أطلق المئات من المواطنات والمواطنين يوم الجمعة في وقفة احتجاجية من قلب العاصمة الرباط، مناشدة دولية لوقف الحرب والحصار على الفلسطينيين بقطاع غزة، مؤكدين في وقفة تضامنية مع الفلسطينيين، دعت إلى تنظيمها شبكة من الجمعيات ضمنها الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني، إلى الوقف الفوري للعدوان الذي ذهب ضحيته الآلاف من المدنيين بين قتيل وجريح، ووقف سياسة الصمت والتأييد التي اعتمدها الغرب اتجاه الاعتداءات الإسرائيلية التي طالت الأخضر واليابس. وخلال هذه الوقفة التي تأتي على إثر إعلان قوات الاحتلال الإسرائيلي عن بدأ الاكتساح البري لقطاع غزة، هتف المحتجون الذين اصطف إلى جانبهم السفير الفلسطيني بالمغرب جمال الشوبكي في الساحة المقابلة لمبنى البرلمان، بشعارات تستمد مضامينها من عمق القضية الفلسطينية، واضعين الكوفية الفلسطينية على أعناقهم رافعين أعلاما فلسطينية صغيرة ولافتات تحمل نداءات تطالب ب "الحرية لفلسطين" و"وقف التهجير والحصار" مطالبين بوقف الاعتداء على غزة. ووصف السفير الفلسطيني في كلمة ألقاها خلال هذه الوقفة "على أن ما يجري هو إبادة ضد الشعب الفلسطيني، داعيا إلى وقف الإبادة والعدوان الذي يأتي على الصغير والكبير، مناشدا المغرب ملكا وحكومة وشعبا إلى التدخل من أجل وقف هذه الاعتداءات وجريمة التطهير العرقي الجارية في قطاع غزة". واتهم الدبلوماسي الفلسطيني القوى الغربية بالتواطئ مع إسرائيل في هذه الحرب، خاصة الولاياتالمتحدةالأمريكية حيث أوقف الفيتو الأمريكي في مجلس الأمن مشروع وقف النار، لافتا إلى أن "المعركة الآن هي المعركة الدبلوماسية والقانونية بالجمعية العمومية تحت مسمى "متحدون من أجل السلام"، حيث هناك الحاجة إلى الحصول على ثلثي الأصوات لاعتماد هذا القرار وتجاوز ضغط أمريكا وإسرائيل والغرب لمنع وقف العدوان". وقال في هذا الصدد "نأمل الاستمرار في التحرك حتى تتوقف المجزرة والإبادة ضد الشعب الفلسطيني، بل وقف حرب عالمية ثالثة التي يخوضها التحالف الأمريكي على الشعب الفلسطيني الأعزل (...) والتي يترجمها الفيتو الأمريكي في مجلس الأمن الذي حال دون اعتماد مشروع وقف النار، فهم بذلك لم يخالفوا فقط القانون الدولي بل ارتكبوا جريمة ضد الإنسانية". وبالموازاة مع هذه الوقفة التنديدية بالعدوان والتضامنية مع الشعب الفلسطيني، نظم المئات من الأطفال إناثا وذكورا، صباح أمس الأحد وقفة تضامنية مع أطفال غزة تنديدا بالعدوان الذي تشهده المنطقة والذي أودى بحياة آلاف البراعم، إذ لم تخلو صور الدمار الذي خلفته الغارات الإسرائيلية من مشاهد لجثث الضحايا الصغار. وصدحت حناجر الصغار المغاربة في وقفتهم أمام البرلمان، مطالبين عبر روحهم البريئة بوقف القصف والحرب على قطاع غزة والتي استهدفت المدنيين كبارا وصغارا، داعين بذلك إلى وقف هذه الحرب المدمرة والتي تحاول إبادة شعب، وإعطاء فرصة حقيقية للسلام من خلال إقرار الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في الحرية وفي إقامة دولة مستقلة وفق القرارات الدولية، عاصمتها القدس، بحيث يعم السلام المنطقة والعيش بكرامة للشعب الفلسطيني أطفالا نساء شيوخا، شبابا وكهولا. ومعلوم أن عدة مدن مغربية، من ضمنها الدارالبيضاء، طنجة، شهدت احتجاجات تضامنية مساندة للشعب الفلسطيني، مطالبة العالم بالتحرك من أجل الوقف الفوري للمجزرة البشعة ووقف هذا العدوان، وتوفير الحماية لمدنيين أبرياء يتعرضون لقصف جحيمي طيلة اليوم، بذريعة الدفاع عن النفس ردا على م اسمي بعملية "بطوفان الأقصى" مؤكدين أن صمت الغرب على ما يجري يعد أبشع جريمة تقترف في القرن الواحد والعشرين".