بعدما ارتأى القائمون على الشأن المحلي بالجديدة ضرورة إيجاد بعض الحلول للواقع المرير الذي يخلقه الباعة الجائلون والمتمثل في الاحتلال البشع للملك العمومي وعرقلة السير والجولان في العديد من المحاور الطرقية، والضوضاء والأزبال، وكان الاهتداء إلى إنشاء ما يسمى ب «الأسواق النموذجية» أو «أسواق القرب» لتقريب التبضع أيضا من الساكنة ، تم تشييد سوق للقرب بمحاذاة المقاطعة الحضرية الخامسة عند ملتقى شارع ابن باديس وشارع المحيط الذي لا يزال الإقبال عليه جد محدود، وبعدما نصبت مجموعة من العربات القارة على الواجهة الخلفية لسور الحي البرتغالي وما خلفه ذلك من استياء عارم صب في اتجاه الغضب من سوء الاختيار وتشويه جمالية أكبر معلمة تاريخية بالمدينة، وبعد توزيع مجموعة من العربات على ممتهني بيع عدة أنواع من المواد كالخبز والنعناع والحلزون والاخطبوط المقلي و… وتخصيص أماكن لها بكل من شارع نابل وشارع محمد الخامس وشارع العلويين، شرع مؤخرا في عملية بناء سوق نموذجي بحي السلام بمحاذاة الملحقة الادارية للجماعة الحضرية بحي السلام، إلا أن سكان ذات الحي انتفضوا ضد إنشاء هذا النوع من الأسواق بالمكان الذي خصص لذات الغاية ، حيث نظموا وقفة احتجاجية على مشارف المشروع وراسلوا كلا من بلدية الجديدة وعامل الإقليم في الموضوع – تتوفر الجريدة على نسخ منها»: إذ وجهوا إلى رئيس المجلس البلدي لمدينة الجديدة « رسالة تعرض على إنشاء سوق نموذجي بدل مساحة خضراء «وإلى عامل الإقليم رسالة» تظلم إداري واعتراض على إنشاء سوق نموذجي بدل مساحة خضراء»، وكلاهما مذيلة بعشرات التوقيعات يطالبون فيها «بتوقيف الأشغال والمبادرة بإنجاز المجال الأخضر كما هو مقرر له «مع لفت الانتباه « إلى أن إنجاز سوق نموذجي بهذه المنطقة من شأنه أن يلحق ضررا بليغا بجل سكانها« .ووفق ذات الرسالة فقد صاغوا لذلك « عدة اعتبارات منها أن اقتناء البقع السكنية تم على أساس وجود مساحة خضراء بالقرب منها، كما كان مدرجا بتصميم التهيئة آنذاك، وغياب أي مساحة خضراء او متنفس لساكنة هذه المنطقة، وإزعاج راحة السكان بالضوضاء التي ستصدر عن هذا السوق، إضافة إلى مشكل النظافة والروائح التي يخلفها ، وضيق الأزقة بهذه المنطقة ، وارتفاع الوافدين على هذا الحيز الضيق من شأنه أن يزيد من معدل ارتكاب بعض الأفعال الإجرامية ووجود محلات تجارية كافية وركود اقتصادي لدى المحلات التجارية الموجودة بوفرة…» وقد أوضح رئيس المجلس البلدي في اتصال أجرته معه الجريدة «أن مشروع السوق النموذجي هو مشروع للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية»، التي أكد المسؤول عنها في معرض جوابه عن سؤال للجريدة بخصوص ذات المشروع أن هذا الأخير هو « مشروع اجتماعي بعدما وفرت لنا الجماعة هذا الوعاء العقاري وأكدت لنا بأن وضعيته سليمة وليس للأغيار، ونحن بصدد إنشاء فضاء خاص بالباعة الجائلين ولنحل مشكلا قائما بالنسبة للساكنة».. أما بخصوص المساحات الخضراء بحي السلام الذي يعتبر من الأحياء الحديثة بالمنطقة» فإن موضوع الفضاءات الخضراء يفرض نفسه بإلحاح لانعدام وجود حديقة أو متنفس أخضر لحي ذي كثافة سكانية عالية».