ماجوريل حديقة فريدة لا نظير لها في أي بقعة من العالم تعد حديقة «ماجوريل» بمراكش تحفة طبيعية وفنية نادرة يمكن اعتبارها بجرأة أحد عجائب الدنيا. جمالية الحديقة، في تنوع النباتات التي تحتوي عليها وانسجامها مع المباني التي توجد داخل فضاء الحديقة والتي روعي في هندستها وتأثيثها وصباغتها وتلوينها النمط المغربي الأصيل. فالألوان الخضراء لنباتات الحديقة والألوان الزرقاء المشرقة لمباني الفضاء تقف شامخة في تمازج لوني مع بعضها البعض، تنضاف إليها إبداعات تقليدية مغربية بالألوان الصفراء والليموني والأزرق حطت بعناية على جوانب ممرات الحديقة ومنحت المكان بهاء وجمالا فريدا من نوعه قلما تجده في مكان آخر من العالم غير مدينة مراكشالمدينةالجنوبية الجميلة. تعتبر حديقة ماجوريل في كليز بمراكش، برأي الكثيرين، من أكثر الحدائق سحراً، حيث يجدون فيها مكاناً للتعبير الفريد والقوة الروحية الخلاقة، من جهة أنها تزخر بثروة هائلة من نباتات تم تجميعها من القارات الخمس، تتجاور فيها أشجار النخيل والصبار والخيزران ونباتات نادرة أخرى تختصر العالم في حديقة. ينقلك التجول بالحديقة عبر تشكيلة متنوعة من المسالك المفتوحة على مشاهدات رائعة هي أهم ما يميز الحديقة الواقعة على مقربة من باب دكالة وشارع علال الفاسي. الزنبق المائي واللوتس والبردي وغيرها من النباتات المائية، تنمو في أحواض الماء الصافي، فيما الكراسي تؤثث للمكان. بما يضمن الجلوس والاستمتاع الكامل بجمالية المكان وروعة اللحظة. ليست النباتات وحدها ما يميز الحديقة، فهناك الألوان التي تتناسق في ما بينها مقدمة تنويعاً جميلاً يسرُّ الناظرين. وتسمى الحديقة الماجوريل نسبة إلى اسم بانيها الرسام الفرنسيي جاك ماجوريل الذي بدأ تأسيسها سنة 1924. حلّ جاك ماجوريل بمراكش لأول مرة عام 1919، حيث وجد السحر الملائم ليواصل مهنته كرسام. ولما حصل على قطعة أرضية عام 1924 عمل على إقامة الحديقة المعروفة اليوم بحديقة ماجوريل، والتي تم افتتاحها عام 1947 لاستقبال الزائرين. سنة 1937 أقدم الرسام الفرنسي على صباغة مباني الحديقة بلون أزرق ناصع وهو ما فاجئ سكان المدينة الحمراء حيث تم إطلاق اسم أزرق الماجوريل على هذا المستوى من اللون الأزرق في اللغة الفرنسية نسبة لهذه الحديقة... فيما بعد تعرض الرسام الفرنسي لحادث سير نقل على إثره لفرنسا حيث مات هناك سنة 1967. وكان جاك ماجوريل قد قام في نهاية الثلاثينيات من القرن الماضي بصباغة مباني الحديقة بلون أزرق ناصع: أزرق ماجوريل. لكن أزرق ماجوريل ليس اللون الوحيد الذي تتلون به الحديقة، فهناك ألوان أخرى تتناسق وتتجاور ما بين الأصفر والأخضر وغيرها، غير أنها تتميز بكونها ألوانا تخص الحديقة وتتميز بها، حتى أننا يمكن أن نطلق عليها أصفر ماجوريل وأخضر ماجوريل، مثلاً، زيادة في التنويع والتأكيد على استثنائية وجمالية الألوان التي تزين الحديقة وترتب لها. سنة 1980 قام مصمم الأزياء العالمي ايف سان لوران والكاتب الفرنسي بيير بيرجي بشراء الحديقة حيث فتحوا جزءا منها للعموم. الآن أصبح المكان أحد أهم معالم مدينة مراكش السياحية حيث تم تحويل المبنى المحاط بالحديقة إلى متحف للفنون الإسلامية وتحتوي الحديقة على نباتات وأزهار نادرة قادمة من القارات الخمس خصوصا مختلف أنواع نبات الصبار. عالمية الموقع الذي يجمع بين الإبداع الإنساني والطبيعة الخلابة تتمثل أيضا في كون الفضاء فضلا عن انه يحتضن إبداعات خاصة للمصمم العالمي ايف سان لوران، فهو يحتضن أيضا اللوحات المائية لجاك ماجوريل ومعروضات فنية من جنوب المغرب ومتحف صغير للفن الإسلامي متعدد الأوجه اضافة الى نافورات رائعة وممرات زينت بالخيزران»، مبرزة انه « وبعد حرارة ملتهبة تتجاوز 40 درجة مئوية تغطي مراكش تجد نفسك في حديقة ظليلة هادئة، حيث تغرد الطيور وتبهج الألوان العين وتستقر النظرات في فضاء متنوع أجمع الكل على جماليته وندرته». ليس من باب الصدفة أن يدعو البعض بجرأة إلى اعتبار حديقة «ماجوريل «بمناظرها الطبيعية الفريدة ومظهرها الذي لا يتكرر في أية بقعة من العالم وأحد من عجائب الدنيا السبع».