حظي الفنانان المغربيان نعيمة إلياس والعربي اليعقوبي، مؤخرا بتكريم حافل خلال افتتاح الدورة الخامسة من المهرجان الدولي للمسرح الجامعي بطنجة، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس. ويلقي المهرجان، الذي ستتواصل فعالياته إلى غاية السبت المقبل بمشاركة 18 فرقة مسرحية من 13 بلدا، الضوء على مساهمة هذين العلمين الفنين الكبيرين في إشعاع التجربة المسرحية المغربية وإغنائها. وأشاد عمدة مدينة طنجة فؤاد العماري، في كلمة بالمناسبة، بهذا التكريم الذي يأتي عرفانا بالمسار الفني المتميز لكل من نعيمة إلياس والعربي اليعقوبي، واللذين يشكلان نموذجا للنجاح والتفوق الفني بالنسبة للجيل المسرحي الصاعد. كما سجل عمدة طنجة الأهمية الكبيرة التي تكتسيها هذه التظاهرة الثقافية التي أصبحت على مر السنوات موعدا مهما للمسرح الجامعي في العالم العربي وبالخارج. وأعربت كل من نعيمة إلياس والعربي اليعقوبي، في كلمة خلال حفل التكريم، عن امتنانهما لهذه الالتفاتة النابعة من جيل الفنانين الشباب والتي تعتبر تتويجا لمجهودات مسار فني متميز رفقة مجموعة من رواد المسرح. وطبعت الفنانة نعيمة إلياس، المنحدرة من مدينة آسفي، الساحة الفنية المغربية بمسارها الغني والمتنوع بين المسرح والتلفزيون والسينما، كما عرفت بمبادراتها الجمعوية التي جعلتها أقرب إلى الجمهور المغربي، من بين أشهر أعمالها مشاركتها في السلسلة التلفزية «هادي والتوبة» و»سيف بلعمان». بينما ولد المسرحي ومصمم الملابس العربي اليعقوبي سنة 1930 بمدينة طنجة حيث جاور فنانين كبار مغاربة وأجانب منذ بداية الخمسينات من القرن الماضي، وهي الفترة التي التحق فيها بفرقة مسرح المعمورة، قبل ظهوره الأول على شاشة السينما سنة 1960 في فيلم «ماري ماغدالينا» للمخرج الإيطالي الكبير لويجي دي ماركي. كما اشتغل في إنتاجات فنية عالمية التقى خلالها ببعض أشهر المخرجين والفنانين من قبيل دافيد لاناش وفرانسيس فورد كوبولا ومصطفى العقاد ومارتين سكورسيزي. من جهة أخرى، أبرز حذيفة أمزيان، رئيس جامعة عبد الملك السعدي التي تنظم المهرجان بتعاون مع المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير وجمعية العمل الجامعي، أن المهرجان يحتفي بقيم الحب والحرية والسلام، فضلا عن مساهمته في النهوض بالعمل الثقافي وتشجيع المواهب الشابة. وأضاف أن هذا المهرجان ينسجم وتوجهات المخطط الاستعجالي بقطاع التعليم الذي يولي أهمية خاصة لتقوية المحترفات الفنية والنوادي الثقافية في المؤسسات التعليمية العليا بهدف تمكين التلاميذ من تطوير ملكاتهم وبث روح جديدة في المشهد الثقافي والفني الوطني. ووقع الاختيار على 11 فرقة مسرحية للمشاركة في المسابقة الرسمية في هذه الدورة، بينما ستقدم العروض الأخرى ضمن الفعاليات الموازية للمهرجان، تفصل بينها لجنة تحكيم مكونة من المسرحي العراقي محمد سيف والممثلين والنقاد إدريس الروخ وسناء شدال وأحمد مساعية وإدريس ميمون. تجدر الإشارة إلى أن حفل الاختتام سيتميز أيضا بتكريم الفنان والموسيقي والممثل المغربي محمد الدرهم.