احتضنت مدينة إشبيلية (الأندلس-جنوبإسبانيا) أشغال ملتقى اقتصادي حول فرص الأعمال بين الأندلس والمغرب. وشارك في هذا الملتقى، المنظم بمبادرة من مؤسسة الثقافات الثلاث بحوض البحر الأبيض المتوسط والوزارة المكلفة بالجالية المغربية المقيمة بالخارج، عدد من المسؤولين ورجال الأعمال بجهة الأندلس والمغرب. وأكد المستشار الاقتصادي بسفارة المغرب بإسبانيا شريف الشرقاوي خلال الجلسة الافتتاحية لهذا الملتقى أن من شأن هذا اللقاء إرساء علاقات اقتصادية جديدة بين المغرب وإسبانيا والتغلب على جميع أشكال الأفكار المسبقة في أفق تمتين العلاقات الثنائية في مختلف المجالات الاقتصادية والثقافية والسياسية. وأبرز الدبلوماسي المغربي مختلف الإشارات القوية التي أطلقها المغرب في مجال ترسيخ الديمقراطية وتعزيز دولة الحق والقانون والتنمية الاجتماعية وتحديث الاقتصاد الوطني مشيرا إلى أن المغرب يشكل نموذجا في العالم الإفريقي والعربي في مجال الانفتاح والتسامح والاستقرار السياسي. وقد تميزت الجلسة الافتتاحية لهذا الملتقى الذي اختتمت أشغاله أول أمس الأربعاء بحضور المسؤولة عن العمل الخارجي بالحكومة المستقلة للأندلس إيلبيرا خيرونس والقنصل العام المساعد للمملكة بإشبيلية أحمد موسى ومسوؤلين بوكالة تنمية الأقاليم الشرقية للمملكة والصندوق المركزي للضمان. وحسب مؤسسة الثقافات الثلاث التي يوجد مقرها باشبيلية فإن هذا الملتقى الذي نظم يومي 18 و19 أكتوبر الجاري يشكل فرصة من أجل إبراز «الوضعية الاقتصادية والتجارية في كل من إسبانيا والمغرب وتحليل فرص الاستثمار والأعمال في كلا البلدين». وجاء في بلاغ للمؤسسة، أن هذا الملتقى الذي تميز بمشاركة العديد من الخبراء الاقتصاديين الإسبان والمغاربة، شكل فرصة من أجل تقديم معلومات بشأن التدابير القانونية للاستقرار في المغرب فضلا عن القطاعات الإستراتيجية بالنسبة للاستثمارات الأجنبية وخصوصا في قطاعات السياحة المستديمة والطاقات المتجددة. واندرج تنظيم هذا الملتقى الاقتصادي في إطار سلسلة من الأنشطة الثقافية تنظم حاليا بجهة الأندلس بمبادرة من مؤسسة الثقافات الثلاث والوزارة المكلفة بالجالية المغربية المقيمة في الخارج. وتضمن هذا البرنامج الثقافي، الذي انطلقت فعالياته خلال شهر ماي الماضي ليمتد على مدار السنة بالعديد من المدن الأندلسية تنظيم العديد من الأنشطة من ندوات وحفلات موسيقية ومحاضرات وأنشطة رياضية ومعارض. ويتوخى هذا البرنامج الثقافي المنظم تحت شعار «المغرب في الأندلس» من جهة تمكين المغاربة المقيمين في الأندلس من الحفاظ على الاتصال مع جذورهم ومن جهة أخرى إتاحة الفرصة للجمهور الاسباني للتعرف أفضل على المملكة المغربية وحضارتها وثقافتها. يذكر أن مدينة إشبيلية كانت قد احتضنت السنة الماضية سلسلة من الأنشطة الثقافية بهدف تعزيز التقارب بين المجتمعين المغربي والإسباني وتقريب «الجمهور من الحياة الاجتماعية والثقافية والفكرية في المغرب». وتعتبر مؤسسة الثقافات الثلاث التي تأسست سنة 1998 في إشبيلية منتدى تم إحداثه على أساس مبادئ السلام والتسامح والحوار ويتمثل هدفه الرئيسي في تعزيز التواصل بين شعوب وثقافات البحر الأبيض المتوسط. كما تعد مؤسسة الثقافات الثلاث التي أحدثت بمبادرة من الحكومة المغربية والحكومة المستقلة للأندلس إحدى الهيئات الأكثر نشاطا في الفضاء الأورومتوسطي.