من المرتقب أن تختتم يومه الجمعة، فعاليات موسم مولاي عبد الله أمغار بمدينة الجديدة. وكان عامل الإقليم محمد سمير الخمليشي، قد أشرف على افتتاح هذا المهرجان إلى جانب عدد من الشخصيات المدنية والعسكرية ورؤساء المصالح الخارجية. وعرف الموسم توافد حشود كبيرة من الزوار حلوا من مختلف جهات المملكة، من أجل الاستمتاع بالخيل وطقوس التبوريدة التي انطلقت مساء السبت الماضي. تتواصل فعاليات موسم مولاي عبد الله أمغار بمدينة الجديدة، التي ترأس حفل افتتاحها عامل الإقليم محمد سمير الخمليشي، إلى جانب عدد من الشخصيات المدنية والعسكرية ورؤساء المصالح الخارجية، إلى غاية 11 غشت الجاري. وبلغ عدد السربات المشاركة 120 سربة تمثل مختلف جهات المملكة المغربية، بأزيد من ألفي فارس، حطوا الرحال بعاصمة دكالة من أجل المشاركة في أكبر موسم على الصعيد الوطني. وأقدمت الجماعة القروية لمولاي عبد الله بإحداث تحسينات جديدة ب"المحرك الثاني" الذي بات يشكل متنفسا أكبر لرواد التبوريدة من أجل تقديم عروضهم في أحسن الظروف. وعرفت بحر هذا الأسبوع توافد حشود كبيرة من زوار الموسم الذين حلوا من مختلف جهات المملكة، من أجل الاستمتاع بالخيل وطقوس التبوريدة التي انطلقت مساء السبت الماضي. وشهد فضاء الموسم قبل بدايته نصب عدد كبير من الخيم من طرف زوار الموسم، الذين دأبوا كل سنة للحضور إليه من أجل الاستمتاع بأجوائه الخاصة، حيث تجري التحضيرات مبكرا من طرف الزوار، للظفر بأمكنة خاصة ومتفردة، ورفع الأعلام الوطنية احتفالا بانعقاد الموسم الذي يجمع فئات عريضة من المجتمع من مهنيين وخيالة وعشاق التبوريدة، الذين لا يفوتون الفرصة لقضاء أكثر من أسبوع بمسقط الولي الصالح مولاي عبد الله أمغار الواقع بالجماعة الترابية لمولاي عبد الله أمغار بإقليم الجديدة. وتنتصب أيضا خيام غاية في الجمالية التي تعرف ب"الخزانة المغربية" والتي تجمع غالبا أعيان المنطقة وكذا رؤساء الجمعيات المهنية المشاركة بسربات الخيول، إذ كثيرا ما تحتضن هذه الخيم المزركشة سهرات ليلية تجمع الموسيقى بصهيل الخيل. كما تنتصب بالموسم خيم مهنية، منها المقاهي ومطاعم شعبية، منها على وجه الخصوص محلات لشي اللحم التي تكثر بالموسم. ويفتح الموسم مصراعيه لمختلف الأنشطة التي تمارس غالبا بالليل، منها الألعاب المعروفة بالسيرك"، و"الحلقة" التي تمارس بالمحرك، إضافة إلى أنشطة أخرى تجعل رواد الموسم يصلون الليل بالنهار. *أنشطة دينية وعلمية وثقافية بالرغم من كونه تجمعا كبيرا للفروسية التقليدية، يعتبر موسم الولي الصالح مولاي عبد الله أمغار، مناسبة دينية تحتفي بدفين حاضرة "تيط" ومجهوده العلمي المتميز وجهاده لنصرة الدين، وهو أيضا موعد سنوي لتظاهرة ثقافية تكشف عما تتميز به دكالة من تنوع ثقافي شعبي ضارب في عمق التاريخ.
