يخوض الفريق الوطني المغربي لكرة القدم مساء اليوم آخر مباراة له، عن تصفيات كأس إفريقيا للأمم في كرة القدم، والتي ستجرى أطوارها النهائية بالكوت ديفوار، بداية سنة 2024. وتأتي هذه المباراة التي تعتبر شكلية في مواجهة ليبيريا، بحكم أن الأمور حسمت مبكرا عن المجموعة ال (11)، بعد ثلاثة أيام من المواجهة الإعدادية، واجه خلالها أسود الأطلس، منتخب الكوت ديفوار بأبيدجان، وانتهت بالتعادل هدف لمثله… وبالرغم من انتهاء مواجهة السبت الماضي بالتكافؤ، إلا أنها خلفت ردود فعل منتقدة، للعرض الذي قدمه أصدقاء العميد غانم سايس، إلى درجة ساد تخوف كبير، في إمكانية المنافسة على اللقب القاري… هذا اللقب الإفريقي الذي تحول إلى مطلب ملح، بعد انتظار دام سنوات، اعتقدها الجميع بعدها، أن الحلم اقترب من التحقيق، وأن التألق الباهر بالمونديال، يعد بمثابة مفتاح للسيطرة على افريقيا، وأن المنتخب المغربي، أصبح هو المرشح الوحيد فوق العادة… إلا أن الترشيحات شيء، والواقع شيء آخر، وهذا ما أظهرته كل المباريات سواء الودية أو شبه الرسمية، أجرتها العناصر الوطنية بعد المشاركة الناجحة بكأس العالم، إذ وقف كل المتتبعين عن تراجع في الأداء، وافتقاد الفعالية بمختلف الخطوط… ففي الوقت الذي اضطر فيه وليد الركراكي، إلى تغيير النهج التكتيكي الذي اتبعه خلال مباريات المونديال، والاعتماد على إغلاق الممرات والتركيز على الهجمات السريعة الخاطفة، وجد «رأس لافوكا» صعوبة كبيرة في إيجاد بديل ناجع، يحفظ ل»مفاجأة المونديال» قيمته وهيبته… فالأسلوب الذي مكن من أبطال فعاليات الخصوم بملاعب قطر، أصبح يطبق بالحرف ضد كتيبة الركراكي، ليظهر العجز واضحا، بعدم التمكن من تجاوز تكتيك إغلاق الممرات، والاكتفاء بتصيد أخطاء الخصوم… ضد الكوت ديفوار عانت العناصر الوطنية كثيرا، وظهر الارتباك بمختلف الخطوط، ولولا تسرع المهاجمين ووجود المدافع نايف أكرد لكانت الحصة أثقل، ولولا ايضا خطأ للمدافع الايفواري، لما تمكن أيوب الكعبي من توقيع هدف التعادل… عموما، فالمدرب وليد الركراكي مطالب بإيجاد تكتيك بديل، واختيار قطع غيار جديدة، قادرة على حفظ التوازن بكل الخطوط، مع العلم أن استمرار الاعتماد على لاعبي المنتخب الأولمبي في الوقت الحالي، يعد مجرد مضيعة للوقت… ننتظر مباراة مساء اليوم ضد ليبيريا، لنتأكد ما إذا كان المدرب سيجد حلولا جديدة، وهل سيختبر نهجا مغايرا، وهل سيعتمد على لاعبين آخرين؟…