شهدت كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالجديدة يوم الخميس 11ماي 2023، تنظيم ندوة وطنية حول موضوع الصحراء المغربية وتعزيز آليات الدفاع عن القضية الوطنية، بمشاركة خبراء وأساتذة جامعيين وباحثين من مختلف جهات المملكة؛ العيون الساقية الحمراء، كلميم واد نون مراكش أسفي، الدارالبيضاء-سطاتوطنجة-تطوانالحسيمة. وتعد هذه الندوة الوطنية التي نظمها مختبر البحث في علوم اللغة والخطاب والدراسات الثقافية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية- جامعة شعيب الدكالي الجديدة، بشراكة مع كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية-جامعة شعيب الدكالي، ومركز القاضي عياض للعلوم الإنسانية والدراسات القانونية، بالإضافة إلى مركز عيون ثقافية للدراسات والأبحاث والنشر بكلية الآداب بالجديدة، ثم الهيئة المغربية للدفاع عن الوحدة الترابية والحكم الذاتي وحقوق الإنسان ذات التوجه الملكي والطابع الدولي، انفتاحا للجامعة على قضية تحظى باهتمام كل المغاربة وحرصت الجهات المنظمة على أن تكون ندوة متميزة من حيث المداخل والآليات المعززة للدفاع عن الوحدة الترابية، كما تنوعت وتعددت زوايا النظر في الدفاع عن قضية الصحراء المغربية؛ فجمعت بين التاريخ والأركيولوجيا والقانون والاقتصاد والأدب والفن… ونوه رئيس جامعة شعيب الدكالي بالجديدة؛ الدكتور يحي بوغالب بأهمية هذه الندوة وانخراط الجامعة في دفاعها عن القضية الوطنية الأولى، وحذا حذوه عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالجديدة الدكتور محمد يعو، ثم تلتهما كلمة مدير مختبر البحث في علوم اللغة والخطاب والدراسات الثقافية؛ عز العرب إدريسي أزمي الذي أشاد بالدور الجبار والمتميز للمجتمع المدني في دفاعه عن القضية الوطنية، ووقف على الانخراط الكبير والفعال للشباب والمثقفين الذين طرقوا باب منصات التواصل الاجتماعي لضمان انتشار أوسع للملف الوطني. وأكدت الدكتورة وردة البرطيع؛ رئيسة مركز القاضي عياض للعلوم الإنسانية والدراسات القانونية، على العناية السامية التي يوليها جلالة الملك محمد السادس لهذه القضية المحورية والتي أثمرت عن فتوحات دبلوماسية ومكاسب اقتصادية وسياسية واجتماعية عديدة. وقدم الدكتور عبد العزيز بنار، بصفته رئيس مركز عيون ثقافية للدراسات والأبحاث والنشر ورئيس المكتب الجهوي للهيئة المغربية للدفاع عن الوحدة الترابية والحكم الذاتي وحقوق الإنسان ذات الطابع الدولي والتوجه الملكي. وأدارت الجلسة الافتتاحية الدكتورة نعيمة الواجيدي. وناقش الخبراء والأكاديميون قضية الصحراء المغربية وقاربوا آليات الدفاع عنها من خلال جلستين علميتين، ترأست الجلسة الأولى الدكتورة وردة البرطيع، أستاذة بجامعة القاضي عياض، قدم خلالها الأستاذ العمراني توفيق ورقة علمية نيابة عن مدير الأكاديمية الجهوية لمهن التربية والتكوين بجهة الدار البيضاء–سطات، استهلها بالتأكيد على موقف جلالة الملك محمد السادس، الداعم لسيادة المغرب على أراضيه مركزا على دور المدرسة والجامعة في التربية والتثقيف وكذا التوعية والتحسيس بأهمية القضية. بينما رصدت الدكتورة متوهة بوليها، عضو المركز الجهوي لحماية وتثمين الآثار جهة العيون الساقية الحمراء والباحثة في الثقافة الحسانية، المظاهر الثقافية المشتركة بين شمال المغرب وجنوبه والتي تدل على روابط قوية تجمع مكونات المجتمع المغربي. وعرّف الدكتور محمد بنطلحة الدكالي، رئيس المركز الوطني للدراسات والأبحاث حول الصحراء وأستاذ العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض، بدور المركز الوطني للدراسات والأبحاث حول الصحراء في الترافع عن القضية الوطنية، إذ اعتبر الترافع فنا لا يمكن أن يتم إلا بالتسلح بالمعرفة والحجج، وأن مهمة الأساتذة المختصين داخل المركز هي مواجهة العدو بأسلحة علمية. وقد أتت الجلسة الثانية التي سيرها تسييرا محكما الدكتور عبد العزيز بنار، لترصد آليات الدفاع عن القضية الوطنية من منظور تاريخي، وقانوني واقتصادي، تناول عبد الرزاق البياز، أستاذ بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية- جامعة شعيب الدكالي، قضية الحكم الذاتي بوفصها الحل الأنجع لفظ النزاع المفتعل حول مغربية الصحراء. بينما أكد الدكتور زهير الزنان، عضو منتدى الصحراء للحوار و الثقافات فرع جهة طنجةتطوانالحسيمة وأستاذ باحث بجامعة محمد الخامس بالرباط- كلية الحقوق أكدال، على أهم المداخل التي من شأنها أن تغني وتجود الترافع المدني حول قضية الصحراء المغربية. وتقدم البشير البنوحي، الذي يشغل منصب أستاذ بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين-جهة كلميم واد نون، بالأدلة و الشواهد التي تثبت أن القبائل الصحراوية تربطها علاقة قوية وبيعة شرعية بالدولة المغربية، مركزا على حقبة زمنية محددة وهي القرن التاسع عشر. ووقفت الباحثة عيدة أكدر، باحثة بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية السويسي بالرباط، ورئيسة منتدى الصحراء للحوار والثقافات، على الدور الطلائعي للمجتمع المدني في الترافع عن قضية الصحراء المغربية. أما الدكتور رشيد لبكر، مدير مركز مازكان للدراسات و الأبحاث التاريخية و أستاذ بكلية العلوم الاقتصادية والاجتماعية والسياسية-جامعة شعيب الدكالي بالجديدة، فاعتبر قضية الصحراء أولوية وطنية وتعبئة شاملة لمختلف القوى الفاعلة من أحزاب سياسية و نقابات وجمعيات والتي من شأنها أن تخدم المصالح الاقتصادية، واستلهم تصوره من النظرية الاقتصادية الحديثة في بسطه لمسألة الدبلوماسية الموازية في الدفاع عن القضية الوطنية. اختتمت الجلسة بمسك التكريم للمندوب السامي لقدماء المحاربين وجيش التحرير؛ الدكتور مصطفى الكثيري وتم توزيع الشواهد على المشاركين في هذا الجمع الوطني. تعتبر هذه الندوة ترافعا علميا قويا بالحضور المكثف و النوعي، وبالتغطية الإعلامية للصحافة الوطنية ممثلة في القناة الأولى والثانية، بالإضافة إلى قنوات جهوية ومحلية. ونوه الحضور بجهود اللجنة العلمية والتنظيمية التي سهرت على إنجاح هذه الندوة الوطنية التي نسقها د. عز العرب إدريسي أزمي، د. عبد العزيز بنار، دة وردة البرطيع، دة زهور كرام. تقرير: فدوى شهاب طالبة باحثة بجامعة شعيب الدكالي