قالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إن مجلس الأمن الدولي أخل بمسؤولياته بعدم إصداره قرارا يدين قمع النظام السوري للمحتجين، ودعت كلا من روسيا والصين إلى أن تفسر للشعب السوري سبب اعتراضها بحق النقض (الفيتو) على القرار، معتبرة أن السوريين لن ينسوا ذلك. وقالت كلينتون -في مؤتمر صحفي بعاصمة جمهورية الدومينيكان التي تقوم بزيارة رسمية لها- إن بلادها ترى أن مجلس الأمن تخلى عن مسؤولياته، عندما فشل في تبني مشروع القرار الأوروبي الذي كان يتضمن تهديدا بعمل محتمل ضد الرئيس السوري بشار الأسد بسبب قمعه للاحتجاجات. وأضافت أن الدول التي اختارت استخدام الفيتو ضد مشروع القرار سيتحتم عليها أن تقدم إلى الشعب السوري تبريرها الخاص لخطوتها هذه. واستخدمت روسيا والصين -العضوان الدائمان في مجلس الأمن الدولي- الثلاثاء الفيتو، مما حال دون تبني مشروع القرار الذي قدمته الدول الغربية وينص على «إجراءات محددة الأهداف» ضد القمع الدامي للمظاهرات المناهضة لنظام الرئيس بشار الأسد. وصوتت تسع دول لصالح القرار فيما صوتت ضده روسيا والصين. أما جنوب أفريقيا والهند والبرازيل ولبنان، فقد امتنعت عن التصويت. وكانت الحكومة السورية أبدت ترحيبا باستخدام روسيا والصين حق النقض (الفيتو) لمنع مجلس الأمن من تبني مشروع قرار يدين قمع المتظاهرين المطالبين برحيل النظام، بينما أعربت القوى الغربية عن أسفها، فيما حذرت المعارضة من أن الفيتو سيشجع على مزيد من العنف. وفي هذا السياق، اعتبرت بثينة شعبان مستشارة الرئيس السوري أن الفيتو يمثل يوما تاريخيا «لأن روسيا والصين كدولتين وقفتا إلى جانب الشعوب وضد الظلم»، على حد قولها. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن شعبان قولها إن السوريين مرتاحون «لوجود قوى أخرى بالعالم تقف في وجه الهيمنة والتدخل العسكري في شؤون الدول والشعوب». في مقابل ذلك، نددت الدول الغربية -التي قدمت مشروع قرار يدعو إلى اتخاذ «تدابير محددة الأهداف» ضد دمشق- بالفيتو الروسي والصيني، وفي مقدمتها الولاياتالمتحدة وفرنسا.