تقع حديقة ماجوريل في وسط مدينة مراكش، بالقرب من باب دكالة. الموقع معروف في المدينة من قبل المراكشيين والسواح الذين يزورون الحديقة، والذين يقّدر عددهم ب200 ألف سائح سنوياً، يقصدون هذا المكان الساحر والمسجّل في دليل مدينة مراكش السياحي. انه لشيء جميل وراقٍ، أن يعبّر المرء عن امتنانه لبلد ما بإنشاء حديقة كونية تضمّ نباتات من القارات الخمس: النخيل السعيد بقاماته، فصائل أشجار الصبار المتنوعة، الحدائق المائية التي تحتوي على أزهار اللوتس والزنابق، هذا كله يتناسق مع اللون الأزرق التراثي الذي تزخر به الحديقة، والذي تبجله الحضارة الإسلامية. يقول الفنان العراقي طه سبع المقيم في مدينة مراكش منذ 35 سنة: «ليس اعتباطاً أن يهتم ماجوريل باللون الأزرق في حديقته، والمتناسق مع فضاء المكان من جدران وأثات، فاللون الأزرق معتمد في الحضارة العربية الإسلامية، ومشهور جداً في الثقافة المغربية، في السيراميك المغربي خصوصاً، تيمنّاً بقصر الحمراء، وهذا اللون يستعمل شعبياً كتعويذة ضدّ الحسد، بمعنى المحافظة على الحياة من الكسر والتهديم». بنى الفنان الفرنسي جاك ماجوريل ابن مصمّم الأثاث الفرنسي لويس ماجوريل حديقته عام 1924، وتمّ افتتاحها العام 1947 لاستقبال الزوار. وبعد موت الفنان جاك ماجوريل، أشترى الحديقة الفرنسيان إيف سان موران وبيير برجيه، ثم أعادا تأهيلها وادامة بيئتها التي تعتبر من عجائب الدنيا بحسب ما كتبت صحيفة (كومسومولسكايا برافدا) الروسية، في عدد خاص عن الحدائق العالمية «إنّ حديقة ماجوريل بمراكش، تعد تحفة طبيعية وفنية نادرة يمكن إعتبارها بجرأة أحد عجائب الدنيا»، ويعود السبب إلى التناسق المدهش بين بنايات وأثاث الحديقة المطلية بالأزرق والأصفر وبين ألوان نباتات الحديقة المتنوعة. الأمر الذي يكسب المكان رقّة وصفاء روحي، يشجعان التأمل والاسترخاء. تحوّل مرسم الفنان ماجوريل وقتذاك إلى متحف للفن الإسلامي في الوقت الراهن. لا تنبع قيمة حديقة ماجوريل من نباتاتها النادرة فحسب، إنمّا من الطراز المعماري الذي يحاكي الأسلوب التقليدي المغربي في العمارة.