سكان الحي يطالبون بإعادة الاعتبار لمشفع التراويح وفسح المجال أمام الأئمة والخطباء لعضوية المجلس العلمي المحلي طالب مئات من سكان مقاطعة سيدي البرنوصي بالدار البيضاء، ضمنهم مجموعة من الفعاليات الجمعوية، في رسائل متعددة تحمل توقيعاتهم، موجهة لجهات متعددة ضمنها الجهات المحلية (عامل المقاطعة، مندوب الأوقاف والشؤون الإسلامية..) برفع الظلم الذي لحق المصطفى بطاش، بعد أن ظل لأكثر من ثلاثين سنة يؤم المصلين في صلاة التراويح بمسجد سهيل عويضة، أي منذ افتتاحه، بصفته إماما مشفعا متطوعا ماديا ومعنويا، حافظا لكتاب الله، مجددا ومحافظا على المذهب المالكي، ومتشثا بالكتاب والسنة، على حد تعبير هذه الرسائل. ويأتي ارتفاع هذه الأصوات، بعد أن تم إعفاء الأستاذ الحاج بطاش، في شهر رمضان المنصرم من إمامة المصلين في صلاة التراويح، بقرار من طرف المندوب الإقليمي للشؤون الإسلامية بعمالة مقاطعات سيدي البرنوصي، وإحالته على أنظار المجلس العلمي المحلي، بدعوى أن المندوبية توصلت بعدة شكايات وعرائض موقعة من بعض المواطنين، «يشتكون فيها من عدم أهليته في إمامة صلاة التراويح بمسجد سهيل عويضة الخيلي، إضافة إلى زعمهم بعدم حفظه للقرآن الكريم، ونظرا لعدم توفره على شهادة التزكية في حفظ القرآن الكريم مسلمة من أحد المجالس العلمية المحلية» حسب رسالة توصل بها المعني بالأمر من المندوب الإقليمي السالف الذكر تحمل تاريخ فاتح غشت 2011. لكن ما لا يستسيغه المنطق، حسب المصطفى بطاش، أن نفس المندوب منحه شهادة إدارية يشهد فيها، بنفسه أن «المصطفى بطاش يقوم بالتشفيع لصلاة التراويح خلال شهر رمضان بمسجد سهيل عويضة.. بسيدي البرنوصي وذلك منذ بناء المسجد المذكور سنة 1984»، ناهيك عن كونه كان يقوم بمهمة الوعظ والإرشاد منذ 1987. لذا فالسؤال المطروح، هو ماذا تغير بين الأمس واليوم؟، الجواب، تحمله نفس الرسائل والشكايات، التي تتوفر الجريدة على عشرات من النسخ منها، وتفيد أن ما ادعته الشكايات التي توصل بها المندوب ليست سوى «شكايات كيدية ومغرضة في حق الإمام المشفع»، وأنه كان أولى أن ينصف المصطفى بطاش، خصوصا وأن الفترة التي قضاها في إمامة المصلين تقدر بثلاثة عقود. تجدر الإشارة، أنه سبق لساكنة مجموعة من الأحياء بسيدي البرنوصي، أن وجهت شكايات سنتي 2009 و2010 إلى عدة جهات (الديوان الملكي، الوزير الأول، وزير الداخلية، وزير العدل، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، رئيس المجلس الأعلى العلمي، عامل مقاطعات سيدي البرنوصي)، يشتكون فيها من خطيب نفس المسجد الذي كان يصدر فتاوى غربية تنم عن عدم إلمامه بالدين ويسره، والشرع والسهولة في تبليغه، وتحويل خطب يوم الجمعة إلى خطبة للكلام الزائد الذي لن يستفيد منه المصلون، كالحديث عن المستشفيات العمومية بكونها لاتقوم بواجبها ونعت الممرضين بالتقصير في واجباتهم. وطالب الموقعون في ختام شكاياتهم ورسائلهم، بإعادة الأمور إلى نصابها وإعادة الاعتبار، لمصطفى بطاش، وذلك بإمامته لصلاة التراويح، وبإعادة النظر في تركيبة المجلس العلمي المحلي، الذي لايضم، للأسف على حد تعبيرهم أئمة وخطباء سيدي البرنوصي، وكأن حي سيدي البرنوصي حي عقيم، فيما تم إقحام أشخاص غرباء عن الحي قادمين من مناطق ومدن أخرى وموظفين لاعلاقة لهم بحي سيدي البرنوصي. واعتبروا أن مايحاك اليوم ضد المصطفى بطاش، ليست سوى طريقة لتهميشه وإبعاده، ليس فقط من إمامة التراويح، بل لسد الطريق عليه في الوصول إلى المجلس العلمي المحلي الذي تطالب الساكنة بأن يكون عضوا فيه، نفس الشيء بالنسبة، للعلامة المالكي إمام وخطيب مسجد الجزائر أحمد شبانات، وخطيب وإمام مسجد المعاكيز الشيخ الفاضل محمد العكوشي، وغيرهم من أبناء الساكنة الأصليين للبرنوصي، الذين أفنوا زهرة أيامهم وشبابهم في التلقين والتدريس والوعظ والإرشاد والصلاة بالناس.