تل أبيب وحماس تنجزان صفقة التبادل وشاليط يصل إسرائيل وصلت الدفعة الأولى من الأسرى الفلسطينيين إلى قطاع غزة عبر معبر رفح الحدودي مع مصر بعد إطلاق سراحهم من السجون الإسرائيلية. وذكر مراسل لوكالة فرانس برس أن حافلات عدة تقل الأسرى تتقدمهم سيارة تابعة للجنة الدولية للصليب الأحمر وكذلك سيارات تقل مقاتلين من كتائب القسام، دخلت من الأراضي المصرية إلى الجانب الفلسطيني من المعبر . وفيما بدا التعب والاعياء على العديد من الأسرى المفرج عنهم، استقبلهم ذووهم بالهتافات ونثر الورود في ساحة الاستقبال في الجانب الفلسطيني من المعبر. ونزل عدد من الأسرى من الحافلات لمصافحة أقاربهم ومعانقتهم. وصافح إسماعيل هنية رئيس الحكومة المقالة الأسرى وفي مقدمهم يحيى السنوار القيادي في حماس لدى نزوله من الحافلة التي تقله. الجيش الإسرائيلي: جلعاد شاليط عادإلى إسرائيل وأعلن الجيش الإسرائيلي الثلاثاء أن الجندي جلعاد شاليط عاد إلى إسرائيل بعد احتجازه لأكثر من خمس سنوات في قطاع غزة. وقال البريغادير جنرال يواف مردخاي المتحدث باسم الجيش «جلعاد شاليط عاد إلى وطنه»، في مؤتمر صحفي عقده في معبر كرم أبو سالم الحدودي ونقل مباشرة عبر التلفزيونات والإذاعات الإسرائيلية. وأضاف «في هذه اللحظة يدخل شاليط الأراضي الإسرائيلية». وأكمل «عاد جلعاد شاليط إلى بلده وعائلته». وأشار مردخاي إلى أن «شاليط سيؤخذ الآن إلى قاعدة اميتاي القريبة حيث سيخضع لفحوصات طبية أولية ويجري محادثة تلفونية مع عائلته». وقبل وقت قصير من الإعلان بث التلفزيون المصري الصور الأولى لشاليط وهو يخرج من سيارة ويرافقه مسؤولون من حركة حماس ومصريون. واسر شاليط على تخوم قطاع غزة قبل أكثر من خمس سنوات وأطلق سراحه بعد توقيع اتفاقية تبادل اسري تنص على مبادلته مع 1027 أسيرا فلسطيني. وهذه المرة الأولى منذ 26 عاما التي يعود فيها جندي إسرائيلي أسير حيا إلى الدولة العبرية. شاليط: آمل أن تسهم هذه الصفقة في تحقيق السلام مع الفلسطينيين وأكد الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط في مقابلة مع التلفزيون المصري فور إطلاق سراحه انه يأمل في أن تسهم صفقة تبادل الأسرى في «تحقيق السلام بين إسرائيل والفلسطينيين». وردا على سؤال حول ما إذا كانت تجربته في الأسر ستدفعه إلى المطالبة بإطلاق سراح كل الأسرى الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية، قال شاليط «سأسعد كثيرا إذا تم تحريرهم جميعا ليتمكنوا من العودة إلى أسرهم وعائلاتهم وأراضيهم». وقال شاليط «اشعر إنني في صحة جيدة». لكن أنفاسه بدت قصيرة أثناء الحديث وان لم يتضح أن كان ذلك بسبب مشكلة صحية ام بسبب الانفعال الشديد. وأوضح شاليط انه علم بنبأ إتمام صفقة إطلاق سراحه «قبل أسبوع»، مضيفا «شعرت أنها الفرصة الأخيرة لتحريري». وفي وقت سابق وصل جلعاد شاليط إلى مصر وأظهرت الصور التلفزيونية شاليط وهو يمشي مرتديا ملابس مدنية ومحاطا برجال من كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، من بينهم قائد هذه الكتائب احمد الجعبري. وأعلن مصدر عسكري إسرائيلي انه تم الإفراج عن شاليط موضحا انه «تم نقله إلى مصر على يد حماس وقام كولونيل إسرائيلي بالكشف على وضعه الصحي وبعدها نقل إلى إسرائيل». ويقضي الاتفاق المبرم بين إسرائيل وحماس التي تسيطر على قطاع غزة، بإطلاق سراح 1027 أسيرا فلسطينيا مقابل الإفراج عن جلعاد شاليط. ويتم إطلاق سراح دفعة أولى من 477 أسيرا الثلاثاء على إن يطلق سراح مجموعة ثانية من الأسرى بعد شهرين. وبحسب