في الوقت الذي كان فيه النقاش سائدا على المستوى الوطني للحفاظ على البيئة والإكثار ما أمكن من المساحات الخضراء، كانت هذه الأخيرة بالجديدة تتعرض للتخريب والإهمال وخاصة حديقة محمد الخامس القابعة أمام بناية المجلس البلدي، والتي تحولت أمام مرأى مسؤولي المدينة إلى مطرح للنفايات، والأخطر من ذلك هو تعرض تذكار محمد الخامس للتخريب وتمت سرقة صورته دون أن تكلف السلطات وعلى رأسها عامل الإقليم عناء فتح تحقيق لمعرفة العابثين بالتذكار . ولعل إهمال الجانب البيئي أبرز ما ميز الرؤساء السابقين، وتمثل بالأساس في فتح المجال لمشاريع جعلت المساحات الخضراء تتضاءل بشكل كبير، كما وقع خلال الولايتين السابقتين، حينما تم تحويل مشاريع مجموعة من المساحات الخضراء إلى تجزئات سكنية ولنا في حديقة حي السلام خير مثال إذ غزى الإسمنت المدينة وانعدمت المساحات الخضراء، في وقت اكتفى فيه رئيس المجلس البلدي الحالي بتوثيق ماكيطات لأشجار وحدائق وشوارع في حلة جديدة والتي وجدت لها مكانا فقط على صفحته الرسمية على "الفايسبوك" بعيدا عن الواقع . أما على مستوى الإنارة فيخيم على الجديدة ظلام دامس، وكأنك في قرية لا في مدينة كان من المفروض أن تنعم بكل شروط الحضارة الوضع هذا يشكل مرتعا لقطاع الطرق، حيث تستفحل معه الجربمة واعتراض سبيل المارة وسلبهم كل ما بحوزتهم من أموال وهواتف، والأكيد أن غياب الحس الجمالي لدى المسؤولين الذين توالوا على تدبير الشأن العام المحلي يعد سببا رئيسيا لما وصلت إليه المدينة من إهمال وتشويه. وتعاني ساكنة مدينة الجديدة وضعا كارثيا على مستويات عدة، إذ لا مساحات خضراء ولا نظافة ولا إنارة ولا فضاءات ترفيهية للأطفال، هو ما أدى إلى ثورة فيسبوكية من طرف نشطاء وحقوقيين، طالبوا من خلالها بوضع حد لما سموه بالمهزلة . وحمل هؤلاء النشطاء ورواد مواقع التواصل الاجتماعي مسؤولية ما آلت إليه مدينة الجديدة من تهميش وإهمال إلى عامل إقليمالجديدة، معتبرين أنه المسؤول الأول والأخير، عن أي تجاوزات واختلالات وتقصير من طرف المجلس البلدي للمدينة. الأزبال تغزو الشوارع والأزقة الحديث عن نظافة مدينة الجديدة حديث ذو شجون، لأنها أصبحت في عين القاصي والداني نقطة سوداء في المدينة!! وطالما أسالت العديد من المداد، وأضحت ظاهرة انتشار الأزبال في الشوارع والأحياء تتفاقم بشكل مقزز، أولا لغياب التوعية والردع والمتابعة من طرف الهيئات المكلفة بالسهر على نظافة المحيط وعلى رأسها المجلس الترابي للمدينة. وثانيا لغياب الحس المدني عند المواطن، وثالثا لتلاعبات تشوب صفقة تدبير قطاع النظافة كما تشوب صفقات أخرى . ورغم المجهودات التي يقوم بها عمال النظافة على مستوى المدينة في كنس الطريق، بالإضافة إلى الشاحنات التي تمر لحمل النفايات، لكن يبقى هذا غير كاف كون الشوارع لا زالت تعرف تدهورا كبيرا في مجال النظافة يظهر ذلك في صور القمامات التي نراها مكدسة لأوقات طويلة على مستوى المطارح . الوضع الكارثي الذي آلت إليه جل أحياء وشوارع المدينة والمتمثل في تراكم الأزبال بشكل مثير بات يهدد بعواقب وخيمة على صحة المواطنين جراء الروائح النتنة التي تنبعث من الأزبال المتراكمة إضافة إلى الانعكاسات السلبية على الجانب البيئي بالمدينة . الأداء المخيب للمجلس البلدي بمدينة الجديدة، تحت قيادة رئيسه الحالي والذي لم يَرُق أحد، ولم يَرْق إلى تطلعات الساكنة. لم يقتصر فقط على حصيلة هزيلة على مستوى البنية التحتية في ظل غياب برمجة عميقة لتأهيل المدينة. بل سجل تخاذل كبير في مواجهة المشاكل البيئية التي عرفتها المدينة، على حساب معاناة شريحة كبيرة من الساكنة، في وقت ينادي أبناء المدينة بتغيير واقعها، أما المتخادلون فلا يجيدون سوى التطبيل لهذا الوضع المرير. وتحمل ساكنة المدينة المجلس البلدي المشرف على تدبير وتسيير الشأن العام المحلي كامل المسؤولية في تردي الوضع وعجز المسؤولين عن اتخاذ تدابير طارئة وعاجلة للتدخل والقضاء على المظاهر المخزية التي باتت تهدد المجال الحضاري للمدينة، فيما يذهب آخرون إلى أن المسؤولية مشتركة بين المجلس البلدي وعمالة الجديدة التي تنهج سياسة الصمت كوسيلة لعدم الرد على الاتهامات التي توجه لها من