أقيمت بمدينة روندة (الأندلس بجنوب إسبانيا) أشغال المؤتمر التاسع والعشرين للصحافيين بشمال المغرب والأندلس تحت شعار «مصادر الأخبار»، بحضور نحو خمسين مشاركا من المغرب والأندلس. وجرى افتتاح هذا المؤتمر المنظم من قبل جمعية صحفيي جبل طارق بالأندلس وجمعية الصحافة المغربية فرع الشمال، بحضور على الخصوص مساعدة عمدة مدينة روندة والقنصل العام للمغرب بالجزيرة الخضراء سلام برادة، ورئيس جمعية الصحافة بمالقة اندري كارسيا مالدونادو. وأبرز المشاركون أهمية هذا اللقاء الدولي الذي يعتبر فضاء للتفكير والتبادل حول قضايا ذات الاهتمام المشترك بين صحافيي منطقة شمال المغرب والأندلس. وأكدوا أهمية هذا الموضوع الذي تم اختياره لهذا اللقاء، من قبيل الولوج إلى مصادر الأخبار التي تعتبر إشكالا حقيقيا بالنسبة للصحافيين المنشغلين ببث خبر صحيح ويتمتع بالمصداقية، كما أكد على ذلك رئيس جمعية صحفيي جبل طارق بالاندلس استانيسلاو راميريز، الذي تمحورت مداخلته حول الأزمة الاقتصادية التي تشهدها بلاده وخاصة بمنطقة الأندلس فيما يتعلق على الخصوص بمشكل البطالة الذي يمس ايضا الجسم الصحافي. من جهته، أكد مصطفى العباسي رئيس جمعية الصحافة المغربية أن الموضوع الذي تم اختياره لهذه التظاهرة، كالحق في الولوج إلى المعلومة، يأتي وفقا لبعض مواد الدستور المغربي الجديد، معربا عن أمله في تنزيله بشكل فعلي. وبعد أن ذكر بالربيع العربي، باعتباره يشكل تمهيدا لتغيير سياسي حقيقي في العالم العربي، ولا سيما البلدان التي تعاني من غياب شبه تام للديمقراطية، أشار العباسي إلى أن المغرب عرف بدوره ربيعه ولكن بطريقة سلمية تشكل بالتالي استثناء، مما مكن من بث دينامية جديدة في الحياة السياسية، ومن إخراج الأحزاب السياسية من سباتها. من جانبه، رحب رئيس جمعية الصحافة بمالقة، أندريه غراسياس بانعقاد هذا المؤتمر بالتناوب بين المغرب وإسبانيا، والذي يشكل حلقة الوصل بين شمال المغرب والأندلس، وفضاء لتبادل التعايش والسلام بين شعوب البلدين. وفي معرض تأكيده على الصعوبات التي يواجهها الصحفيون عند ممارسة مهنتهم، دعا السيد غراسياس إلى إبداء المزيد من وحدة الصف فيما بينهم لمحاولة إيجاد حل للمشاكل التي تعترض البلدين في جو من الحوار والتشاور. من جهته، أبرز القنصل العام للمغرب بالجزيرة الخضراء أنه في ظل عالم أكثر عولمة فإنه يتعين على المواطنين التكيف مع الوسائل الجديدة للتواصل التي تشهد تطورا فائقا، مبرزا ضرورة بث معلومة ذات مصداقية وصحيحة. كما أشاد بانعقاد هذا النوع من اللقاءات، معربا عن أمله بأن يتم تنظيمه بمدن أخرى مغربية وإسبانية. ولم يفت الديبلوماسي المغربي دعوة الصحافيين الاسبان إلى تثمين الإصلاحات الهامة التي أطلقها المغرب خاصة ما يتعلق بالدستور الجديد. ويتضمن جدول أعمال هذا المؤتمر الذي يمتد إلى غاية 23 أكتوبر الجاري تنظيم العديد من المحاضرات والموائد المستديرة تنشطها شخصيات مغربية وإسبانية بارزة ستتمحور حول أهمية مصادر الأخبار والولوج إليها.