أيقونة الأدب المغربي نظم نادي القصة بالمغرب مساء السبت الماضي بدار الثقافة محمد حجي بسلاالجديدة، حفل تكريم للأديبة والباحثة نجاة المريني اعتبارا لإسهاماتها وعطاءاتها المتعددة في الحقول الأدبية والفكرية، وذلك بحضور ثلة من المفكرين والإعلاميين وفاعلين جمعويين ومنتخبين. ويندرج هذا الحفل، الذي نظم بشراكة مع مقاطعة احصين والمديرية الجهوية لوزارة الثقافة بجهة الرباط-سلا-زمور-زعير، ضمن سلسلة حفلات تكريم رموز الأدب المغربي الحديث. وأكد الأستاذ عبد الحق المريني، مؤرخ المملكة، في كلمة بالمناسبة أن تكريم الأديبة نجاة المريني الملقبة ب» أيقونة الأدب المغربي» يعد تكريما لكل المثقفات المغربيات المبدعات الرائدات في مختلف ألوان المعرفة. وأشار إلى أن الأديبة نجاة المريني شغلت مكانا بارزا في الحقل الثقافي وتبوأت ركنا هاما من بين أركان النهضة النسوية المغربية اللاتي يتمتعن بعطاء قوي حاضر بثقله في ميادين الشعر والكتابة والقصة والرواية والبحث العلمي. وأضاف أن المحتفى بها، التي نشأت في بيت العلم والصلاح ونبغت من مدينة تمتاز بالإبداع والإشعاع وطلعت كاتبة متميزة، كرست حياتها لخدمة التراث المغربي وللعمل في مجال التعليم والتربية والبحث العلمي ولإغناء الخزانة المغربية بجليل المنجزات الأدبية والتاريخية المغربية. وأشار عبد الحق المريني إلى أن إسهامات المحتفى بها عرفت بخصوصية الأدب المغربي وتابعت اهتمامها المتواصل بالأدب وبحثها في الذاكرة الأدبية المغربية عامة والشعرية منها على وجه الخصوص، مبرزا أن لها مجهود علمي آخر في مجال التاريخ والسير والتعليم والاجتماع كما لها مقالات وبحوث في مختلف فنون المعرفة المتسمة بالجرأة الفكرية وشفافية اللغة والصدق في التعبير والأسلوب. ومن جهته، اعتبر الأستاذ عباس الجراري أن المحتفى بها تشكل علامة نسائية تشهد على نبوغ المرأة المغربية التي كرست جهودها للبحث العلمي والأدبي، مؤكدا على أنها باحثة مدققة في مجالات متعددة خاصة في مجال البحوث والدراسات الجامعية فهي، حسب الجراري، كانت تنقب وتبحث عن «الغميس» من المصادر والمراجع رغبة في الوصول إلى الحقيقة. أما في مجال التدريس، يضيف الجراري, فالدكتورة المريني كانت تتعامل مع الطلبة والباحثين بتواضع وصرامة وتلقنهم وتمدهم بالمصادر وتعلمهم المبادئ الأساسية الأولى للبحث والتدقيق، مشيرا إلى أن السبب في ذلك يكمن في التزامها بصبر وتواضع وصرامة بالقيم العلمية كالنزاهة الفكرية والاستقامة السلوكية. وأجمعت باقي الشهادات حول المسيرة الأدبية للمحتفى بها أن اهتماماتها بمدينة سلا يتجلى من خلال كتاباتها التي اهتمت بالمدينة وبأعلامها رجالا ونساء، فهي حسب المتدخلين، اهتمت بالمجالات الدبلوماسية والفكرية والسياسية وبالتربية والتدريس والبحث العلمي وبقضايا المرأة المغربية، كما أنها منفتحة على التراث العربي والمشرقي وتعترف بالقيم الإنسانية والكونية. ومن جانبها أعربت الأديبة نجاة المريني، التي لها في مجال التدريس صولات على مدى أربعة عقود، عن بالغ تأثرها لحفاوة التكريم الذي حظيت به في مدينة ارتبطت بها وجدانيا وعاطفيا باعتبارها مسقط رأسها، مشيرة إلى أن هذا التكريم هو مبادرة تمهد الطريق للجيل القادم من الباحثات. يذكر أن للأديبة نجاة المريني مجموعة من الأعمال الأدبية والفكرية منها على الخصوص، «عباس الجيراري: سيرة وأعمال»، و»علامات نسائية في نبوغ المرأة المغربية»، و»أعلام في الذاكرة والوجدان» في جزأين، و»شعر عبد العزيز الفشتالي: جمع وتحقيق ودراسة». وللأستاذة المريني أيضا مقالات وأبحاث في مجلات أكاديمية متخصصة كما شاركت في عدة ندوات علمية داخل المغرب وخارجه.