز على الجانب النفسي للاعبين بسبب التوتر التي حصل في العلاقات بين المغرب وتونس جراء أحداث ملعب رادس الأخيرة، وبخصوص الجانب البدني فإن الفريق الفاسي الذي خاض مباراتين في أقل من أربعة أيام أمام الفتح الرباطي في البطولة الاحترافية، والوداد في نصف نهائي كاس العرش، سيعول على قوة خط هجومه الأقوى في المسابقة، من أجل تكرار الإنجاز التاريخي لفريق الفتح الرباطي الذي حقق اللقب في أول ظهور له في نهائيات إحدى البطولات القارية. ومن غرائب الصدف أن تكون وضعية الفريق الفاسي مشابهة لما حصل مع الفريق الرباطي العام الماضي، إذ تصادف بلوغهما المباراة النهائية لكأس (الكاف) مع بلوغهما نهائي كأس العرش، مع العلم أن الماص كان خصم الفتح الرباطي في نهائي السنة الماضية وانتهى آن ذلك للرباطيين بهدفين لواحد. في المقابل، انطلقت استعدادات النادي الإفريقي للنهائي منذ الاثنين الماضي، وحسب صحيفة «الصباح» التونسية فقد دخل الفريق مساء أول أمس الأربعاء في تربص خاطف بالضاحية الشمالية استعدادا لمقابلة السبت ضد المغرب الفاسي ولم يبق في البرنامج الإعدادي سوى حصتين تدريبيتين واحدة مساء أمس بالحديقة «أ» (18:00) وأخرى صباح اليوم بقمرت (11:00). وأضافت الصحيفة أن إدارة الفريق وفرت أشرطة عن آخر مباريات المغرب الفاسي ووضعتها على ذمة المدرب فوزي البنزرتي الذي سبق له أن أحرز لقب عصبة أبطال إفريقيا مع الترجي عام 1994، قصد متابعتها ومعاينة مستوى الفريق المغربي والاضطلاع على مدى استعدادات المنافس، مشيرة إلى أن المدرب التونسي سيعمل على تقوية خط الهجوم عبر بلال العيفة في الجهة اليمنى ومهدي رصايصي في خط الوسط بجانب محمد علي يعقوبي. وسيعتمد البنزرتي أيضا في مواجهة الماص على نجمي الفريق، التشادي ايزيكيال ندواسل والتونسي زهير الدوادي، حيث يقدم اللاعبان مستوى متميزا أهل الدوادي للدخول في المنافسة على لقب أفضل لاعب إفريقي داخل القارة لهذه السنة. وفي سياق متصل، ذكرت مصادر صحفية تونسية أن رئيس النادي الإفريقي جمال العتروس تلقى اتصالات من وزير الشباب والرياضة التونسي ونظيره بالمغرب قصد العمل على تهدئة الأجواء وتحسيس الجمهور التونسي وأحباء الفريقين للتحلي بالروح الرياضية، بعد الأحداث المؤسفة التي أعقبت مباراة الوداد والترجي وأسفرت عن اعتقال 11 مشجعا وداديا أطلق سراح قاصرين منهم. وأوضحت أن مسؤولي النادي الإفريقي قد اجتمعوا مع الشرطة التونسية لإعداد العدة لتدور المباراة في ظروف ملائمة وتجنب أي أشكال بعد الأحداث الأخيرة التي قام بها بعض أحباء الوداد البيضاوي، حسب الصحف التونسية.