من أجل تسهيل عملية ادماج الخريجين في سوق الشغل، جعلت جامعة عبد المالك السعدي، التي تعد إحدى الجامعات الفتية بالمغرب، التكوين من صميم أهدافها، خاصة في جهة تشهد تغيرات عميقة على المستويين الاقتصادي والاجتماعي، حيث أصبحت الضرورة الملحة لتواجد جامعة كفيلة بالاستجابة للمتطلبات الحالية والمستقبلية لساكنة هذه المنطقة من شمال المملكة. وفي هذا الصدد قال رئيس جامعة عبد المالك السعدي السيد أمزيان حذيفة، في حديث لوكالة المغرب العربي للانباء بمناسبة الدخول الجامعي 2012/2011، إن هذه الجامعة تحرص حرصا شديدا ومتواصلا على أن يكون التكوين الذي تقدمه يستجيب لمتطلبات سوق الشغل، موضحا أنه كلما ازداد الطلب في سوق الشغل ازداد عدد وتنوع التكوين في المهن المطلوبة، وذلك من أجل أن تضمن الجامعة لخريجيها إدماجا ملائما. وحسب حذيفة، فإنه يتعين على هذه الجامعة، التي تضم 11 مؤسسة بجهة طنجة-تطوان، نهج سياسية استباقية، وذلك بالنظر إلى أن عالم الشغل يشهد اليوم تحولا سريعا حيث تبرز مهن وتخصصات جديدة وتضمحل أخرى. لذلك، يقول حذيفة، فقد انخرطت جامعة عبد المالك السعدي في العديد من البرامج الوطنية للتكوين من قبيل برنامج ترحيل الخدمات خصوصا مع قرب إنجاز مشروع «تطوان شور»، ومخطط «أزير» ومخطط «المغرب الاخضر» ومخطط «المغرب الرقمي 2013» والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية ومبادرة 10000 مهندس والميثاق الوطني للمقاولة الصناعية وغيرها من المشاريع. وأضاف أن هذه المشاريع من شأنها أن تحفز وتشجع مختلف مؤسسات الجامعة على فتح شعب للتكوين في المهن الجديدة، وذلك بغرض تمكين الشباب من فرص عديدة للادماج في سوق الشغل. وأكد رئيس الجامعة أن الدخول الجامعي لهذه السنة يمر في «ظروف جيدة»، مشيرا الى أن المسجلين من الحاصلين على شهادة البكالوريا في تزايد مطرد، والذين سيبلغ عددهم، حسب التوقعات، 5000 طالب، مما سيرفع عدد الطلبة بالجامعة من 28 ألف و808 طالب برسم موسم 2010-2011 إلى أزيد من 33 ألف طالب خلال الموسم الجامعي الحالي. وقال إن سبب هذا الارتفاع يرجع إلى أن عدد الطلبة الجدد الحاصلين على شهادة الباكلوريا بلغ هذه السنة 1200 طالب بجهة طنجة تطوان. وأكد حذيفة، في معرض حديثه عن مختلف الاشغال التي أنجزت في مجال توسيع وتهيئة وتأهيل مختلف مؤسسات الجامعة، أن البحث العلمي يشكل «مفخرة» هذه المؤسسة الجامعية، التي تضم 20 مختبرا للتجارب و7 مجموعات عمل و78 وحدة للبحث، فضلا عن الشراكات التي تقوم الجامعة بإبرامها وتطويرها مع المحيط السوسيو-اقتصادي سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي أو الدولي. وأوضح، في هذا السياق، أنه تم إبرام وتطوير 70 اتفاقية وبرنامج للبحث مع جامعات إسبانية وأوروبية وعربية (خاصة تونس والجزائر) وكندا وبلدان أخرى، مشيرا إلى مشروع إحداث كلية الطب بطنجة وأخرى للصيدلة وطب الاسنان بتطوان، وذلك في أفق سنة 2013.