عبد الصمد بنور مدرب فريق الهلال لأريفينو عودكم منتدى أريفينو بالأخبار المحلية والوطنية والمتنوعة، خصوصاً الحصرية منها. واليوم يأتيكم المنتدى بحوار حصري وشيق جداً مع علم رياضي بالإقليم. حوارنا اليوم مع السيد عبد الصمد بنور، مدرب فريق الهلال الرياضي الناظوري وحارس مرمى سابق للفريق. فتتبعوا معنا هذا الحوار الشيق : مصطفى حجامة : السلام عليكم زوارنا الأعزاء، ومرحباً بكم معنا ومرحباً بضيفنا الغالي السيد عبد الصمد بنور، مدرب فريق الهلال الرياضي الناظوري. عبد الصمد بنور : أولاً السلام عليكم، وتحياتي إلى كل زوار موقع أريفينو والإدارة القائمة على تسييره، هذا الموقع الذي يمثل المنطقة، وأنا سعيد باستضافتي هذا اليوم للحديث عن الرياضة بإقليمالناظور. مصطفى حجامة : حدثنا عن بدايتك في الساحة الرياضية. عبد الصمد بنور : بدايتي كانت كبداية أي لاعب انطلقت من الأحياء، لأنه كان النبع الأساسي ، بحيث من هذه الأحياء استقطبت الفرق لاعبيها. ابتدأت مشواري رسمياً مع فريق ناظوري سابق اسمه شباب النصر، ثم انتميت بعدها إلى شبان هلال الناظور، ثم مباشرة من الشبان أول مقابلة لي كانت في القسم الوطني الأول سنة 1986. مصطفى حجامة : بما أنك عشت مرحلتين مختلفين، مرحلة كحارس مرمى فريق الهلال ومرحلة كمدرب. ما رأيك كمقارنة صغيرة بين الهلال الرياضي الناظوري في فترتك والفريق حالياً؟ عبد الصمد بنور : في الحقيقة كلما تقدم الزمن إلا ووجدت أصحاب أرقام قياسية جديدة، لنتحدث على كرة القدم العالمية، كان الناس يقولون إنه لن تكون هناك أية أسطورة بعد اللاعب بيلي فظهر مارادونا، ثم قال الناس إنه لن يكون هناك أفضل من مارادونا فظهر زيدان... وفي المغرب أيضاً سمعت في تصريح قاله سعيد عويطة أنه لن يحطم أحد رقمه القياسي لمسافة عشرة آلاف متر إلا بعد مدة طويلة، لكن لم يدم الأمر طويلاً ليأتي جبري سيلاسي ويحطم هذا الرقم. لكن الغريب في الأمر أنه في مدينتنا هذه لم نصل بعد إلى ولو ربع مستوى فريق الهلال الرياضي بتشكيلته لسنوات الثمانينات. لم نجد بعد لاعباً في مستوى خينتو (حسن شرود) مثلاً، لم ينجب الفريق بعد لاعباً مثل بنخدة، نور الدين، فؤاد، ميمون، صالح زاكالو (رحمه الله)، حسين الروبيو... يا ريت لو أننا فقط في نصف مستوى هؤلاء اللاعبين لاستطعنا أن نفوز ببطولة القسم الوطني الأول سنة بعد سنة. لكن نتمنى من الله سبحانه وتعالى أن نجد مجموعة قد تعيد أمجاد المجموعة السابقة. سألتني في الأول عن بدايتي في فرق الأحياء، وبالتالي فهذه المدينة كانت تتوفر على مساحات شاسعة غير مبنية حيث كنا نمارس الرياضة، وكانت هذه مدرستنا الكروية آنذاك، لم تكن هناك مدارس كروية مثل الفتح الرباطي والجيش الملكي... بل كان الشارع هو المدرسة الوحيدة بالناظور... مصطفى حجامة : الملعب البلدي لم يتغير البتة منذ السبعينات، وهو على نفس الشكل رغم مرور السنين. عبد الصمد بنور : أتذكر أنني لعبت فيه خلال الثمانينات، وكان مجرد ملعب ترابي، ورغم ذلك كان صالحاً للعب، لهذا كنت أمدح في أولئك اللاعبين، لأن مستواهم ظهر في ذلك الملعب الترابي الصعب، وأستطيع القول إن الملعب في ذلك الوقت كان أصلح للعب من الملعب الحالي. وأريد أن أشير أن لاعبي الهلال حالياً يصابون بإصابات عدة نتيجة كثرة الحفر وعدم توازي العشب، حالة لا يسعني إلا أن أقول عنها “لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم”. مصطفى حجامة : ... لكن ألا يوجد أي اهتمام من المسؤولين في المكتب؟؟ عبد الصمد بنور : أتمنى منكم كموقع يهتم بالرياضة في الإقليم وفي منطقة الريف عامة أن تزورونا في الملعب البلدي ليجيبكم هذا الأخير عن هذا السؤال... فكما تعرفون انطلقت البطولة الأسبوع الماضي وكانت أول مقابلة لنا في تمارة، والآن نحن في الناظور نستعد لمقابلة الأحد المقبل، لكن في ملعب لا يزال العشب فيه يصل إلى سُرَّة اللاعبين، فكيف يُنتظر من اللاعبين أن يستمروا في اللعب وإعطاء نتائج مُرضية. وزدْ على ذلك بأنه انطلقت أشغال الحفر بعد بداية البطولة على أساس بناء مدرجات إضافية. كنا ننتظر من المسؤولين الذين أخبرونا إبان الزيارة الملكية بتشييد مركب رياضي، ومباشرة بعد انتهاء هذه الزيارة الكريمة ستنطلق الأشغال في بناء هذا المركب. لكن اليوم نتفاجأ بترميم ملعب لا يرقى إلى مستوى أي فريق مهما كانت درجته، فما بالك بفرق القسم الثاني. وخلاصة القول فالملعب البلدي غير صالح لكرة القدم البتة، لكن قد يصلح لأمور أخرى. مصطفى حجامة : على ذكر كل هذه الأمور وكل هذا الفتور، تبادر إلى ذهني سؤال مجازي نوعاً ما، وهو هل هناك مسؤولون عن فريق الهلال الرياضي الناظوري ليهتموا بالأمور الإدارية للفريق؟؟ عبد الصمد بنور : بطبيعة الحال، ففريق الهلال الرياضي الناظوري ككل الفرق، له مسؤولون ومسيرون، لكن قد نقول إن هناك بعض الفتور، وأنا أكيد أنكم سمعتم بالأحداث الأخيرة التي لم تَخْفَ على أحد، وهو المشكل الذي حدث بين بعض المعارضين بالمكتب المسير حول مسائل إدارية نحن بعيدون عنها، لأن مهمتنا تقنية. لكن ما أراه أمامي هو المكتب الذي سير الفريق السنة الماضية والتي تسبقها، والذي تقلد الآن مهمة التسيير للسنة الثالثة على التوالي، بحيث كان معنا أعضاؤه في مقابلة تمارة ومعهم تم تحضير اللاعبين، ولا أحد يستطيع القول إنه لا وجود لأي مكتب. إلا أن المشكل هنا هو أن الإمكانيات المادية شبه منعدمة إن لم أقل منعدمة، ونحن اليوم نحارب بمفردنا. سافرنا لحضور مقابلة تمارة في ظروف جد قاسية، والمشاكل التي ذكرتها هي التي جعلت التسيير ينزل عن المستوى بعض الشيء. مصطفى حجامة : بالنسبة لحديثك عن الدعم ففي نظري فالسلطات المحلية لا غيرة لها على هذا الفريق المحلي. عبد الصمد بنور : تفاجأ فريق تمارة عندما سافرنا للعب أول مقابلة للموسم الأسبوع الفارط، تفاجؤوا لاكتشافهم أننا لم نلعب أية مقابلة حبية ولم نستعد بعد للبطولية الحالية لوجود مشاكل إدارية ومادية. وتفاجئت أنا بردهم عندما أخبروني أنه لا ديون على فريقهم، لا بالنسبة للطاقم التقني ولا اللاعبين، وفوجئت أكثر عندما أخبروني بالمبالغ الطائلة الموجودة في خزينة فريقهم كتمويل من السلطات المحلية لتشجيع الفريق ليمضي قدماً. وهذا فريق واحد يمثل مدينة الرباط الكبرى، ناهيك عن الفرق الأخرى إن تحدثنا عن الفتح الرباطي... ودائماً أفاجأ عندما