قبيل الاستهتار بصحة المواطن و اللامبالاة بالمصلحة العامة للساكنة. احتلال الملك العام تعيش المدينة حالة من الفوضى واحتلال الملك العمومي بعدد من الساحات والشوارع وفوق الرصيف المخصص للراجلين أمام المحلات التجارية وبجانب المقاهي بمجموعة من التجمعات السكنية وبالقرب من الملحقتين الإداريتين الثالثة والثانية، حيث تحولت تلك الشوارع والأزقة والأحياء لسوق عشوائي كبير غير بعيدة عن مسجد حي السلام والملحقة الإدارية السلام. واستنكرت مجموعة من الفعاليات المحلية تزايد احتلال الملك العام في جميع الاتجاهات أمام صمت المصالح المختصة والسلطات المحلية التي أصبحت عاجزة عن القيام بمهامها بشكل مباشر وتطبيق القانون على الجميع، وهو وضع مخجل شوه جمالية المدينة ،حيث أصبح المواطنون يضطرون للسير وسط الطرقات المخصصة للسيارات نتيجة استغلال الرصيف من طرف أصحاب محلات ومطاعم ومقاهي معروفة تسببت في تشويه جمالية واجهة مرافق وبنايات بالإضافة إلى حجب الرؤية عن المارة بسبب تطويق المطاعم بالستائر من كل الاتجاهات. وتطالب ساكنة مدينة الجديدة تدخل عامل إقليمالجديدة، لحث رجال السلطة الجدد على وضع حد لآفة استغلال الملك العام، وأيضا مطالبة مختلف المصالح الإقليمية للقيام بحملات مستمرة لوقف هذه الفوضى بجميع الأحياء السكنية وبأهم الشوارع الرئيسية والقضاء على العربات المجرورة والمدفوعة بالمناطق التي أصبحت نقطة سوداء بسبب الفوضى وعرقلة السير أمام الصمت المريب الذي لا تفسير له للسلطات المحلية. شوارع محفرة ومتهالكة لا يخلو شارع أو زقاق من حفر بأحجام متباينة، ما يُعيق حركة السير والجولان من جهة، ويتسبب من جهة أخرى في أعطاب وخسائر مادية لمختلف وسائل النقل،وهو ما دفع بعض المتطوعين إلى ملئها بالأتربة، في انتظار تدخل المصالح المعنية التي غالبا ما تقوم بحلول ترقيعية بدل صيانة شاملة. وتتسبّب الحفر المنتشرة في المدينة ، خاصة بشارع جبران خليل جبران وشارع المسيرة في وقوع حوادث سير متعدّدة، إذ كلما تفاجأ سائق سيارة بوجود حفرة أمامه، وحاول الفرملة بالسرعة الكافية لتجنب إصابة مركبته بأعطاب ميكانيكية، صار ضحية اصطدام بسيارة أخرى قادمة من الخلف، خاصة إذا تعلق الأمر بزائر جديد إلى المدينة، لا علم له بحجم وعمق الحفر المنتشرة هنا وهناك. تخريب أسواق القرب استبشر الباعة المتجولون خيرا بمناسبة إحداث المبادرة الوطنية للتنمية البشرية الأسواق النموذجية وذلك بهدف تجميع الباعة أصحاب العربات والقضاء على مشكل احتلال الملك العمومي، لكن لا شيء من ذلك تحقق، إذ سرعان ما عادت الحالة إلى وضعيتها السابقة بعدما لم تقدم السلطات المحلية يد المساعدة لهؤلاء الباعة الذين تم تجميعهم في سوق نموذجي يخيم عليه الظلام ،وانعدام الماء. وفي تصربحات للباعة أكد أحد المستفيدين من محل تجاري بالسوق النموذجي حي السلام إن السلطات تتساهل وبشكل علني مع الباعة المتجولين وهو الأمر الذي يسبب لتجار السوق خسارة وكساد، في وقت يطالبون فيه رئيس المقاطعة الثالثة بضرورة وضع حد لظاهرة العربات سواء المجرورة أو المدفوعة ، وإصلاح سوق حي السلام الذي أضحى في وضعية كارثية نتيحة ما تعرض له من تخريب لمرافقه العمومية التي أضحت مرتعا للكلاب الضالة. وأوضح رئيس جمعية السوق أنهم مدينين للوكالة الوطنية لتوزبع الماء والكهرباء بمبالغ مالية مهمة ، جراء تراكم فواتير الماء ، علما أن هؤلاء الباعة قد خسروا كل أموالهم في هذا السوق نتيجة استمرار ظاهرة الباعة المتجولبن حمير وبغال وكلاب ضالة تجوب الشوارع يصادفك وأنت تمر من شوارع الجديدة قطيع من الحمير والبغال والكلاب تتجول في الشوارع بحرية تامة وفي غباب تام للمجلس البلدي الذي يجب عليه إيداع هذه الحيوانات في المحجز، بدل التفرج على المشهد، الذي بات يقلق الساكنة ويفسد راحتها . إضافة إلى كون الكلاب الضالة تشكل خطرا خاصة على تلامذة المؤسسات التعليمية. وتناشد ساكنة الجديدة المسؤولين من أجل وضع حد لهذه الظاهرة المقززة ، خاصة وإن الحمير والبغال تقصد حدائق فيلات عابثة بعشبها وتاركة فضلاتها نزكم الأنوف. فضلا على أن هذه الحيوانات كثيرا ما تعرقل السير في أغلب شوارع المدينة وتتسبب في حوادث سير جسيمة .