كشف التقرير الأخير للأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، حول الوقاية والتحكم في الأمراض غير المعدية، أن الأمراض غير المعدية الرئيسية الأربعة (أمراض القلب والشرايين، والسرطان، والأمراض التنفسية المزمنة والسكري) ستشكل السبب الرئيسي في وفاة 52 مليون شخص في أفق 2030.وأضاف التقرير، الذي نشر في ماي الماضي، بأن هذه الأمراض أودت بحياة 36 مليون شخص سنة 2008، أي ما يمثل نسبة 63 في المائة من مجموع الوفيات التي بلغت 57 مليون خلال نفس السنة. وبالنسبة لمنظمة الصحة العالمية، فإن الارتفاع الكبير للوفيات الناجمة عن الأمراض غير المعدية، يسجل بالمناطق ذات الدخل الضعيف والمتوسط (80 في المئة من الوفيات). ومما يثير القلق تسجيل أزيد من 80 في المئة من الوفيات نتيجة الإصابة بأمراض القلب والشرايين والسكري، وحوالي 90 في المائة من الوفيات جراء الإصابة بالأمراض الرئوية المزمنة، وثلثي الوفيات بسبب مرض السرطان، وذلك بالدول ذات الدخل الضعيف والمتوسط. وفي هذه الدول سجلت نسبة 29 في المائة من الوفيات لدى أشخاص تقل أعمارهم عن ستين سنة، مقابل 13 في المائة في الدول ذات الدخل المرتفع. ومقارنة مع 2008 فإن نسبة الإصابة بالسرطان مرشحة للارتفاع حيث ستبلغ 82 في المائة في حدود سنة 2030 بالدول الفقيرة. وحسب الأمين العام للأمم المتحدة، فإن نسبة الفقر والجهل وعوامل أخرى اجتماعية تتفاقم بالموازاة مع الأمراض غير المعدية. غير أن إجراءات ذات تكلفة معتدلة أبانت عن نجاعتها ستمكن من تراجع نسبة الإصابة بهذه الأمراض والوقاية منها وإنقاذ حياة الملايين. ومن بين هذه الإجراءات يقترح بان كي مون في تقريره تدخلا شاملا لتوعية ودعم الساكنة من أجل الحد من عوامل الإصابة وتوفير علاجات أولية ذات أمد طويل لفائدة المجموعات الأكثر عرضة للإصابة بهذه الأمراض غير المعدية وكذا المصابين بها. ومن جهة أخرى لا يمكن احتواء هذه الأمراض دون التزام المجموعة الدولية التي يتعين عليها وضعها في قائمة الأولويات التنموية، وهو الهدف الذي حدده الاجتماع الأول الرفيع المستوى حول الوقاية والتحكم في الأمراض غير المعدية الذي سيشارك فيه ممثلو الدول الأعضاء في الأممالمتحدة ومنظمة الصحة العالمية ومنظمات دولية وإقليمية أخرى متخصصة في مجال الصحة. هذا، وتعقد منظمة الأممالمتحدة من 19 الى 21 شتنبر الجاري اجتماعا رفيع المستوى حول الوقاية والتحكم في الأمراض غير المعدية، التي أضحت تشكل "تهديدا عالميا جديدا". ويشكل هذا الاجتماع، الذي يندرج ضمن برنامج الدورة ال 66 للجمعة العامة للأمم المتحدة، مناسبة لاتخاذ إجراءات دولية ووضع استراتيجيات كفيلة بمكافحة الأمراض غير المعدية.