خلف القرار الملكي بإعلان رأس السنة الأمازيغية عطلة وطنية مؤدى عنها، على غرار العطل الرسمية الأخرى، ارتياحا واسعا لدى الفعاليات السياسية والمدنية، خاصة الفعاليات الأمازيغية، إذ تم استقباله بكثير من الإشادة، واعتباره مقدمة للمزيد من المضي في تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية. نبيل بنعبدالله : خطوة ملكية سامية هامة وتكتسي دلالات رمزية عميقة إقرار رأس السنة الأمازيغية عطلة رسمية مؤدى عنها هو خطوة ملكية سامية هامة، وتكتسي دلالاتٍ رمزية عميقة.. فهذه المبادرة الملكية الكريمة تبعث على الاعتزاز والسرور بالنسبة للمغاربة، على اعتبار أنها تعبير دال على تجاوب جلالة الملك مع أحد انتظارات الفعاليات المجتمعية المدافعة عن الأمازيغية، ومنها حزب التقدم والاشتراكية. الشعب المغربي، اليوم، يفتخر بهذه الإشارة الملكية القوية التي تُجسد التساوي الدستوري بين العربية والأمازيغية، وتفتح أفقا رحبا للارتقاء بمكانة المكون الأمازيغي ضمن الهوية المغربية الأصيلة ذات الروافد الغنية والمتنوعة، وفي جميع مناحي الحياة. محمد أوزين: المبادرات الملكية تتجاوب مع تطلعات وانتظارات الشعب المغربي اعتبر محمد أوزين الأمين العام للحركة الشعبية القرار الملكي بإقرار فاتح السنة الأمازيغية يوم عطلة رسمية مؤدى عنها، امتدادا لكل المبادرات الملكية السامية المتجاوبة مع تطلعات وانتظارات الشعب المغربي المعتز بهويته الوطنية بكل مكوناتها الأساسية وروافدها اللغوية والثقافية، وذلك ابتداء من خطاب أجدير ليوم 17 أكتوبر 2001، وما تلاه من مبادرات ملكية سامية أسست للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية والإدماج التدريجي للأمازيغية في منظومة التربية والتعليم، وصولا إلى التنصيص على اللغة الأمازيغية كلغة رسمية في الوثيقة الدستورية لفاتح يوليوز 2011 . وأكد أوزين الذي وقع بلاغا صادرا عن حزب الحركة الشعبية على جانب التجاوب مع روح ومقاصد الإرادة الملكية المتبصرة من خلال التنفيذ والتنزيل الحقيقيين للقانون التنظيمي المتعلق بتحديد مراحل تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية وكيفيات إدماجها في كل مجالات الحياة؛ داعيا إلى اعتماد سياسات عمومية مبنية على العدالة المجالية ومنسجمة مع إيلاء اللغة والهوية الأمازيغية مكانتها اللائقة بها كمكون أساسي في الهوية الوطنية بوحدتها المتنوعة، وكدعامة رئيسية في مسار إنجاح النموذج التنموي الجديد وإرساء أسس متينة للتنمية البشرية والمجالية الحقة. عبد اللطيف أعمو: القرار الملكي يكشف توفر المغرب على ذخيرة كبيرة من التراث اللامادي اعتبر عبد اللطيف أعمو، عضو مجلس الرئاسة بحزب التقدم والاشتراكية، تفضل جلالة الملك محمد السادس، بإقرار رأس السنة الأمازيغية، عطلة وطنية رسمية مؤدى عنها، على غرار فاتح محرم من السنة الهجرية ورأس السنة الميلادية، مؤشرا إيجابيا في مسار إعادة تقوية لحمة المجتمع المغربي. وقال عبد اللطيف أعمو في تصريح لجريدة بيان اليوم، إن هذه الخطوة هي بحث عن الذات لتطوير بناء البلاد وتثمين التراث بجميع تعقيداته. وشدد على أن إقرار السنة الأمازيغية، من الرموز المهمة والتي لها دلالة كبيرة وقوية جدا، تدل على أن المغرب يتوفر على ذخيرة كبيرة من التراث اللامادي، التي يتعين تثمينها وتفعيلها في بناء المستقبل. وأوضح عبد اللطيف أعمو أن القضية الأمازيغية لا يمكن فصلها عن باقي القضايا، من قبيل مسألة تحرر النساء وحقوقهن ووضع المرأة في المجتمع المغربي، مبرزا أن القضية الأمازيغية هي بمثابة شجرة أركان تحافظ على الانسجام والتآزر والتعاون داخل المجتمع وتمتينه. وذكر أعمو أن الأمازيغية ليست مجرد هوية ثقافية، بل هي العمود الفقري لنهضة المغرب ولجميع مكوناته في تفاعل تام مع كيانه الجغرافي كجزء من إفريقيا بكامل مقوماته وخصوصياته باعتبار أن المغرب كان دائما مستقلا منذ قرون واجه خلالها كثير من التحديات من أجل الحفاظ على هويته واستقلاله