لا يكاد يمر يوم في الآونة الأخيرة في إقليم تنغير، دون أن تصلك أخبار عن أعضاء بعض الجماعات، الذين أصابهم السعار الانتخابي، أغلبهم كائنات انتخابية تجاوزها الزمن، فأصبحوا بعد أن نفرهم المواطنون يستهدفون كل الضمائر الحية وكل شرفاء المنطقة للنيل منهم. ففي يوم السبت الماضي، وعشية ذكرى المسيرة الخضراء، وقبيل عيد الأضحى المبارك ، وفي إطار الاستفزازات والمضايقات التي تمارس بشكل شبه يومي على المواطنين بهذا الإقليم ، قامت السلطات العمومية باعتقال موظف بالجماعة القروية لوكليم ، بدعوى عدم تبليغه عن شخص مبحوث عنه من طرف الضابطة القضائية بالإقليم وإثبات التوقيع والتصديق على عقد شرائه لشاحنة من مالكها، حيث تم وضعه تحت الحراسة النظرية وإخضاعه للتحقيق. وفي اليوم الثالث بعد العيد، وخلال تقديمه للمحاكمة ، احتشد مئات من المواطنين أمام مقر العمالة، مرددين شعارات من قبيل «البريء معتقل والمجرمون طلقاء» في إشارة منهم إلى رئيس جماعة أكنون وثلاثة من أعوان السلطة المتورطين في فضيحة تقديم طلبات التشطيب في مجموعة من أسماء المواطنين في اللوائح الانتخابية بهدف حرمانهم من أداء واجبهم الوطني، والذين تم إطلاق سراحهم مما أثار مجموعة من التساؤلات لدى الرأي العام المحلي. كما رفع المواطنون المحتجون، لافتات تدين هذه الممارسات المشينة والخطيرة والتي تسيء إلى البلاد وتعيده إلى عقود خلت، معبرين عن استعدادهم الكامل لمحاربة هذه السلوكات التي تضرب في الصميم مبدأ الشفافية والنزاهة. للإشارة، فموازاة مع فصول هذه «المسرحية الهزلية «، اتصل وكيل لائحة أحد الأحزاب بالإقليم، بأم الشاب اليتيم المتابع، يعدها بإطلاق سراح ابنها وقت ما شاءت، لكن بشروط فضل عدم الكشف عنها حتى يتوصل منها بضمانات تؤكد انصياعها لمطالبه. وفي سياق متصل، وعد عامل الإقليم ممثلي المواطنين المحتجين بمساهمته المادية في أتعاب المحامي الذي سيتكلف بالدفاع عن الموظف المتابع. ويتضح جليا للرأي العام المحلي الذي يتابع باهتمام كبير، فصول هذه القضية المصطنعة، من خلال هذه الوعود وهذه الخرجات السياسوية الضيقة، أن هذه المكائد والحيل التي لا تنطلي على أحد، تم نسجها بدقة من أجل خدمة مصلحة جهة معينة، وهذا ما يطرح عدة علامات استفهام على مدى نية المسؤولين على الشأن المحلي بتنغير، في ترجمة مضامين الدستور الجديد ، الذي يعلق عليه المغاربة آمالا كبيرة، لوضع قطيعة مع سلوكات وممارسات ظلت إلى وقت قريب، تشكل أهم سمات الاستحقاقات الانتخابية بهذا الإقليم.