الأكيد أن إسناد تنظيم كأس العالم للأندية في نسختي 2013 و2014 سيكون بمثابة اختبار حقيقي لقدرة المغرب على استضافة تظاهرات كبرى، فمن منح المغرب شرف تنظيم كأس إفريقيا للأمم 2015 مرورا بتنظيم الأدوار الإقصائية المؤهلة إلى دورة الألعاب الأولمبية بلندن 2012 بعد اعتذار الاتحاد المصري لكرة القدم.. ها هو المغرب يحظى بعد طول انتظار بشرف تنظيم المسابقة القارية للأندية!؟ أبطال القارات الخمسة سيضربون في 2013 و2014 موعدا بالمغرب، فمن يدري فقد تسنح الفرصة للمغاربة لمتابعة أحد قطبي الكرة الإسبانية ريال مدريد أو برشلونة بملعب طنجة أو مراكش أو فريق آخر من كبار القارة العجوز!!؟ إن منح الاتحاد الدولي لكرة القدم المغرب تنظيم مونديال الأندية يأتي في وقت بدأت وتيرة أشغال الأوراش الرياضية بالبلاد تتسارع، فبعد افتتاح ملعبي طنجة ومراكش، بات الدور قريبا على أكادير في الطريق إلى تشييد تحفة رياضية بالدار البيضاء. ولهذا فإن الوزارة الوصية بمعية الحكومة تعمل من جانبها على الاهتمام بالرياضة وتشجيع تنظيم التظاهرات الرياضية، وكلنا نعلم أن المغرب قد نجح في هذا الاختبار عندما قرر الاتحاد الفرنسي لكرة القدم ورابطة الأندية الفرنسية تنظيم نهائي كأس الأبطال بطنجة يوليوز الماضي، هذا يعني أن المغرب تجاوز مرحلة الفراغ التي جعلته يفشل في كل مرة يعدو وراء شرف استضافة تظاهرة كبرى. وللتذكير فالمغرب لم يستضف أي بطولة إفريقية لكرة القدم منذ ثمانينات القرن الماضي، دون أن ننسى فشله في تحقيق حلمه الأكبر بتنظيم بطولة كأس العالم في أربع مناسبات، حينها اصطدم المغرب بتعنت مبهم من الاتحاد الدولي لكرة القدم، حان الوقت لإزالته في الدورات السابقة، فمن يدري فقد تسند (الفيفا) للمغرب حق تنظيم المونديال في 2026!!! آنذاك سنكون بالفعل جاهزين لتنظيم عرس كروي كوني إذا ما استمر مسؤولو الرياضة ببلادنا في سياستهم التنموية، وبلغنا السن النضج لاحتضان المونديال. وبخصوص نجاح المغرب في استضافة نسختي 2013 و2014، فإن الأمر لا يتعلق فقط بانسحاب الدول الثلاثة (جنوب إفريقيا، إيرانوالإمارات) والتي كانت تعتزم الترشح لتنظيم الكأس العالمية المخصصة للأندية، ولو أننا لا ننكر أن (الفيفا) لم تكن لتسمح لإيران -وهي دولة من المغضوب عليهم- بتنظيم البطولة لأسباب سياسية، أما جنوب إفريقيا فقد أصبحت ورقة محروقة لاتحاد الكرة وبالتالي فإن منحها تظاهرة جديدة بعد كأس القارات 2009 وكأس العالم 2010 وكأس أمم إفريقيا 2017 سيثقل كاهلها وسيزيد من الشكوك حول طبيعة العلاقة التي تجمع (الفيفا) بأحفاد مانديلا، أما الإمارات فإن ابتعادها عن التنافس على تنظيم البطولة مرده إلى أن الدولة العربية سبق لها أن نظمت نسختي 2009 و2010، بقدر ما أن الاتحاد الدولي لا يريد أن تصبح البطولة حكرا على بلد معين، ولذلك اختار إسناد تنظيم الحدث الكروي لدول أخرى، حسب الإمكانات المطلوبة وهو ما حصل مع الملف المغربي الذي قيل إنه يستجيب لمعايير (الفيفا). البعض يرى أن قرار (الفيفا) بإسناد تنظيم كأس العالم للأندية إليه، يخفي في طياته نوعا من المحاباة للمغرب الذي ما فتئ يتقرب من هيئة الأمم الكروية من أجل تنظيم مونديال المنتخبات لكن من دون جدوى، مع العلم أن المغرب فاز بهذا الحق، ليس لأن الاتحاد الدولي أراد ذلك كما قد يظن البعض، بل لأن التظاهرة أسندت إليه بشكل أتوماتيكي نظرا لكونه الدولة الوحيدة التي ترشحت لتنظيم دورتي 2013 و2014، لكن هل هذا يدعونا إلى التشكيك في قدرات البلاد على تنظيم كأس العالم للأندية؟ صحيح أن هذه المسابقة ورغم أهميتها وصيتها لا ترقى إلى مستوى كأس العالم للمنتخبات، لكنها ستكون فرصة للمغرب من أجل اختبار هياكله التنظيمية دون وقوع أي آثار سلبية.. فأكيد أن حضور بطل أوروبا وأمريكا اللاتينية وحده كفيل بإسالة لعاب المغاربة لخطف تذكرة لمشاهدة إحدى لقاءات المسابقة. إذن فهي فرصة للمغاربة لكي يعاينوا عن قرب أندية لم يسبق لهم رؤيتها سوى في شاشات التلفاز. بالفعل هرمنا لنحظى برضا (الفيفا)، هرمنا ليمنحنا الاتحاد الدولي شرف تظاهرة كروية عالمية. وفي انتظار أن يتم الإعلان عن الخير بشكل رسمي في النسخة المقامة باليابان نهاية السنة، يبدو أن سنهرم أكثر لنحظى بفرصة ثانية لتنظيم المونديال الكروي الذي سيبقى شوكة في حلقة المغرب، في حديث سابق لأوانه.. فالمطلوب مستقبلا حضور الأسود لا تنظيم المونديال!!؟