وينفتح الموسم أكثر على كل مكونات الثقافة المغربية، وخاصة في شقها الفني والغنائي، حيث تجمع سهرات هذا الموسم أبرز نجوم الأغنية الشعبية منهم على وجه الخصوص عبد العزيز الستاتي وسعيد الخريبكي وسعيد ولد الحوات، مع فسح المجال لمجموعات محلية لتوسيع تجربتها الفنية. وكشفت اللجنة المنظمة عن توسيع العرض الفني مستقبلا بكل اللهجات، ليشمل فرقا أمازيغية سوسية وزيانية وريفية وجبلية، وما يتفرع عنها من أنماط موسيقية أخرى، وفرقا حسانية وأيضا فرقا فنية ليهود مغاربة، وكل الفرق التي تمثل التنوع الثقافي التي يشكل المشترك الثقافي المغربي. وتوقع رئيس اللجنة المنظمة السيد مولاي المهدي الفاطمي وهو بالمناسبة رئيس جماعة مولاي عبدالله أن يحطم ااموسم هذه السنة رقما قياسيا من حيث الحضور الجماهيري مقارنة مع السنوات الغارطة . *تصنيف الموسم تراث مادي ويراهن منظمو موسم مولاي عبد الله هذه السنة لكي يكون إضافة متميزة، وذلك في أفق تصنيفه تراثا عالميا، بعدما تم تسجيله من طرف منظمة الإيسيسكو كتراث مادي، حيث سبق وأعلنت وزارة الشباب والثقافة والتواصل عن تسجيله من ضمن العناصر 26 التي تم تسجيلها بالإسيسكو كتراث مادي ولا مادي مغربي خالص. وأوضح مولاي المهدي الفاطمي رئيس جماعة مولاي عبد الله أمغار، أن هذه التظاهرة، حظيت بتسجيلها من طرف منظمة الإيسيسكو كتراث مادي، وهو تشريف وجب أخذه بمسؤولية كبيرة، في أفق تصنيفه من طرف منظمة اليونيسكو، وذلك سعيا للحفاظ على التراث وضمان استدامته ونقله إلى الأجيال المقبلة. مشيرا أن الموسم يعتبر الوحيد في المغرب الذي يتوفر على محركين للتبوريدة، وأنه سجل أرقاما مهمة السنة الماضية منها 2 مليون زائر من المغرب وخارجه وأكثر من 2000 فرس و 120 سربة ونصب ما يقارب عن 22 ألف خيمة. * الصيد بالصقور إلى جانب برمجته للأنشطة الدينية والعلمية والثقافية، يستند موسم مولاي عبد الله أمغار على جانب مهم من الهوية المغربية والتراثية، حيث يتميز بتقديم عروض لفنون الصقارة للشرفاء القواسم ذات الجذور المشتركة مع قبائل أصيلة بالمشرق العربي. ويحتضن موسم مولاي عبد الله أمغار الصيد بالصقور لأنه يُعد تراثا مغربيا أصيلا وتقليدا عريقا محكوم بطقوس متفردة. * صناع الفرجة باتت شخصية "با تهامي" أحد مكونات الفروسية التقليدية المعروفة ب"التبوريدة"، والتي لا يمكن أن تنحاز عن موقع المحرك، ووصف بكونه أحد صناع الفرجة وأيقونة المحرك عند نهاية كل طلقة سليمة، والتي يكافئها بكسر "الكلة" وسكب الماء عليه، انتصارا بطلقة حكيمة من سربة الخيل، حيث بات الرجل يكسب شهرة لا مثيل وسط تصفيقات عشاق التبوريدة الذين يملؤون مدرجات المحرك. * مساعدو الخيالة سمتهم إدارة الموسم بجنود الخفاء، نظرا للدور الكبير الذي يلعبونه في نجاح الطلقة الموحدة داخل كل سربة، والتي تعرف ب"ماصة"، وهم " العمَّارة" الذين يتكلفون ب"تعمار" "البارود" في "المكحلة". وإلى جانب "العمارة" نجد أيضا أصحاب الحرف التقليدية الموازية للفروسية التقليدية التبوريدة مهنة الماريشال المعروفة بإسم "سمار" التي لها دور كبير في الحفاض على حافر الفرس. هذا وسجل خلال الفترة المنصرمة من فعاليات موسم مولاي عبدالله فوضى تنظيمية وازدحام مفرطة أمام منصة الغناء على الخصوص ناجمة عن الإقبال الكبير لعشاق فن "العيطة والمرصاوي والسواكن"، وما رافق هذا الازدحام من عراك بالأيدي وتدافع لم يسلم من وقعه إلا أقوياء البنية .