قطاع الصيد البحري يوفر إمكانيات كبيرة لتطوير الإقليم يشكل قطاع الصيد البحري بطانطان دعامة أساسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية بالإقليم وبجهة كلميم - السمارة، وذلك بالنظر للإمكانيات الهائلة من الثروات السمكية التي يوفرها ساحل المنطقة. ويحتل ميناء طانطان، الذي يعتبر من أهم الموانئ المغربية ويمتد على مساحة تناهز 78,5 هكتارا، المرتبة الثانية على الصعيد الوطني من حيث الكميات المفرغة من طرف مراكب الصيد الساحلي والتقليدي وقيمة المفرغات من الصيد بأعالي البحار، فضلا عن كونه الأول على صعيد الأقاليم الجنوبية من حيث الصيانة وإصلاح السفن. موارد بحرية مهمة بالميناء ويعرف ميناء طانطان نشاطا اقتصاديا مهما، إذ سجلت الكميات الإجمالية من الموارد البحرية المفرغة من طرف مختلف مراكب الصيد البحري خلال سنة 2010، حوالي 201 ألف طن بقيمة تناهز 941 مليون درهم. وتفيد معطيات للمندوبية الجهوية للصيد البحري بطانطان، أن إنتاج مراكب الصيد الساحلي والتقليدي التي شغلت حوالي 13 ألف و147 بحارا خلال السنة ذاتها، سجل ما يناهز 181 ألف طن بقيمة 459 مليون درهم، حيث تمثل الأسماك السطحية نسبة 95 في المائة منها بكمية 171 ألف طن وقيمة تناهز 252 مليون درهم. هذا النوع من الأسماك وجهت نسبة 61 في المائة منها لمعامل إنتاج دقيق السمك بالمدينة و30 في المائة لمعامل التصبير و9 في المائة للاستهلاك المحلي. أما أسطول الصيد في أعالي البحار الذي شغل 1242 بحارا، فقد بلغت منتجاته، المتمثلة أساسا في الرخويات والسمك الأبيض، خلال السنة الماضية، ما يناهز 16 ألف و871 طنا بقيمة 482 مليون درهم، مسجلة بذلك ارتفاعا طفيفا من حيث الكمية بنسبة 5 في المائة مقارنة مع سنة 2009. تجهيزات مينائية ووحدات صناعية لتثمين المنتجات البحرية ويتوفر ميناء طانطان على تجهيزات مختلفة منها على الخصوص، سوق السمك الذي تبلغ مساحته 3500 مترا مربعا، ومركز انتقاء السمك الصناعي، ومخازن للتبريد مساحتها 8500 متر مربع، وأربع مصانع للثلج بقدرة إنتاجية تصل إلى 600 طن يوميا، بالإضافة إلى عدة أوراش اثنان منها لبناء وإصلاح السفن. وتتمركز بالمدينة 23 وحدة صناعية تعمل في مجال تصنيع ومعالجة منتجات الصيد البحري وتشغل ما يناهز 1376 شخصا، ويشكل في هذا الصدد إنتاج دقيق وزيت السمك أهم نشاط في المنطقة حيث ناهزت الكمية التي تم تحويلها خلال السنة الماضية 111 ألف طنا بقيمة 101 مليون درهم. ومن بين المشاريع الاستثمارية المهمة التي يعرفها قطاع الصيد البحري بالإقليم، بناء وحدة صناعية جديدة في التصبير وسوق السمك من الجيل الجديد بميناء طانطان، وهما مشروعان يوجدان في طور التجهيز والبناء. وفي هذا السياق، أكد المندوب الجهوي للصيد البحري بطانطان، السيد محمد بوجكنة، أن مشروع الوحدة الصناعية في التصبير سيكون لها وقع جد إيجابي على سوق العمل بالمدينة من خلال خلق أكثر من 600 منصب شغل جديد، في حين أن مشروع سوق السمك الجديد سينعكس إيجابيا على الحركة الاقتصادية بالميناء من خلال الرفع من مردودية القطاع وجودة المنتوج وتحسين عملية التسويق. التكوين المستمر للرفع من قدرات رجال البحر وفي إطار الرفع من القدرات المهنية لرجال البحر، تعمل مديرية معهد تكنولوجيا الصيد البحري بطانطان على إعداد برامج تكوينية يستفيد منها العاملون في القطاع والمسجلين بالمندوبية والذين وصل عددهم السنة الماضية إلى 529 بحارا. وفي هذا الإطار، استفاد 739 طالب وخريج معهد تكنولوجيا الصيد البحري، خلال السنة الماضية، من التكوين البحري حيث تم تشغيل 65 من خريجي المعهد و275 من المستفيدين من التكوين بالتدرج. وخلال السنة ذاتها، استفاد 2421 بحارا من الإرشاد البحري، و44 بحارا من محو الأمية الوظيفية، بينما استفاد 130 بحارا من الذين يشغلون مناصب القيادة بأعالي البحار من شواهد الإنقاذ والإبقاء على قيد الحياة وإطفاء الحرائق وكذا من شواهد الإغاثة والإسعافات الأولية.