استضافت مدينة طنجة يومي الاثنين والثلاثاء ندوة حول جهود المحافظة على التراث المعماري بمدينة طنجة من تسليط الضوء على الإجراءات المتخذة في المجال وتعزيز تبادل الخبرات حول تثمين الموروث الثقافي والتراثي وضمان استمراريته. وتسعى الندوة، التي ينظمها متحف القصبة بتعاون مع المنظمة غير الحكومية الإيطالية «كوسبي»، إلى تقديم حصيلة ثلاث سنوات من التعاون (2011-2007) قامت خلالها الجمعية الإيطالية بمجموعة من المبادرات لتأهيل المدينة العتيقة لطنجة في إطار برنامج تعاون ثنائي بعنوان «طنجة، فضاء حميمي متعدد الثقافات». وشارك في هذا اللقاء متخصصين وخبراء وباحثين في علوم الآثار والتراث والمعمار من أجل تقديم تاريخ الحضارات التي تعاقبت على شبه الجزيرة الطنجية، مع التركيز على مختلف المظاهر الثقافية للمدينة العتيقة لطنجة والمقاربات المعتمدة من أجل تأهيل هذا التراث. وأشاد رئيس جمعية «كوسبي» فابيو لورينزي، في كلمة خلال الندوة، بحصيلة التعاون بين المغرب وإيطاليا، خصوصا عبر المبادرة الوطنية للتنمية البشرية من أجل تثمين وتأهيل تراث المدينة العتيقة بطنجة وفق رؤية للتنمية المستدامة. كما سجل أهمية المقاربة التشاركية المتبعة في مشاريع تأهيل المدينة، وهو ما سمح بإشراك السكان في هذه الخطوة، ما يعتبر ضمانة من أجل استمرار المجهودات المبذولة والنتائج المحققة. ويهم برنامج «طنجة، فضاء حميمي متعدد الثقافات» تأهيل منزل عالم الدين والأديب الراحل عبد الله كنون وتحديث مجموعة من الفضاءات داخل متحف القصبة وكذا مدرسة فاطمة الفهرية وإعادة بناء مجموعة من السقايات والحدائق بالدينة العتيقة. كما قامت «كوسبي» بمجموعة من المبادرات ذات طبيعة اجتماعية لتحسيس السكان بأهمية الحفاظ على التراث والبيئة وفق مقاربة تشاركية، تجسدت على الخصوص خلال الاحتفال بأسبوع الأرض عبر تنظيم «سينما في الهواء الطلق» وبعض الأنشطة الترفيهية الصيفية. واستفاد مجموعة من سكان المدينة من دورات تكوينية في صناعة الحلويات والطبخ والفنون المشهدية وصناعة الحلي وإعادة تدوير النفايات ودروس محو الأمية والدعم في اللغة الفرنسية. وتأتي هذه المبادرات من أجل تحسين ظروف عيش سكان المدينة العتيقة بطنجة واستجابة لهاجس التنمية المستدامة عبر مبادرات أفقية تشرك جميع المتدخلين كالفاعلين في المجتمع المدني والنسيج الاقتصادي والسياحي المحلي. وقد ضم برنامج اللقاء عروض وجلسات نقاش حول التراث المادي واللامادي لطنجة وجهة الشمال والتراث كعامل للتنمية المحلية.