وعقيدته. ونبه عبد اللطيف أعمو إلى ضرورة إعادة قراءة التاريخ واستحضار المحطات البراقة، خصوصا وأنه هناك محطات كثيرة وصفها ب"الملوثة" خصوصا في مرحلة الاستعمار، على اعتبار أن الويلات التي نعيشها الآن ضمن باقي مكونات العالم التي في طريق النمو ترجع إلى ما وقع في الحقبة الاستعمارية، وعدم الاستفادة من تجربة الأندلس، وتراجع الحضارة العربية الإسلامية. وأتى أعمو على ذكر الوضع الذي عليه السودان اليوم، متأسفا إلى ما يحصل من حروب وانشقاقات واصطدامات داخلية ليست لها أي مبرر إلا خلل في النفوس والعقول، ومن ثم يعتبر إقرار رأس السنة الأمازيغية عطلة وطنية، إشارة من جلالة الملك محمد السادس على حرصه على تقوية البنية الهوياتية للبلاد، وتأهيلها لمواجهة تحديات المستقبل بسلاح قيم السلم والعدالة والتقدم. رشيد حموني: هنيئا لنا جميعا كمغاربة قرار سامي، مقدام وحكيم، اتخذه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، حفظه الله، بإقرار رأس السنة الأمازيغية، عطلة وطنية رسمية مؤدى عنها. يعبر هذا القرار، الذي أدخل الفرحة والسرور على قلوب كافة المغاربة، عن التشبث العميق والمعهود لجلالة الملك بروح الدستور، وعن إنصاتِهِ وتجاوبه الرائع مع نبض المجتمع، وعن العناية الملكية الكريمة بالمكون الأمازيغي في هويتنا الوطنية متعددة الروافد. محمد صلو: قرار حكيم جدا أكد الباحث والفاعل الأمازيغي محمد صلو أن القرار الملكي السامي القاضي بإقرار رأس السنة الأمازيغية، عطلة وطنية رسمية مؤدى عنها، على غرار فاتح محرم من السنة الهجرية ورأس السنة الميلادية، هو قرار حكيم جدا، لأنه يرسم ظاهرة ثقافية وحضارية لها عمق هوياتي وحضاري، ويؤكد على ارتباط الشعب المغربي بالتراث والثقافة وبالأرض والوطن بصفة عامة. وأضاف محمد صلو، في تصريح لبيان اليوم، أن رأس السنة الأمازيغية يحتفل به المغاربة بمختلف تلويناتهم الثقافية والحضارية، مشيرا إلى أن القرار الملكي السامي، يعطي أملا كبيرا في تحقيق ما تبقى من الاتزامات المتعلقة بالترسيم الفعلي للأمازيغية وتجاوز المشاكل التي لازالت تعانيها في مجالات كالتعليم والإعلام والمرافق العامة، بالإضافة إلى أن هذا القرار الملكي يشكل خطوة في اتجاه إخراج المجلس الوطني للغات والثقافة المغربية إلى حيز الوجود. وبحسب محمد صلو، فإن القرار الملكي السامي القاضي بإقرار السنة لأمازيغية عطلة وطنية رسمية، هو استجابة لمطلب الحركة الثقافية الأمازيغية، وهو قرار مهم جدا، يعكس العناية السامية لجلالة الملك محمد السادس التي يوليها للأمازيغية منذ توليه عرش أسلافه الميامين، وهي العناية التي تجسدت منذ خطاب العرش بأجدير سنة 2001، حيث يتضح أن الاهتمام بالأمازيغية هو اهتمام بالحضارة المغربية وبالتراث المغربي. وقال الناشط الأمازيغي محمد صلو في التصريح ذاته، «إن قرار اعتماد السنة الأمازيغية عيدا وطنيا هو اعترف بعمق التاريخ الحضاري للمغرب وبعمق الهوية المغربية، فعلى غرار الخطاب الملكي للتاسع من غشت سنة 2011 فقد ظل جلالة الملك محمد السادس، يعتبر الأمازيغية في صلب الهوية المغربية، كما أن هذا القرار الملكي السامي يعكس هذه الرؤية التي عبر عنها جلالته في جميع خطاباته التي تثار فيها المسألة الأمازيغية». أحمد أرحموش: القرار الملكي يعيد للرأسمال اللامادي للأمازيغية حيويته ونشاطه القرار الملكي جاء متجاوبا مع انتظارات الحركة الأمازيغية من أجل مغرب مكرس لعمقه الإفريقي وامتداداته المتوسطية . هذا القرار قد يعيد للرأسمال اللامادي للأمازيغية حيويته ونشاطه. قرار يأتي في ظرف يعرف فيه ملف الأمازيغية وضعا مقلقا، لضعف أحيانا وغياب أحيانا أخرى لمبادرات حكومية وحزبية ذات الصلة بتفعيل الطابع الرسمي والقانوني والميداني للأمازيغية". كما من شأن هذا المستجد أن يساهم أو قد يحسم في خفض منسوب غياب التوازن الفكري والعقلي لدى تيارات معادية ومناهضة للأمازيغية بالمغرب. معبرا عن أمله أن يكون بداية جديدة لتحمل صاحب القرار الحكومي