عرفت مدينة آزمور بأسوارها التاريخية وأصبحت هذه الأسوار رمزا من رموز الحضارة والمعمار في المغرب و قد أشاد الملك الراحل الحسن الثاني بهذه المعلمة واعتبرها إرثا تاريخيا ومعماريا. وها نحن اليوم أمام وضع لا يمكن السكوت عنه لأن هذه الأسوار تتهدم أجزاء منها و تنمو فوقها الأشواك وينشر فوقها الغسيل وتستعمل كدعامات للبنايات المجاورة وأصبحت أوكارا للمنحرفين. تقدم فريق المعارضة بالمجلس البلدي بآزمور المتمثلة في مستشاري حزب التقدم والاشتراكية بنقطة بجدول أعمال دورة أبريل2010 تتعلق بالحالة المزرية لهذه الأسوار مطالبا بإدراجها ومناقشتها وقد تمت الاستجابة لهذه النقطة على أساس أن يتم تقديم ملتمس لوزارة الثقافة للعمل على إصلاح ما تهدم وإعادة الاعتبار لهذه المعلمة التاريخية. ومن جانب آخر فإن العمل على إعادة الاعتبار لأسوار المدينة العتيقة بآزمور هي مسؤولية تاريخية يتحملها الجميع وقد طالب فريق المعارضة في دورة أ كتوبر 2009 بإدراج نقطة في جدول الأعمال متعلقة بالعمل على إعداد ملف لتقديم طلب لليونسكو بإدراج مدينة آزمور ضمن التراث العالمي وقد قوبل هذا الطلب بالتجاهل من طرف المكتب المسير وكأن الثقافة شيء لا يستحق حتى الالتفات إليه. إن مدينة آزمور مدينة سياحية وتعتبر المآثر العمرانية فضاء سياحيا بامتياز و تضفي على المدينة صبغة التميز، لذا من الأجدر بالمسؤولين العمل على الحفاظ على هذه الأسوار لأن الثقافة يمكن أن تكون بعدا من أبعاد التنمية بالمدينة ويمكن استغلالها لأهداف سياحية مدرة للدخل لسكان المدينة. فإذا كانت الجغرافيا تعاند طموح سكان آزمور بالانفتاح على البحر بتوسيع المدار الحضري، فلنا التاريخ ويمكن أن نعمل على استثمار المآثر التاريخية في دعم السياحة الثقافية في انتظار أن تستجيب السلطات العليا لمطلب سكان مدينة آزمور بتوسيع مدارها الحضري ليشمل شاطئ الحوزية الذي هو من الناحية الفعلية تابع لأزمور لكن إداريا يقع ضمن جماعة الحوزية. فآزمور تطالب اليوم بنفض غبار الإهمال عن أسوارها و تبقى مسؤولية وزارة الثقافة أساسية في الموضوع وننتظر من وزير الثقافة تحمل مسؤوليته و مساعدة مدينة آزمور للمحافظة على إرثها التاريخي الذي هو إرث لجميع المغاربة.