بعد طول انتظار غادر يوسف روسي، فريق الرجاء البيضاوي لكرة القدم بسبب تماطل المكتب المسير للفريق الأخضر في إبرام عقد معه، وهو ما أثار غضبه خصوصا بعد التعاقد مع المدرب الفرنسي بيرتران مارشان الذي أبرم عقده مع الرجاء في زمن قياسي. روسي ظل منذ تعيينه مديرا تقنيا ينادي بضرورة إبرام العقد لتسلم مهامه رسميا وتقديم برنامج عمله لتتم محاسبته بعد ذلك، لكن رئيس الرجاء عبدالسلام حنات ظل كل مرة يتذرع بحجة إلى أن ثارت ثائرة روسي الذي لم يعد يأتي لمركب الوازيس بالرجاء. هذا إن دل على شيء إنما يدل على أن المكتب المسير للفريق لايستجيب لمتطلبات المرحلة الجديدة والتي تنادي بالإحترافية في كل شيء، خاصة أن دفتر التحملات تضمن أهم نقطة في أجندته وهي مطالبة الأندية بتعيين مدير تقني، لكن فريق في حجم الرجاء لم يستجب لهذا الطلب، لتنتصر في نهاية المطاف بعض اللوبيات التي ترغب في استمرار الفوضى داخل الفئات الصغرى بالقلعة الخضراء... ويمكن القول أن من بين الأسباب التي جعلت روسي يغادر الرجاء هي بعض نقط الخلاف بينه وبين حنات والتي يعرفها المقربون من محيط النادي، ذلك أن هناك أشخاص يتقاضون رواتب شهرية دون أن يقوموا بأي عمل يذكر، بل أنهم يتدخلون في شؤون إدارة مركز التكوين وفي أشياء أخرى، لسبب واحد هو كونهم تجمعهم علاقة وطيدة بالرئيس.. يوسف روسي منذ التحاقه بالفريق الموسم الماضي كان الوضع بمركب تيسيما كارثيا، حيث أكد غير ما مرة أن بعض المؤطرين كانوا يتسلمون رشاوي وهدايا إرضاء لرغبات أولياء وآباء بعض لاعبي هذه الفئات، وأنه استطاع أن يقضي عن هذه الظاهرة التي أضرت كثيرا بسمعة الرجاء، بالرغم من كونه لم يكن يتقاضى أي مبلغ عن عمله هذا الذي يعتبر في نظره تطوعيا قبل كل شيء. من النادر في يومنا هذا أن تجد رجلا يعمل دون مقابل ويقدم كل وقته من أجل خدمة فريقه، وأنه استطاع أن يقوم بثورة كبيرة قلبت العديد من الأشياء داخل القلعة الخضراء، رغم التشويش الذي يبديه بعض أعداء النجاح والذين اعتادوا الصيد في الماء العكر والإستفادة من الهدايا التي كانت تقدم لهم من طرف آباء وأولياء اللاعبين، مما جعل العديد من المواهب تغادر الفريق في صمت. كما أن هناك من يسعى إلى تشويه صورة يوسف روسي من خلال اتهامه بأن الشواهد التي حصل عليها مؤخرا من اسكتلندا هي «مزور»، وهذا في حد ذاته اتهام خطير، خاصة أن الرجل أسر على أحد مقربيه بأنه صرف أزيد من 48 مليون سنتيم من أجل الحصول على شواهد تخول له شغل منصب الإدارة التقنية بالرجاء، وأن أندية من قطر اتصلت به للقيام بهذه المهمة لكنه رفض ذلك لكونه يريد أن يرد الجميل للفريق الذي كان سببا في ما وصل إليه حاليا. هذه صورة واحد من الصورة الكثير التي أصبح يعيشها الفريق في ظل المكتب المسير الحالي، والتي كان آخرها الوفاة المثيرة للجدل للاعب زكريا الزروالي الذي مازالت تثير العديد من ردود الفعل، مرورا بالحراك الجماهيري الذي طالب في مرات عديدة برحيل عبد السلام حنات الذي لم يعد قادرا على مواكبة المرحلة الجديدة التي يتطلبها نظام الإحتراف. فالرئيس أخطأ التقدير في العديد من الأشياء داخل الفريق، خصوصا بعدما ظل يماطل في الوفاء ببعض الإلتزامات التي وعد بها المدرب محمد فاخر بخصوص تعزيز التركيبة البشرية، مما جعل الأخير يرحل في صمت ويترك «الجمل بما حمل»، والحصيلة هي أن الرجاء بصمت على مشوار كارثي خلال دوري المجموعات بعصبة الأبطال، وبداية متواضعة بأول بطولة احترافية. كما أن المكتب المسير ورغبة منه في إسكات أصوات الجماهير الغاضبة والمطالبة بالتغيير سارع على التعاقد مع بعض الأسماء التي غابت عن المنافسة لمدة معينة، وذلك قبل انتهاء المهلة المحددة من طرف الجامعة خلال الإنتقالات الشتوية، لكن لم تتغير الأمور وظل الوضع على ما هو عليه. لقد بدأ الخوف يتمالك الجميع من تكرار موسم 2007-2006 بعدما كان الفريق على مرمى حجر من النزول إلى القسم الثاني لولا تظافر الجهود من طرف بعض المسيرين الذين استطاعوا أن يحافظوا على مكانة النادي بقسم الكبار رغم المؤامرة التي تعرض لها من طرف أبنائه. الرجاء بمسؤوليها الحاليين ستعيش موسما صعبا لأن الكثير من الأشياء لاتسير بالشكل الصحيح ضمن فريق من المطلوب أن يكون نموذجا للتسيير داخل المشهد الكروي ببلادنا، لأن بعض القرارات المتخذة من طرف القائمين على الشأن التسييري بالفريق أصبحت متجاوزة وشبيهة بما يدور في فلك قسم الهواة. خلاصة القول، أن حال الرجاء لم يعد يعجب أحدا ولعل العديد من «الميساجات» التي رفعتها جماهير الفريق خلال المباراة التأبينية للمرحول الزروالي إشارة قوية إلى الإفلاس الذي تعيشه القلعة الخضراء على مستوى التسيير، والذي أصبح من أي وقت مضى العمل على تغيير العقليات داخل النادي، وإلا لوقعت الكارثة....