والحزبي والتشريعي والترابي لمسؤوليته تجاه ما يهدد الأمازيغية من خطر الاندثار". أعتقد أن الإقرار الملكي لرأس السنة الأمازيغية عيدا وطنيا مؤدى عنه، هو في الوقت نفسه قرار توجيهي لصاحب القرار الحكومي والتشريعي بأن الأمازيغية بدستور 2011 ليست فقط لغة بل هوية وحضارة وتاريخ، وأتمنى أن يستوعب من يعنيه الأمر فلسفة القرار الملكي وأبعاده وما يجب فعله ليتحرك وطننا برجلين بدل رجل واحدة .. يوسف لعرج : خطوة مهمة في طريق إحقاق كافة الحقوق المرتبطة بالامازيغية ثمن يوسف لعرج رئيس الشبكة الأمازيغية من أجل المواطنة، القرار الملكي القاضي بالإقرار الرسمي لرأس السنة الأمازيغية يوم عطلة مؤدى عنها، مهنئا جميع المغاربة والمغربيات بهذا القرار التاريخي، معتبرا القرار خطوة رمزية مهمة في طريق إحقاق كافة الحقوق المرتبطة بالامازيغية لغة وثقافة وحضارة. وسبق للشبكة الأمازيغية من أجل المواطنة قد أكدت في ورقة خاصة حول ندوة نظمتها حول موضوع» حضور الأمازيغية في الأجندة الحكومية»، على الحمولة الكبيرة للدستور المغربي 2011، وقبله الخطاب الملكي بأجدير المؤرخ في 17 أكتوبر 2001، بشأن الأمازيغية هوية، لغة وثقافة، مشيرة إلى أن المثن الدستوري ساهم في تعزيز التنوع الثقافي الذي يزخر به المغرب، من خلال إعلانه في تصديره على صيانة وتلاحم وتنوع مقومات الهوية الوطنية الموحدة ، بانصهار كل مكوناتها العربية، الإسلامية والأمازيغية والصحراوية والحسانية، والغنية بروافدها الإفريقية والأندلسية والعبرية والمتوسطية، حيث يتمظهر هذا التنوع الثقافي من خلال إقرار الدستور اللغة الأمازيغية لغة رسمية إلى جانب اللغة العربية ،بالإضافة إلى صيانة الحسانية باعتبارها جزءا لايتجزأ من الهوية الثقافية المغربية الموحدة ، وكذا حماية اللهجات والتعبيرات الثقافية المستعملة في المغرب. ومضت أزطا معتبرة أن هذا التحول الدستوري يأتي نتاجا للإرادة الملكية في خطاب جلالة الملك بمناسبة وضع الطابع الشريف على الظهير المحدث والمنظم للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية بأجدير إقليمخنيفرة بتاريخ 17 أكتوبر 2001، حيث عبر من خلاله جلالته على أن الأمازيغية مكون أساسي للثقافة الوطنية وتراث ثقافي زاخر شاهد على حضورها في كل معالم التاريخ والحضارة المغربية بالإضافة إلى العناية الخاصة التي تحضى بها الأمازيغية في إطار إنجاز المشروع المجتمعي الديمقراطي الحداثي القائم على تأكيد الاعتبار للشخصية الوطنية ورموزها اللغوية والثقافية والحضارية. كما عبر جلالته في الخطاب السالف الذكر على أن النهوض بالأمازيغية مسؤولية وطنية، لأنه لا يمكن لأي ثقافة وطنية التنكر لجذورها التاريخية، كما أن عليها انطلاقا من تلك الجذور، أن تنفتح وترفض الانغلاق، من أجل تحقيق التطور الذي هو شرط بقاء وازدهار أي حضارة. محمد حنصالي: القرار تكريس دستوري للأمازيغية كلغة رسمية إلى جانب العربية قال الرئيس الوطني لرابطة التعليم الخاص بالمغرب، محمد حنصالي، إن القرارات الملكية السامية لترسيخ التعدد والتنوع الذي حبا الله به المغرب، انطلق منذ تأسيس المعهد الملكي للثقافة واللغة الأمازيغية عام 2001، مما ساعد إلى حد بعيد على رد الاعتبار لهذه اللغة عبر إعادة كتابتها، ونشر العديد من المخطوطات الأمازيغية القديمة والمرويات الشفاهية والشعر المكتوب بها. واستمر من خلال عدة إجراءات على مستوى المدرسة المغربية والإعلام، وتوج هذا المسار في يوليوز 2011، حين تمت دسترة اللغة الأمازيغية واعتبارها لغة رسمية، لتصبح بلادنا الدولة العربية الأولى التي تقوم بإقرار التعددية اللغوية بشكل رسمي. واعتبرالحنصالي القرار الملكي تجسيدا للعناية الكريمة، التي ما فتئ يوليها جلالته، للأمازيغية باعتبارها مكونا رئيسيا للهوية المغربية الأصيلة الغنية بتعدد روافدها، ورصيدا مشتركا لجميع المغاربة بدون استثناء، كما يندرج في إطار التكريس الدستوري للأمازيغية كلغة رسمية للبلاد إلى جانب اللغة العربية.