الاتفاق، فان الحافلات التي وصلت إلى مصر تقل قرابة 150 أسيرا فلسطينيا من بينهم أربعين سينقلون في وقت لاحق من القاهرة إلى تركيا وقطر وسوريا حيث سيقيمون. وكانت قافلة تحمل 133 أسيرا فلسطينيا آخر غادرت سجنين إسرائيليين صباح الثلاثاء في طريقها إلى حاجز بيتونيا بالقرب من رام الله حيث سيتم إطلاق سراحهم. وفي غزة قال مصدر قريب من كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس انه تم نقل شاليط بطريقة سرية ومعقدة إلى مكان ما في مصر وابلغ الإخوة المصريون رسميا به وجرى تسلمه في حوالي الساعة 8,15 صباحا». ومن المقرر نقل شاليط (25 عاما) لاحقا إلى قاعدة تل نوف الجوية جنوب إسرائيل حيث يستقبله مسؤولون إسرائيليون بينهم رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو قبل أن يلتقي والديه. وأوضح عزت الرشق عضو المكتب السياسي لحماس انه توجه إلى رفح على الحدود المصرية مع نائب رئيس المكتب السياسي لحماس موسى أبو مرزوق والشيخ صالح العار وري احد قادة الحركة في الضفة الغربية لاستقبال الأسرى المفرج عنهم. كما أعلن الرشق أن 15 من الأسرى المفرج عنهم سيتوجهون من القاهرة مساء الثلاثاء على متن طائرة قطرية إلى الدوحة و 15 آخرون على متن طائرة سورية إلى دمشق و10 على متن طائرة تركية إلى أنقرة. ونص اتفاق التبادل بين إسرائيل وحماس على أن يتم إبعاد هؤلاء الأسرى خارج الأراضي الفلسطينية. واشرف ممثلون عن القنصلية المصرية في إسرائيل على عملية انطلاق القوافل للتأكد من هوية السجناء الذين المفرج عنهم في إطار الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين إسرائيل وحماس بوساطة مصرية. ومن الجانب المصري للحدود مع قطاع غزة، انتشر عناصر امن مصريون صباح الثلاثاء عند معبر رفح حيث تنتظر عائلات وصول الأسرى الفلسطينيين، على ما أعلن التلفزيون المصري. وفي غزة أعدت حركة حماس استقبال حافلا «للأبطال» الخارجين من السجون الإسرائيلية وأعلنت يوم عطلة. ودعت المساجد عبر مكبرات الأصوات طوال المساء السكان إلى المشاركة في الاحتفالات الرسمية ب»انتصار المقاومة» في ساحة الكتيبة بغزة حيث نصبت منصة وصفت ألاف الكراسي لاستقبال المعتقلين المفرج عنهم. وسيسمح ل131 فقط من أسرى الضفة الغربية ال241 المفرج عنهم بالعودة إلى منازلهم، على أن تفرض قيود على حركة نصفهم. وسيتم ترحيل 145 أسيرا منهم إلى قطاع غزة و26 إلى الخارج. أما اسري قطاع غزة الذين المفرج عنهم فيبلغ عددهم 137 مقابل 45 من القدسالشرقية سيتم فرض قيود على إقامة ستة منهم بينما سيبعد 18 آخرون إلى قطاع غزة و13 إلى الخارج. وسيسمح لستة من عرب إسرائيل بالعودة إلى عائلاتهم فيما يسمح ل25 أسيرة بالعودة إلى منازلهن في غزة والضفة الغربيةوالقدس. أما الأسيرتان المتبقيتان وهما أحلام التميمي وآمنة منى، فستنقلان إلى الأردن وغزة حسب ما أعلنت وزارة العدل الإسرائيلية. وبموجب الاتفاق الموقع الثلاثاء الماضي، سيتم إطلاق سراح مجموعة ثانية من 550 فلسطينيا في غضون شهرين. وبإطلاقها سراح 1027 معتقلا، وافقت إسرائيل على دفع الثمن الأعلى حتى الآن لاسترجاع جندي واحد. وكانت إسرائيل أفرجت في مايو 1985 عن 1150 أسيرا فلسطينيا مقابل ثلاثة عسكريين إسرائيليين. وستكون هذه المرة الأولى منذ 26 عاما التي يسجل فيها عودة جندي إسرائيلي محتجز حيا إلى إسرائيل. وأشار استطلاع للرأي نشرت نتائجه صحيفة يديعوت احرونوت الاثنين أن الغالبية العظمى من الإسرائيليين (79 بالمائة) توافق على صفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس مقابل 14% تعارضها. كتائب القسام أعدت شريط فيديو لشاليط وقال مصدر قريب من حركة حماس أن كتائب القسام الجناح العسكري للحركة أعدت شريط فيديو يرصد مراحل الإفراج عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط. وأوضح المصدر لفرانس برس أن الشريط «جرى تصويره من قبل كتائب القسام ويشمل خصوصا صور فيديو لشاليط أثناء استعداده للانتقال من غزة إلى مصر». وأشار إلى أن «شريط الفيديو هذا سيبث على قنوات تلفزيونية مصرية وفلسطينية» دون المزيد من التفاصيل. تركيا تؤكد أنها ستستقبل أسرى فلسطينيين أفرج عنهم وأكدت وزارة الخارجية التركية الثلاثاء أن تركيا ستستقبل عدة أسرى فلسطينيين أفرج عنهم لكن ابعدوا إلى الخارج في إطار صفقة مبادلة الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط كما أفادت وكالة أنباء الأناضول. ونقلت الوكالة عن مصادر دبلوماسية رفضت الكشف عن اسمها أن السلطات التركية وافقت على طلب خطي من مسؤولين فلسطينيين بخصوص النقل الذي تعتبره أنقرة مسالة إنسانية. ولم توضح الوكالة عدد الأسرى الذين ستستقبلهم تركيا. وأعلنت حماس الاثنين أن أربعين أسيرا سينقلون إلى تركيا وقطر وسوريا. وبحسب محطة ان.تي.في فان عشرة اسري سينقلون جوا إلى اسطنبول من القاهرة. هنية يشارك في استقبال الأسرى عند معبر رفح وكان إسماعيل هنية رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة وصل صباح الثلاثاء إلى معبر رفح الحدودي مع مصر للمشاركة في الاستقبال الرسمي والشعبي للأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم ضمن صفقة التبادل مع الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط. ووصل أيضا عدد من وزراء حكومة حماس ونواب المجلس التشريعي وقادة من كافة الفصائل الوطنية والإسلامية إضافة إلى ممثلين عن عائلات الأسرى. وكان أول الواصلين إلى المعبر عزمي فروانة والد محمد فروانة وهو من عناصر «جيش الإسلام» الذي قتل في الهجوم الذي اسر فيه الجندي جلعاد شاليط، وقد عبر عن اعتزازه بالصفقة. وقال فروانة لفرانس برس «أنا فخور بشهادة ابني في عملية الوهم المتبدد واعتبر كل الأسرى المحررين اليوم أبنائي». أم احمد الصعيدي التي سيفرج عن واحد من ابنيها المعتقلين قالت «تحرير أبنائنا الأسرى كان حلم بعيد المنال.. تسلم أيادي المقاومة». وتابعت المرأة «ابني عوض الصعيدي لم تشمله الصفقة ولكن بالرغم من ذلك أنا سعيدة وواثقة انه سيأتي يوم قريب وسيخرج عوض وكل الأسرى». أما إيمان أبو حسنة 32 عاما وهي شقيقة إياد أبو حسنة الذي أمضى 23 عاما من عقوبته البالغة 30 عام لاتهامه بالانتماء لكتائب القسام والمشاركة في هجمات ضد اسرائيلين، فقالت «نشكر حماس والمقاومة التي أدخلت الفرحة إلى قلوبنا». وتجمع ألاف الفلسطينيين خارج المعبر للترحيب بالأسرى. وذكر مصور لفرانس برس أن آلاف الفلسطينيين اصطفوا أيضا على جانبي طريق صلاح الدين الرئيسي الذي تسلكه قافلة الأسرى لدى توجهها إلى غزة. فريق امني مصري عند معبر رفح وأعلن التلفزيون المصري أن فريقا امنيا مصريا متواجد منذ صباح الثلاثاء عند معبر رفح الحدودي حيث تنتظر عائلات أسرى فلسطينيين سيتم تحريرهم في إطار صفقة إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط. وقال التلفزيون إن «فريقا امنيا مصريا وصل إلى منطقة كبار الزوار في معبر رفح». ولم يؤكد التلفزيون ما إذا كان رئيس جهاز الاستخبارات المصري مراد موافي ضمن هذا الفريق أم لا. ويتواجد كذلك عند معبر رفح فريق من الصليب الأحمر الدولي.