يجب تقديم كل أشكال الدعم المعنوي والمادي للأطر العاملة بالفريق عديدون هم من يعشقوا فريقا رياضيا من خارج مدينتهم، إنه العشق الفطري الذي يتولد عن طريق العاطفة الإنسانية بسبب حدث أو واقعة تاريخية مرتبطة بذلك الفريق الذي وقع عليه الاختيار العفوي، وهذا ما ينطبق على ابن مدينة سلا مولدا ونشأة اللاعب المتألق سابقا في صفوف نادي الفتح الرياضي لكرة القدم خلال سنوات السبعينات والثمانينات فؤاد زنيبر الذي كان يلعب في مركز جناح أيسر. الحاج زنيبر هذا التحق للعب سنة 1965 بالفتح في فئة الصغار وبفضل موهبته وانضباطه وأخلاقه العالية، تمكن من تسلق الدرجات وبالتالي الصعود إلى الفئات الأخرى الفتيان والشبان ثم الكبار، وتميزت مسيرته مع الفريق الرباطي بالفوز بكأس العرش مرتين سنة 1973 و1976 بقيادة العميد الدولي محمد عروبة وتحت إشراف المدرب الوطني المقتدر آنذاك محمد جبران شفاه الله. اللاعب زنيبر بعد اعتزاله الممارسة سنة 1985، اقتحم عالم التدريب بعد ما شارك في دورة تكوينية أقيمت بالمركز الرياضي المنظر الجميل بالرباط تحت إشراف الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم وأطرها الخبير الألماني الشهير بيتر شنيتغر، وفي سنة 1990 شارك في دورة تدريبية أخرى تحت إشراف نفس الخبير بالمعهد الوطني للرياضات مولاي رشيد بسلا، فضلا عن حضوره دورة تكوينية أخرى نفس السنة لكن هذه المرة خارج أرض الوطن بمدينة إشبيلية باسبانيا، كما توجت مشاركته قبل هذا التاريخ أي سنة 1988 بنيله دبلوم التدريب من الدرجة الأولى في دورة تدريبية بكلير فونطين بفرنسا. فؤاد زنيبر اللاعب الذي يغلب عليه الخجل ولا يتحدث كثيرا، ظل في خدمة فريقه المحبوب اتحاد الفتح الرياضي لمدة تصل إلى 45 سنة، أي منذ التحاقه بصغار هذه النادي، وبعد اعتزاله اللعب ظل وفيا بالعطاء لفريقه ولم يبخل عليه في مجال التكوين والتأطير بالنسبة للفئات الصغرى إلى حدود السنة الحالية 2011 وكما يقول المثل «لا زال العاطي يعطي»، حيث يؤطر شبان النادي وطيلة مدة إشرافه على هؤلاء برزت مجموعة من اللاعبين الموهوبين الذين قالوا كلمتهم فيما بعد ومن بينهم على سبيل المثال لا الحصر اللاعب الدولي والمحترف السابق سعيد شيبا المدرب المساعد الحالي بمنتخب قطر، درويش، عبد الجليل حجي، ومعاوي،... وآخرون، وهكذا أصبح يعرف منذ سنين طويلة عن الفتح أنها تتوفر على خزان مهم من حيث اللاعبين الشباب، وهذا ما جعل النادي يفوز بالبطولة الوطنية في الفئات الصغرى في عدة مناسبات حيث يتأتى ذلك بفضل العمل القاعدي الجيد الذي يقوم به زنيبر وزملاؤه من المؤطرين كالوافي ومجاهد وغيرهم من المدربين الآخرين. زنيبر كان بين الفينة والأخرى يتوجه لتأطير مجموعة من الفرق ثم يعود إلى وكره بالفتح التي يعشقها حتى النخاع، وهكذا درب فريق الخزينة العامة، حسنية بوقنادل، نجاح سلا، شبان جمعية سلا، الحي الجامعي مولاي إسماعيل، اتحاد عين عودة وشباب تابريكت، هذا الأخير الذي يشغل به حاليا منصب نائب الرئيس، لكن يظل زنيبر مهووسا بالفتح وبعمله التقني المتمثل في التدريب والتنقيب والبحث عن عناصر يمكنها أن تصل إلى النجومية، وبالتالي تعزيز صفوف الفريق الذي دخل نادي الكبار عالميا بعد فوزه بكأس الكاف الموسم المنصرم، وأضحى له فائض من حيث التركيبة البشرية والدليل هو انتقال أبناء ونجوم الفريق عبد الفتاح بوخريص إلى نادي سطاندار دولييج البلجيكي للاحتراف به وأيوب الخالقي إلى الوداد البيضاوي والشطبي إلى المغرب الفاسي. يقول الإطار الوطني الحاج زنيبر بأنه آن الأوان لتقديم كل أشكال الدعم المعنوي والمادي للأطر العاملة في الفئات الصغرى لفريق الفتح، وذلك حتى يظل الجميع محفزا على مواصلة المشوار من أجل رفعة هذا النادي العريق والكبير.