أمراض مزمنة وأخرى صامتة سببت وفاة 36 مليون شخص في سنة 2008 تعقد منظمة الأممالمتحدة من 19 الى 21 شتنبر الجاري اجتماعا رفيع المستوى حول الوقاية والتحكم في الأمراض غير المعدية، التي أضحت تشكل «تهديدا عالميا جديدا». ويشكل هذا الاجتماع، الذي يندرج ضمن برنامج الدورة ال66 للجمعة العامة للأمم المتحدة، مناسبة لاتخاذ إجراءات دولية ووضع استراتيجيات كفيلة بمكافحة الأمراض غير المعدية. الأمراض غير المعدية.. أول أسباب الوفيات بالعالم وحسب التقرير الأخير للأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، حول الوقاية والتحكم في الأمراض غير المعدية، فإن هذه الأمراض أودت بحياة 36 مليون شخص سنة 2008، أي ما يمثل نسبة 63 في المائة من مجموع الوفيات التي بلغت 57 مليون خلال نفس السنة. وأضاف التقرير، الذي نشر في ماي الماضي، أن الأمراض غير المعدية الرئيسية الأربعة (أمراض القلب والشرايين، والسرطان، والأمراض التنفسية المزمنة والسكري) ستشكل السبب الرئيسي في وفاة 52 مليون شخص في أفق 2030. من جهتها، حذرت منظمة الصحة العالمية في أكثر من مناسبة من التهديد الذي تشكله الأمراض غير المعدية على الصحة العالمية. وبالنسبة للمنظمة فإن الوفيات الناجمة عن الأمراض غير المعدية ستشهد ارتفاعا عبر العالم، ويسجل الارتفاع الكبير بالمناطق ذات الدخل الضعيف والمتوسط (80 في المائة من الوفيات). وأشارت المنظمة إلى أنه حتى في البلدان الإفريقية ترتفع وتيرة الإصابة بالأمراض غير المعدية وقد تتجاوز بذلك نسبة الأمراض المعدية والأمراض المرتبطة بالتغذية. الدول ذات الدخل الضعيف في مقدمة الدول المعنية بالأمراض غير المعدية، ومما يثير القلق تسجيل أزيد من 80 في المائة من الوفيات نتيجة الإصابة بأمراض القلب والشرايين والسكري وحوالي 90 في المائة من الوفيات جراء الإصابة بالأمراض الرئوية المزمنة وثلثي الوفيات بسبب مرض السرطان، وذلك بالدول ذات الدخل الضعيف والمتوسط. وفي هذه الدول سجلت نسبة 29 في المائة من الوفيات لدى أشخاص تقل أعمارهم عن ستين سنة مقابل 13 في المائة في الدول ذات الدخل المرتفع. ومقارنة مع 2008 فإن نسبة الإصابة بالسرطان مرشحة للارتفاع حيث ستبلغ 82 في المائة في حدود سنة 2030 بالدول الفقيرة. وتظهر جليا العلاقة بين الفقر وانتشار الأمراض غير المعدية التي تتفاقم بسبب عدة عوامل من بينها التدخين والعادات الغذائية السيئة واستهلاك الكحول. وحسب الأمين العام للأمم المتحدة، فإن نسبة الفقر والجهل وعوامل أخرى اجتماعية تتفاقم بالموازاة مع الأمراض غير المعدية. غير أن إجراءات ذات تكلفة معتدلة أبانت عن نجاعتها ستمكن من تراجع نسبة الإصابة بهذه الأمراض والوقاية منها وإنقاذ حياة الملايين. ومن بين هذه الإجراءات يقترح بان كي مون في تقريره تدخلا شاملا لتوعية ودعم الساكنة من أجل الحد من عوامل الإصابة وتوفير علاجات أولية ذات أمد طويل لفائدة المجموعات الأكثر عرضة للإصابة بهذه الأمراض غير المعدية وكذا المصابين بها. ويدعو أيضا إلى الاستفادة من الدروس المستخلصة من برامج محاربة السيدا والسل والملاريا التي تم تنفيذها في الدول ذات الدخل الضعيف من أجل مكافحة الأمراض غير المعدية. ومن جهة أخرى لا يمكن احتواء هذه الأمراض دون التزام المجموعة الدولية التي يتعين عليها وضعها في قائمة الأولويات التنموية، وهو الهدف الذي حدده الاجتماع الأول الرفيع المستوى حول الوقاية والتحكم في الأمراض غير المعدية الذي سيشارك فيه ممثلو الدول الأعضاء في الأممالمتحدة ومنظمة الصحة العالمية ومنظمات دولية وإقليمية أخرى متخصصة في مجال الصحة.