تتابع فعاليات المجتمع المدني ومعها ساكنة شارع برشيد والأحياء المجاورة وكذا المهتمين بالشأن التنموي بعمالة مقاطعة عين الشق، عملية إنزال البرامج التنموية المسطرة في مجالات متعددة، خاصة الشق الاجتماعي، والتي تدخل ضمن مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، حيث أضحت هذه الأخيرة رافعة للتنمية وليست فقط مساهمة. و«من المشاريع التي تثير الاهتمام أكثر، تلك التي تخص تنظيم الباعة الجائلين وتحرير الملك العام الذي يستغلونه ، تقول مصادر جمعوية، فبعد تجربة «أسواق القرب» من خلال اختيار نقط البيع بأماكن ذات تمركز مهم ، كسوق القرب بشارع القدس على مقربة من مقر المنطقة الأمنية، انتقلت السلطات المشرفة إلى تجربة أكبر حجما تجمع من خلالها عددا كبيرا من الباعة الجائلين في سوق نموذجي كبير، تسعى من خلاله إلى تنظيمهم وتحسين أوضاعهم وضمان استقرارهم العملي، وأيضا تحرير عدة نقط ومساحات، بالإضافة إلى المحافظة على البيئة والنظافة». «تجربة ترجمت عمليا بعد التمكن من إيجاد البقعة الملائمة والتأكد من سلامة وضعيتها القانونية وفق تصميم التهيئة الجديد، ومن ملكيتها التابعة للأملاك المخزنية وإخلاء جزء منها كان سكنا عشوائيا، والتي توجد بالقرب من مستشفى السقاط والثانوية الإعدادية ابن ماجة، والتي تفوق مساحتها 4000 متر مربع «تقول مصادر متابعة لمراحل إنجاز المشروع، مضيفة» سيمكن من تحرير مساحات كبيرة من احتلال عربات الباعة الجائلين، أهمها الساحة الموجودة بشارع برشيد بجوار المركب الثقافي عبد الله كنون، والتي تشكل بؤرة سوداء، ومستنقعا تنبعث منه الروائح النتنة تصل إلى داخل قاعات هذا المركب وتقلق راحة مرتاديه، سواء كانوا فنانين أو متفرجين، والتي سبق أن كانت فضاء أخضر يشكل المتنفس الوحيد لساكنة هذا الشارع والأحياء المجاورة لها». إن «المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ساهمت في تحرير الفضاء وإخلائه ليعود كمتنفس اغتصب من الساكنة، وذلك بعد أن يتم نقل كل الباعة الذين كانوا متواجدين بالمكان إلى مقر السوق النموذجي مباشرة بعد انتهاء المرحلة الأخيرة من عملية تجهيز المحلات وكل ما يتعلق بما هو تقني وإداري..» يقول رئيس جمعية الصفاء «زكرياء» حاملة المشروع، مثمنا نهج «المقاربة التشاركية «التي تستحضر الدور المحوري الذي يمكن أن تلعبه فعاليات المجتمع المدني في ما يخص تنفيذ المشاريع التنموية المبرمجة، وذلك من خلال تحسيس الساكنة المستهدفة وتوعيتها انطلاقا من معادلة» الحقوق والواجبات» التي تنبني عليها المواطنة الحقة، الساعية دوما إلى البناء لا إلى الهدم أو إلحاق الأذى بالممتلكات العامة والخاصة.