أسمع عن فرق للهواة كفريق الحسيمة مثلاً كيف يعامَلون من قبل الوالي والعامل والسلطات، لكن هنا في مدينة الناظور كمدير فني وكمدرب لا زلت أجهل هذا الحظ التعيس الذي يلينا لئلا نجد أي مسؤول كبير غيور قد يجمع أعضاء فريق الهلال أو الفتح ولو يوماً واحداً، لأنه قبل سنة 1986 كان أي شخص يتولى مهمة عامل إقليمالناظور إلا ويجلس معنا ويشجعنا على المواصلة، لكن منذ سنة 1986 للآن لم نشعر بذلك الإحساس الذي فارقنا، ناهيك عن الحصول على إعانات مادية. مصطفى حجامة : نحن نعرف أن الرياضة تعطي الكثير للمدينة، يعني لا بد من تشجيع الفرق التي ستعطي أكلها فيما بعد وتأتي بمداخيل مهمة للإقليم سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة... عبد الصمد بنور : هذه هي المسألة التي لم أستطع فهمها في هذه البلاد السعيدة. وهي فكرة وجيهة وأشكرك عليها جداً ولطالما تمنيت أن يطرح علي كل من حاورني سؤالاً في هذه النقطة، لهذا وبما أنكم بادرتم به فسأجيبكم برأيي. ما قلته أخي مصطفى معقول ولا يزال العديد من الأشخاص يعتقدون أن الرياضة هي الركض فقط، هي اللعب فقط... لكن لا يعرفون أن الرياضة اليوم هي دعامة للمجتمع ودعامة للإقتصاد، فكما نحب أن نقول دائماً : “العقل السليم في الجسم السليم” مما يشرح لنا أمراً وهو أن تقدم الأمة يتطلب قوة الشعب، ولكي يكون الشعب قوياً يجب أن يكون رياضياً. لكن أريد أن أوجه نظري وأركز على أمر واحد في هذا وهو أنه أكبر عملة صعبة قد تدخل الدولة هي المدخول الرياضي. أعطيك مثالاً بسيطاً، هشام الكروج كم ساهم في الإقتصاد بإدخال العملة الصعبة، النيبت، الزاكي... اليوم إذا قامت الدولة (عموماً والمدينة خصوصاً) بتقييم لميزانيتها من ناحية المداخيل الأجنبية سنجد كميات هائلة من العملة الصعبة تدخل عبر الجالية المغربية المقيمة بالخارج. لكن لهذا الغرض ولاستقطاب 2 مليون مهاجر مغربي أو أكثر كل سنة يتطلب من الدولة توفير طاقم هائل لمراقبة عملية العبور في الموانيء والمطارات ومراكز الإستقبال، و و و... هذه الضجة التي تنتج عنها عدة مشاكل. لكن دعنا نذهب إلى البرازيل مثلاً لتقييم الوضع هناك، نجد أن وصول طائرة واحدة تحمل 10 لاعبين برازيليين في أوروبا يجلبون معهم عملة تضاعف ما دخل المغرب في عملية العبور المذكورة بعشرات، إن لم أقل مئات المرات، مع خسائر أقل واستقبال وحيد، انتبه معي، مداخيل مضاعفة وخسائر أقل، وهذا مثال صغير عن مساهمة الرياضة في اقتصاد الدولة. لكن نحن هنا في مدينة الناظور لا مركب رياضي ولا دعم مادي ولا حتى تشجيع معنوي، خصوصاً أن مدينتنا العزيزة الناظور تزخر بمواهب كروية منذ الأزل وأذكِّر الجمهور بلاعب أسطورة كان دعامة أساسية لفريق الهلال الرياضي الناظوري في بداية التسعينات، ألا وهو اللاعب يحيى بنيخلف الذي لو ساعده المسؤولون عن الفريق لما كان يعمل حالياً أجيراً في إسبانيا، بالعكس كان سيحترف وكان سيدخل المغرب بعملة صعبة قد تمكنه من فتح معمل لتشغيل الشباب أو بناء مدرسة كروية أو رياضية ليستفيد من مشروعه هذا عدد هائل من الشباب... لكن يبدو أن الأنا تغلب على المسؤولين المحليين. مصطفى حجامة : عندما كان فريق الهلال الرياضي الناظوري في بطولة القسم الوطني الأول، كيف كان شعوركم عند الذهاب لمقابلة فريق في الرباط مثلاً أو فاس أو أكادير، أو بالأحرى هل كانت تلك الفرق تحس بالخوف من غريم أتى من مدينة الناظور؟ عبد الصمد بنور : بطبيعة الحال، لفريق الهلال الرياضي الناظوري اسم كبير وتاريخ حافل بالألقاب يعود إلى أزيد من 60 سنة، ومعروف على الصعيد الوطني وحتى على الصعيد الدولي. وقولك صائب، لأنه في ذلك الوقت أينما ذهبنا لإجراء أية مقابلة كان الفريق المنافس يضرب لنا ألف حساب وحساب، لأن فريقنا كان قوياً آنذاك تتضمن صفوفه عدة نجوم سبق وذكرتها. وقد قلت كلاماً وقتها وكنت لا أزال في تشكيلة الفريق كحارس مرمى، كنت أقول للاعبين يا ريت نحن كمغاربة وكأمازيغ نسير على خطى فريق تيزي وزو الذي يمثل أمازيغ الجزائر، ولا يمثلونهم فقط في الجزائر بل حتى على الصعيد الإفريقي والدولي. لمَ لا نكون أول فريق أمازيغي يمثل الريف ويمثل المغرب في الأندية البطلة لإفريقيا؟ فهذا الأمر ليس صعباً أمام مداخيل هذه المدينة الهائلة، إذا تضافرت جهود المسؤولين وأصحاب رؤوس الأموال المحلية ووقفوا إلى جانب الفريق... مصطفى حجامة : أريد أن أشير إلى نقطة وهي اللاعب السابق حسن شرود (خينتو) الذي كان يلعب إلى جانبكم بفريق الهلال الرياضي، كان يريد اللعب في صفوف المنتخب فتدخلت الجامعة الملكية التي اعترفت بمستواه، تدخلت وحثته على مغادرة فريق الهلال الرياضي الناظوري إن كان يود أن يكون ضمن التشكيلة الوطنية. ماذا كان السبب وراء هذا التصرف في نظركم؟؟ عبد الصمد بنور : في الحقيقة فالمغرب تغير كثيراً منذ ذلك الوقت، ودولتنا اليوم ليست هي نفسها في الثمانينات. ففي الثمانينات كانت هناك عنصرية ضد كل ما هو ريفي وكان من الصعب أن يدخل شخص من الناظور إلى التشكيلة الوطنية. بحيث في ذلك الوقت أظنه كان موسم 84/85 عندما نودي على حسن شرود لحضور معسكر كان يضم لاعبين كبار أمثال التيمومي، الزاكي، بودربالة... لكنه استطاع أن يثبت جدارته بينهم، وحسب ما قاله لي حسن آنذاك، عرضوا عليه الإختيار للعب مع واحد من ناديين، إما النادي القنيطري أو الجيش الملكي ليتم قبوله في التشكيلة الوطنية رسمياً، لأنه آنذاك كان هؤلاء الأشخاص مسؤولين في الفرق المذكورة لهذا كانوا يحاولون استقطاب أفضل اللاعبين إلى فرقهم وذلك كشرط ليكونوا ضمن النخبة الوطنية. لكن اليوم تغيرت الأمور كثيراً بحيث أثبت لنا الزاكي أن عهد العنصرية ولى وذلك بتضمينه 4 إلى 5 لاعبين من الريف في التشكيلة الوطنية، أي نصف عدد اللاعبين تقريباً. وبالتالي فأنا لا أحمِّلُ المسؤولية لأحد، إنما إن كان هناك تحمل للمسؤولية فنحن الريافة من يتحملها برفضنا إيصال أبنائنا إلى مستوى ولوج النخبة وذلك بعدم تشجيعهم وتشجيع الفرق الشابة التي تستقطبهم كفريق الهلال والفتح. وبالتالي تأكد أخي أنه متى كان لدينا لاعب في المستوى سيجد مكانه في التشكيلة. وما أؤكد عليه هو حضور الجمهور وتشجيعهم للفريق، على الأقل إن لم يكن هناك دعم السلطات والمسؤولين سنجد الجمهور إلى جانبنا لمساندتنا وتشجيع الفريق... كلمة ختام عبد الصمد بنور في الفيديو الموالي